انطلاق أضخم مشروع للكشف عن حالات الإساءة والإهمال للأطفال في التعليم العام

تنظمه اللجنة الوطنية للطفولة.. وتسعى لإرساء الخبرات التدريبية في عدد من مناطق البلاد

لم يعد دور المدرسة مجرد دور تعليمي وتربوي، بل أضحى يتخطاهما ليكون دور الكاشف الأول لحالات الإساءة والإهمال التي قد يتعرض لها بعض الطلاب والطالبات من قبل أسرهم («الشرق الأوسط»)
TT

تحتضن العاصمة السعودية الرياض أعمال أضخم مشروع تدريبي لإعداد فريق وطني للتدريب على مهارات الكشف والتدخل المبكر في حالات الأطفال المعرضين لإساءة المعاملة بالمرحلة الابتدائية من التعليم العام، الذي تنظمه اللجنة الوطنية للطفولة وتستهدف به شريحة من المشرفين والموجهين التربويين التابعين لوزارة التربية والتعليم، وذلك على مدى 5 أيام بفندق ريديسون ساس ابتداء من اليوم السبت 21 مايو (آيار) الحالي.

وأوضح الدكتور بندر السويلم، الأمين العام للجنة الوطنية للطفولة، عن كون المشروع يعتمد على عدد من المراحل، أن أولى تلك المراحل تستهدف المشرفين والموجهين التربويين العاملين بإدارات التربية والتعليم بمختلف مناطق المملكة. وأشار الدكتور السويلم إلى أن هذا المشروع يعد أول مشروع من نوعه لتدريب معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية في السعودية على مهارات الكشف والتدخل المبكر لحالات الإساءة والإهمال التي قد يتعرض لها الأطفال. وأفصح الدكتور السويلم أن كافة المشرفين والموجهين التربويين المشاركين، البالغ عددهم 56 متدربا سيخضعون، وعلى مدى 5 أيام لدورة مكثفة تهتم بالجانب النظري والتطبيقي على الدليل التدريبي، الذي تم إعداده بمشاركة شركاء اللجنة الوطنية للطفولة في هذا المشروع، وهم وزارة التربية والتعليم، وبرنامج الأمان الأسري الوطني، وبرنامج الخليج العربي، ومؤسسة الملك خالد الخيرية، واليونيسيف. واعتبر الدكتور السويلم أن المشروع يأتي في سياق الإجراءات الاستباقية لمعالجة ظاهرة الإساءة والإهمال التي قد يتعرض لها الأطفال، معتبرا أن تدريب عدد من المشرفين والموجهين التربويين سيؤدي إلى توطين الخبرة في التعامل مع تلك الظاهرة، ويعمل على نقل تلك الخبرات من خلال عقد دورات تدريبية لكافة المعلمين والمعلمات بمدارس التعليم العام بمناطق السعودية. وأشار إلى أنه من المتوقع لمشروع تدريب المعلمين والمعلمات على مهارات الكشف المبكر لحالات الإساءة والإهمال للأطفال، أن ينطلق مطلع العام الدراسي المقبل، مشيرا إلى أن تدريب المدربين من موجهين ومشرفين سيخدم المشروع، من خلال قيام أولئك المتدربين بتدريب المعلمين والمعلمات في مناطقهم التعليمية. وأكد الأمين العام للجنة الوطنية للطفولة أن المشروع يحظى باهتمام ومتابعة من قبل وزير التربية والتعليم، مؤكدا أن هذا المشروع يأتي كجزء من منظومة حماية الطفل، وفي إطار المنظومة المتكاملة التي تسعى وزارة التربية والتعليم، ممثلة في اللجنة الوطنية للطفولة، لانتهاجها مع عدد من الشركاء من داخل وخارج الوزارة. وأوضح أن اللجنة الوطنية للطفولة تعمل حاليا مع ثلاث إدارات رئيسية بوزارة التربية والتعليم للإعداد الجيد والتنسيق لنجاح فعاليات المشروع، مشيرا إلى أن تلك الإدارات هي إدارة التوجيه والإرشاد، وإدارة الإشراف التربوي، وإدارة التدريب بالوزارة. ولمح السويلم إلى كون الدليل التدريبي، الذي تم إعداده ومراجعته من قبل شركاء اللجنة الوطنية، تمت مناقشته خلال اجتماع تشاوري عقد مؤخرا بمقر اللجنة الوطنية للطفولة بالرياض، موضحا أن الدليل التدريبي يعد المرجع التدريبي ودليل تدريب المدربين الذي سيقدم للفئة المستهدفة في المرحلة الأولى، المتمثلة في المشرفين التربويين والمشرفات التربويات، في جميع مناطق السعودية، الذين سيقومون بتدريب الفئة المستهدفة من المشروع وهم معلمو ومعلمات المرحلة الابتدائية. وأبان أن المشروع في مرحلته الأولى يستهدف معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية، ليتم الانتقال في مراحل مقبلة للمرحلة التعليمية المتوسطة، موضحا أن تدريب المعلم والمعلمة وتزويدهم بالمهارات اللازمة للكشف عن حالات الإساءة والإهمال التي قد يتعرض لها الأطفال، يعد من أهم أهداف المشروع. وقال إن هذا المشروع هو أحد برامج مبادرة «حماية» التي أطلقتها اللجنة الوطنية للطفولة، حيث إن الطفل المساء إليه عادة ما تظهر عليه أعراض الإساءة التي يمكن التعرف عليها من قبل المعلمين، ويضيف: «لذلك، يهدف البرنامج إلى تدريب منسوبي مدارس وزارة التربية والتعليم على مهارات اكتشاف حالات الإساءة كإجراء استباقي وجرس إنذار مبكر قبل تفاقم حالات الإساءة التي عادة ما يتم اكتشافها في وقت متأخر»، مشددا على أن الكثير من حالات الإساءة والإهمال للأطفال لا يتم الكشف عنها إلا في حالات متأخرة، وبعد حاجة الطفل للتدخل الطبي. وأوضح الدكتور بندر السويلم أن اللجنة الوطنية للطفولة تعمل على أكثر من طريق للوصول للطفل من خلال مدرسته، معتقدا أن اللجنة تعتبر الكوادر التعليمية والتربوية من أهم تلك الطرق التي يمكن أن تسلكها اللجنة الوطنية للطفولة لتحقيق أهدافها. يشار إلى أن اللجنة الوطنية للطفولة عقدت اجتماعا لمناقشة مشروع تدريب معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية في السعودية على مهارات الكشف والتدخل المبكر لحالات الإساءة والإهمال التي قد يتعرض لها الأطفال، وشارك في الاجتماع ممثلون لشركاء اللجنة الوطنية للطفولة، واتفق المجتمعون على أن مادة الدليل التدريبي التي تم تجريبها على عينة من معلمي ومعلمات المرحلة لا تزال بحاجة إلى تجويد مضمونها، وكذلك إبداء التأييد والمشاركة في تجويد الدليل التدريبي لتحقيق أهداف هذا المشروع الحيوي، وضرورة التطبيق العاجل له لاحتياج الميدان ولحماية الأطفال من جميع أشكال الإساءة.