مجلس بلدي جدة: 60 مشروعا متعثرا تتطلب سرعة العمل على إنجازها

طالب الأمانة بتفسيرات واضحة عن مشروع المليار ريال

البحث عن حلول لاختناقات المرور في جدة يشغل المسؤولين على أعلى المستويات («الشرق الأوسط»)
TT

طالب المجلس البلدي بجدة، أمانة المحافظة بدراسة شاملة لمشروع «جسر أبحر» المزمع إقامته ضمن ميزانية العام المقبل، وسيكلف ميزانية الدولة 1.300 مليار ريال، وشدد على ضرورة أن تواكب الفوائد الاجتماعية والاقتصادية للمشروع المبلغ الكبير الذي سيصرف عليه، في ظل الحاجة الملحة إلى إنهاء جميع مشاريع البنية التحتية في عروس البحر الأحمر.

وبحسب حسين باعقيل، رئيس المجلس، ناقش المجلس الميزانية الحالية للأمانة، التي كشفت عن أن هناك 83 مشروعا نسبة الصرف فيها «جيد»، بنسبة أكثر من 20 في المائة، في مقابل 87 مشروعا نسبة الصرف فيها «ضعيف»، وهي تشمل مشاريع الطرق والسيول والأمطار والحدائق، حيث إن هناك أكثر من 60 مشروعا متعثرا تتطلب سرعة العمل على إنجازها ورفع جميع العوائق التي تقف أمام تنفيذها، وقال «اطلعنا على مشاريع الحدائق والساحات التي شملت إنشاء 50 حديقة جديدة، وهو الأمر الذي لاقى استحسانا من الجميع».

وكان عبد العزيز العبد الكريم، وكيل وزير الشؤون البلدية والقروية للشؤون الفنية، كشف لـ«الشرق الأوسط» الأسبوع الماضي عن مشروع هيكلة كاملة لشبكة الطرق في جدة، وضعته الأمانة، وتم رصد ميزانية متكاملة له، وعن لجنة أخرى لإعادة تقييم ودراسة المشاريع المتعثرة التي لم تثبت جدواها.

وتصدر مشروع «جسر أبحر» الكبير توصيات ونقاشات الجلسة رقم 82 للمجلس البلدي بجدة التي ترأسها أمس حسين بن علوي باعقيل رئيس المجلس، بحضور نائبه المهندس حسن الزهراني وجميع الأعضاء وممثلين عن أمانة المحافظة، حيث استعرضوا على مدار 3 ساعات الميزانية الجديدة وأولويات التنفيذ والمقترحات والملاحظات على المشاريع التي ما زالت متعثرة.

وأكد حسين باعقيل رئيس المجلس، أن المجلس اطلع على أكثر من 60 مشروعا متعثرا، وطالب بحلول حقيقية تساهم في تنفيذ هذه المشاريع على وجه السرعة لفك حالة الاختناق المروري الموجودة في جدة، وتحرير الشوارع ومعالجة الحفر الموجودة فيها وإنهاء معاناة المواطنين، واستعادة العروس بريقها وشكلها الجمالي الذي تميزت به والذي جعلها من أهم مدن الخليج سياحيا.

وأضاف «اطلع المجلس على ميزانية الأمانة المقترحة للعام المالي الجديد المشتملة على جميع الأبواب الأول والثاني والثالث والرابع، وتم الاتفاق على تقسيم هذه المشاريع على اللجان الموجودة في المجلس البلدي لدراستها وبرمجة أولوياتها حتى يتم اعتمادها في الجلسة القادمة».

وأشار إلى أن المبشر في الميزانية الجديدة أنها اشتملت على زيادة الاهتمام بالصحة والبيئة وهو الجانب الذي طالب به المجلس طويلا، حيث سيزيد الإنفاق على بند النظافة ومكافحة الحشرات والصحة والبيئة بنسبة 50 في المائة.

وأكد باعقيل أن مشروع إنشاء «جسر أبحر» استحوذ على اهتمام المجلس بشكل كبير نظرا للتكلفة العالية، وقال «طالبنا الأمانة بدراسة متكاملة تشمل التكاليف والطرق والنواحي الاجتماعية والاقتصادية والفوائد العائدة من المشروع، ودراسة شبكة تصريف السيول والأمطار والصرف الصحي المرتبطة به، ومختلف الفوائد العائدة على سكان جدة، لا سيما أن التكلفة مرتفعة جدا».

وكانت أمانة محافظة جدة أعلنت في أواخر يناير (كانون الثاني) من عام 2006 أنها بصدد البدء في تنفيذ «جسر أبحر» الذي سيربط أبحر الشمالية بأبحر الجنوبية بمسافة لا تتعدى كيلومترا واحدا وبتكلفة إجمالية وسيكون محورا بين أبحر الشمالي والجنوبي، وسيؤدي إلى انسيابية الحركة المرورية في غرب طريق الحرمين السريع من أجل استيعاب النمو العمراني المخطط له في المنطقة الواقعة إلى الشمال من شرم أبحر، وسيضمن - بحسب الأمانة - أربعة مسارات لطرق ذهابا ومثلها إيابا، بالإضافة إلى مسار في المنتصف للمترو، وعلى جانبي الجسر وأعلاه طريق مشاة، إلا أن المشروع منذ ذلك الوقت لم ينفذ.

وأوضح الدكتور عبد العزيز عسيري مدير عام هندسة النقل والمرور بالأمانة، في تصريحات صحافية، أن الأمانة ستنفذ مشروع «جسر أبحر» المعلق العام المقبل، وأن هذا المشروع يهدف إلى ربط شمال جدة وجنوبها من خلال هذا الشرم (شرم أبحر) وموقع الجسر، الذي سيبدأ من طريق المدينة حيث يتم ربط الطريق من جسر الحجاج باتجاه شرم أبحر في أضيق نقطة منه، وستكون نقطة الوصول بشارع بعرض 50 مترا، وهو يعتبر من أهم المحاور بطريق شرم أبحر. وبين أن الدراسة التي نفذها الاستشاري جاءت شاملة، وهي تختلف عن أي مشروع آخر، حيث كانت الدراسات السابقة جزئية.

وأشار رئيس المجلس البلدي بجدة إلى أنهم ناقشوا العديد من المواضيع الأخرى الموجودة على جدول الأعمال، معبرا عن تطلعاته بأن تعبر هذه التوصيات عن الطموحات الكبيرة لسكان العروس الذين يعتبرون المجلس عينهم التي يراقبون بها المشاريع المقامة في مدينة جدة، وصوتهم الذي يتصدى بقوة لكل المعوقات والمشكلات الموجودة.