السعوديون ينفقون 1.1 مليار دولار على العطور وأدوات التجميل سنويا

غرفة جدة تحفز المستثمرات لدخول القطاع الذي يستأثر به الرجال

TT

كشفت أبحاث ودراسات سوقية أن حجم مبيعات العطور وأدوات التجميل في المملكة العربية السعودية بلغ 1.1 مليار دولار بنهاية العام الحالي، تتعلق بـ292.3 مليون دولار مبيعات قطاع مستحضرات التجميل وحده. و821 مليون دولار مبيعات سوق العطور السعودية بنهاية العام، وتوقعت الدراسات أن يصل حجم مبيعات العطور في السوق السعودية إلى 939.2 مليون دولار بحلول عام 2014.

وهو ما جعل السعودية تحتل مكانة كبرى بين الدول من حيث حجم المبيعات في العطور بمختلف أنواعها، سواء كانت مركبة أو عطرية، بحسب الدراسة التي أصدرتها مؤسسة الأبحاث العالمية «يورومونيتور».

وعلى الرغم من كبر حجم المبيعات، فإن هذا المجال التجاري تحجم سيدات الأعمال عن الاستثمار فيه، على الرغم من أنه يعتبر من النشاطات البسيطة والمربحة والمصنف ضمن المجالات ذات المخاطرة البسيطة.

أوضحت ألف قباني، رئيسة لجنة الصناعة في غرفة جدة، وهي المستثمرة الوحيدة السعودية تقريبا في هذا المجال لـ«الشرق الأوسط» أن العزوف واضح ويرجع السبب إلى تخوف المرأة من العمل في مجال الصناعة، وهذا دورنا في لجنة الصناعة بالغرفة التي خطونا خطوات جيدة في التعريف بأهمية هذه الصناعة، بمختلف أنواعها ومنها مجال العطور والمبادرة بالحصول على الفرص التي تمنحها الدولة في مجال الصناعة من حوافز للمستثمرين، وخاصة في المدن الصناعية الجديدة بالمناطق.

وأضافت أن «المرأة قادرة على الدخول في مجال الصناعة، ومنها مجال العطور، وأدعو المستثمرات للدخول فيها، لقرب النشاط من نفسية المرأة، التي يمكن أن تبدع في هذا المجال على نطاق واسع، وخاصة في مجال التركيبات والأفكار العطرية، ومن جهة أخرى لما يمثل النشاط من ربحية عالية وتكاليف منخفضة».

وأشارت غادة غزاوي، سيدة أعمال، إلى أن الدخول للنشاط التجاري والاستثمار فيه يرجع بالدرجة الأولى للميول الشخصية، فليس بالضرورة أن يكون النشاط القريب للمرأة هو ما يجب عليها الاستثمار فيها.

وأوضح أحمد باولس، الرئيس التنفيذي في «إيبوك ميسي فرانكفورت»، أن السوق السعودية من أهم الأسواق في الشرق الأوسط، وأن الدراسات أكدت على نمو سوق العطور الفاخرة ذات القيمة العالية، التي تشمل العطور العربية التي تستقطب الأفراد من السعوديين ومن محبي استخدام العطور الراقية، وقد حرص أكبر العاملين في مجال العطور العربية والموزعين والعاملين في مجال البيع بالتجزئة على التواجد في معرض التجميل «بيوتي وورلد» التجاري، باعتباره فرصة للالتقاء بقطاع الزوار من الشارين الجادين والتجار.

ويعد السكان في منطقة الخليج من أكبر مستهلكي العطور الفاخرة، بينما تعد صناعة السياحة المنتعشة عاملا حافزا إضافيا في سوق العطور الفاخرة على مستوى المنطقة، حيث يسهم السائحون بنسبة كبيرة في سوق العطور، حيث تعزز مبيعات السوق الحرة في مطارات المنطقة، منافذ مراكز التجزئة وغيرها من مراكز التسوق الأخرى من حجم الإنفاق على هذا القطاع.

كما تحتل العطور الشرقية والمحلية مكانة بارزة ومهمة في المنطقة، حيث إن أسواق منطقة الخليج يقطن بها منذ القدم أكبر مستهلكي العود، العطر وغيرها من أنواع العطور الأخرى.

وأشار خالد الدخيل المدير العام لـ«الدخيل للعود والعطور» في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» سابقة إلى أن نسبة مبيعات العطور الشرقية ما زالت هي الأعلى، لمناسبتها لجميع الشرائح. وأشار أيضا إلى تطور ملموس في مبيعات أنواعها التي اعتمدت في الآونة الأخيرة على مزجها بالعطور الغربية.

تجدر الإشارة إلى أن السوق السعودية تشهد في كل عام نموا متزايدا على العطور، وخاصة في مواسم الأعياد والمناسبات الدينية، كالحج والعمرة؛ فالأمر هنا لا يقتصر على السعوديين وحدهم، بل أيضا على الزائرين من خارج السعودية، الذين سمعوا عن هذه الخلطات، ويبحثون عن المتميز منها، لتصل نسبة المبيعات إلى أكثر من 70 في المائة مقارنة بالأيام العادية.