السعودية تطلق مشروعا يمكن المعلمين من اكتشاف حالات الإساءة للطفل

يركز على مهارات اكتشاف حالات الإساءة كإجراء احترازي

TT

أطلقت السعودية مشروعا هو الأول من نوعه على مستوى البلاد، يهدف لإخضاع معلمي ومعلمات المراحل الابتدائية بالمملكة لبرامج من شأنها اكتشاف حالات الإساءة والإهمال التي قد يتعرض لها الطفل في تلك المرحلة العمرية.

ويركز المشروع، الذي يعتبر أحد برامج مبادرة «حماية» التي أطلقتها اللجنة الوطنية للطفولة، والتي تمكن معلمي ومعلمات الصفوف الدنيا من اكتشاف حالات الإساءة، ويركز على مهارات اكتشاف حالات الإساءة كإجراء احترازي ووقائي وجرس إنذار مبكر، قبل تفاقم حالات الإساءة التي عادة ما يتم اكتشافها في وقت متأخر، وتكون نتائجها مؤلمة وخطرة على بقاء ونماء الأطفال، مما يجعل المعالجة أمرا شائكا ومكلفا لبعض الحالات.

وأكد مسؤول بوزارة التربية والتعليم لـ«الشرق الأوسط» على تبني وزارته كل ما من شأنه تعميق الإدراك والوعي المهني لمنسوبيها، حيال حماية الأطفال ووقايتهم من الإساءة، وأكد إدراك كل منسوبي وزارة التربية والتعليم لمسؤوليتهم وقدرتهم على تقديم أفضل السبل لوقاية وحماية الأطفال، الذين يتعاملون ويتفاعلون معهم بشكل يومي في كل أرجاء المملكة.

وأوضح فيصل بن معمر، نائب وزير التربية والتعليم، أن تبني وزارته لبرنامج تدريب منسوبي مدارس المرحلة الابتدائية في مناطق البلاد الـ13، الذي تنظمه اللجنة الوطنية للطفولة، ويستمر 6 أيام، ويستهدف تدريب المدربين الذين سيقومون بتدريب المعلمين والمعلمات والمرشدين والمرشدات في المرحلة الابتدائية في جميع المناطق الإدارية التابعة لوزارة التربية والتعليم بالمملكة، على مهارات الكشف والتدخل المبكر لحالات الإساءة والإهمال.

وأكد بن معمر على أن تبني الوزارة لهذا المشروع التدريبي الضخم يأتي منسجما مع تعاليم الدين الإسلامي، ووفق ما تنص عليه الأنظمة والقوانين المتعلقة بحماية الطفل في البلاد.

جاء ذلك على خلفية انطلاق أعمال المشروع التدريبي المتخصص في تدريب منسوبي مدارس المرحلة الابتدائية، الذي انطلق يوم السبت الماضي 21 مايو (أيار). وبين بن معمر أن هذا المشروع يهدف إلى توسيع الجهود الوطنية في مواجهة ومعالجة الأشكال المتعددة للإساءة والإهمال، التي يتعرض لها الأطفال من خلال تدريب المهنيين العاملين في المؤسسات الخدمية والرعاية التي تعنى بالطفل، لتشمل منسوبي المؤسسات التربوية في المرحلة الابتدائية، كونهم أكثر المهنيين تعاملا وتفاعلا مع الأطفال والتصاقا بهم، حيث يقضي الطفل أكثر من 1000 ساعة في السنة داخل المدرسة، مما يتيح للمعلم ومنسوبي المدرسة فرصا متكررة «للاكتشاف والتدخل المبكرين» في حالات الإساءة والإهمال.

وأضاف نائب وزير التربية والتعليم أن المشروع يأتي في سياق الإجراءات التي تم فحصها وتلمس احتياج التدخل بشأنها، حيث اتضحت الحاجة إلى إعداد معالجة استباقية لظاهرة الإساءة والإهمال التي قد يتعرض لها الأطفال، ويمثل معلمو ومعلمات ومرشدو ومرشدات المدارس خط الدفاع الأول لاكتشاف وحماية الأطفال في حالة تعرضهم للإساءة. من جانبه، كشف الدكتور بندر السويلم، الأمين العام للجنة الوطنية للطفولة، أن منسوبي الوزارة المشاركين في دورة تدريب المدربين، البالغ عددهم 56 متدربا سيخضعون، وعلى مدى 6 أيام، لدورة مكثفة تركز على الجانبين المهاري والتطبيقي، من خلال الدليل التدريبي المتخصص في مهارات الكشف والتدخل المبكر لحالات الأطفال المعرضين للإساءة، وكذلك الدليل التدريبي المتخصص بتدريب المدربين، الذي تم إعداده من قبل خبراء ذوي كفاءة ومهنية عالية.

وأبان السويلم أن هذا المشروع يعد الأول من نوعه لتدريب معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية في السعودية على مهارات الكشف والتدخل المبكر لحالات الإساءة والإهمال، التي قد يتعرض لها الأطفال، مشيرا إلى أنه تم بناء المشروع وفق خطة منهجية مترابطة تعتمد على عدد من المراحل. وأوضح السويلم أن أول تلك المراحل هدفت إلى تحديد احتياجات منسوبي وزارة التربية والتعليم من المعلمين والمعلمات والمرشدين والمرشدات، والعمل على بناء دليل تدريبي متخصص وفق تلك الاحتياجات، ومن ثم تصميم ووضع معايير لاستهداف الفريق المراد تدريبه من المشرفين التربويين العاملين بإدارات التربية والتعليم بمختلف مناطق المملكة، ليتولوا بدورهم تدريب معلمي ومعلمات ومرشدي ومرشدات المرحلة. وأضاف: «لضمان استمرارية تفعيل البرنامج قامت اللجنة الوطنية للطفولة بعقد شراكة فاعلة وإيجابية مع بعض المؤسسات المعنية والمهتمة بشؤون حماية ووقاية الأطفال من العنف، لخلق إطار تفاعلي يضمن القدرة على المواصلة والاستمرار في الدفع باتجاه تطبيق هذا المشروع».