«البودكاست».. نمط الإعلام الجديد في السعودية

أكثر من 25 قناة للبث المرئي والمسموع.. والمحتوى العربي لا يزال ضعيفا

TT

من النادر هذه الأيام مشاهدة شبان لا يحملون أجهزة جوال ذكية، تحوي أحدث التقنيات في التواصل، بدءا من الاستقبال الفوري للبريد الإلكتروني وخدمات التواصل بالشبكات الاجتماعية والتصفح السريع للأخبار والمواقع، كل ذلك يرجع إلى بداية ظهور تقنيات وتطبيقات «الويب 2.0»، أي الجيل الجديد من المواقع التي تعتمد على التواصل وتطوير المواقع ومشاركة الروابط والوسائط المتعددة الصوتية والمرئية، بعيدا عن النمط التقليدي في المنتديات والساحات على شبكة الإنترنت.

«بودكاست»، تقنية نشر المحتوى عن طريق قناة للبث، تملك حلقات متسلسلة من برامج مسموعة أو مرئية، تخزن في جهاز الـ«آي بود»، أو مشغلات الوسائط الصوتية. وعند الاشتراك في هذه القنوات، فإن الحلقات الجديدة أو ما فات من حلقات قديمة مسجلة تحفظ في الجهاز تلقائيا عند طلب التزامن من لقطات لقنوات البودكاست يطلق عليها «بودكاستر»، كبرنامج «أيتونز» من شركة «أبل»، وعند حفظها يمكن الاستماع إليها أو مشاهدتها في أي وقت دون الحاجة للاتصال بالإنترنت.

اصطلاح «بودكاست» انتشر بفضل مشغلات الـ«آي بود» في بداية ظهورها، حيث دمجت كلمتي النشر أو البث التقني، حيث إن «بودكاست» قد اختص في بادئ الأمر بالبث المسموع ثم تطور إلى البث المرئي بالفيديو المرئي.

المحتوى العربي لم يبدأ بالانتشار عن طريق البودكاست إلا منذ عامين، لعدم وجود عدد كبير من قنوات البودكاست العربية، بعكس القنوات الأجنبية التي بدأت منذ أواخر عام 2004، حيث ظهر العربي عبر متخصصين وهواة يمكن الاستماع إليهم أو مشاهدتهم في أي وقت، في انعكاس للتعدد الهائل للمحتوى في الفن والتقنية والطب والقانون والسياسة والبرامج الحوارية، مرورا بالبودكاست الترفيهي ودروس تعليم اللغات والطبخ. قنوات البودكاست العربية لا تزال تخطو خطواتها الأولى في إثراء المحتوى، من خلال إنشاء قنوات متخصصة في الجانب الديني كالقرآن الكريم والمحاضرات الدينية، وقنوات حوارية تناقش هموم الشارع العربي والمحلي، والبودكاست التقني الذي يهتم بأحدث التقنيات والأجهزة الحديثة، إلى جانب البودكاست الرياضي - المتخصص غالبا في كرة القدم - وكذلك القنوات التي تهتم بالشعر والأدب والكتب المسموعة.

في السعودية على سبيل المثال يوجد أكثر من 25 قناة بودكاست متخصصة وغير متخصصة لبث البرامج التي تتراوح مدة الحلقة ما بين 20 و90 دقيقة، اشتهر بعضها بواسطة مقدمي البودكاست، ممن اهتموا بنشرها في مدوناتهم وكذلك شبكات التواصل كـ«فيس بوك» و«تويتر»، ويزيد عدد المتابعين لإحدى القنوات لأكثر من 10 آلاف مستمع خلال سنة من إنشاء القناة.

الاهتمامات بالتقنية الطاغية على مواضيع البودكاست السعودية المتخصصة، بعضها تخصص في أخبار الأجهزة الجديدة وأحدث أنظمة التشغيل في الحواسب والأجهزة الذكية، وخصص البعض بودكاست لمحبي ألعاب الفيديو وأخبارها وتقنياتها، فضلا عن البودكاست المرئي الذي يعرض فيه شرح للأجهزة الجديدة، ودروس في البرمجة والتصميم بالصوت والصورة. البودكاست غير المتخصص، كان له النصيب الأكبر في التنوع في البث، حيث يعمد بعض أصحاب القنوات إلى اقتصار البث على مواضيع اجتماعية يتحدث فيها لوحده، ثم يشاركه الجميع آراءهم بالتعليقات في موقعه الشخصي، كذلك قد يستضيف البعض ضيوفا متنوعين لمناقشة مواضيع مختلفة في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية والرياضية، وكذلك المجالات الأدبية كالشعر والنثر. البودكاست يدخل ضمن دائرة ما يسمى «الإعلام الجديد»، نتيجة لوجود مساحة واسعة لعرض الكثير من المواضيع مما استجد في المجتمع، وتميزه الحرية في الطرح والحوار والبعد عن النمط التقليدي، بالإضافة إلى الحرية في اختيار الوقت المناسب للاستماع أو المشاهدة.