تجمع يسعى إلى تأسيس هوية للقطاع غير الربحي في السعودية

اعتراف رسمي بعدم وجود قاعدة بيانات تحوي القطاع الخيري

تسعى مؤسسة الملك خالد الخيرية إلى تأسيس رؤية واضحة للقطاع الثالث في السعودية (تصوير: خالد الخميس)
TT

حصر تجمع خيري في العاصمة السعودية الرياض الحلقة المفقودة في معادلة القطاع غير الربحي في كونه غير قادر على قياس أثر الجمعيات على المجتمع، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد نموا متزايدا في هذا القطاع.

وتأتي تلك المطالبات في ظل اعتراف رسمي أفادت به وزارة الاقتصاد والتخطيط السعودية، والتي اعترفت على لسان أحد وكلائها بعدم وجود قاعدة معلومات تحوي هذا القطاع الأهم، مع ضخ أموال من قبل المساهمين في القطاع الخيري بالبلاد.

وقال الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، خلال كلمته بعنوان «تجارب محلية للقطاع غير الربحي في السعودية» إن الحلقة المفقودة في القطاع الثالث هي قياس أثر أعمال الجمعيات على أرض الواقع في البلاد، مشيرا إلى أن المواطن لا يعرف شيئا عن الوجه الإنساني للبلاد، مع وجود حراك تطوعي كبير في المملكة.

وخلال تصريحات صحافية أكد الأمير سلطان بن سلمان، في إجابة لـ«الشرق الأوسط» أن القطاع الخيري في السعودية يسير بشكل مميز، واصفا إياه بأنه قطاع متطور وفاعل.

وأشار الأمير سلطان إلى أن المتبقى في معادلة العمل غير الربحي في البلاد هو التنظيم، والعمل على تأصيله وتأسيسه للمستقبل، وتمكين الجمعيات الخيرية من تدريب منسوبيها.

وشدد رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار على أهمية زرع ثقافة العمل الخيري في المؤسسات التعليمية في البلاد.

وقال: «زرع ذلك المفهوم يجعل الطلاب والطالبات في المستقبل هم من يديرون دفة العمل الخيري في البلاد».

وزاد أن مستقبل القطاع الخيري يسير بشكل جيد وأنه ضخم وكبير، وأكد أن تلك الحوارات تمثل ثراء معرفيا لتشخيص العمل الخيري في البلاد. وأمل الأمير سلطان بن سلمان أن تكون الخطة الخمسية المقبلة تفعل القطاع غير الربحي، وأن خطة التنمية التاسعة ركزت على تطوير القطاع الحكومي والخاص. وأضاف أن ما تقوم به مؤسسات القطاع الخيري والمجتمع الخيري في المملكة يحمل عبئا كبيرا عن الدولة وعلى المجتمع، ولا بد من قياسه وتأسيسه وتأصيله في الخطة الخمسية، وقياس تطوره.

وكان الأمير سلطان بن سلمان يتحدث خلال تجمع خيري دعت إليه مؤسسة الملك خالد الخيرية، صباح أمس، في العاصمة السعودية الرياض، خلال حوارها التنموي الثاني تحت عنوان «أين القطاع غير الربحي في خطة التنمية التاسعة للمملكة؟»، وسط حضور جمع المشاركين والمشاركات من المهتمين بمجال التنمية إلى جانب جمع من وسائل الإعلام.

من جانب آخر، كشف الدكتور أحمد حبيب صلاح، وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط للشؤون الاقتصادية خلال كلمته بعنوان «غياب القطاع غير الربحي في البلاد» عن قرب الانتهاء من استراتيجية الشباب التي تعكف عليها وزارة التخطيط والاقتصاد، وتسعى إلى الاستفادة من الهبة الديموغرافية التي تعيشها البلاد وتتمثل بوجود 60 في المائة من الشباب. واعترف صلاح بعدم وجود معلومات عن القطاع غير الربحي وبالتالي لا يمكن قياس أثر القطاع الخيري في البلاد، مؤكدا فشل نظام السوق بقضايا التنمية الاجتماعية.وأشار إلى وجود نية لإجراء دراسة ميدانية لحصر المؤسسات غير الربحية، مشيرا إلى تداخل في عمل المؤسسات الخيرية.

من جانب آخر، أكد عبد العزيز الهدلق، وكيل المساعد للتنمية الاجتماعية في وزارة الشؤون الاجتماعية، خلال كلمة بعنوان «مساهمة القطاع غير الربحي»، أن الجمعيات واللجان الأهلية تحولت من الرعاية إلى التنمية، مشيرا إلى أن دور وزارته يتركز في الدعم المعنوي، والدعم المالي.