خبير زراعي يدعو السعوديات لتناول النعام تفاديا للهرم

وسط مطالب بزيادة مشاريع تربية النعام كونها أقل تكلفة من تربية المواشي

باحث زراعي يؤكد أن على السعوديات تناول طيور النعام للحفاظ على شبابهن («الشرق الأوسط»)
TT

كشف باحث وخبير زراعي عن سر يحفظ للسيدات السعوديات شبابهن ونضارتهن باعتمادهن على تناول لحم النعام باستمرار، مؤكدا أن الدراسات والأبحاث العلمية التي أجريت على طائر النعام تثبت أن هنالك هرمونا في لحم النعام يمنع الهرم.

ودعا المهندس الزراعي محمد حبيب البخاري الجامعات السعودية ووزارة الزراعة والشركات الزراعية إلى إيجاد مشاريع وطنية كبرى لتربية النعام وتكريس وجودها في المملكة كما هو الحال مع المواشي من إبل وأبقار وأغنام، مشيرا إلى أن تربية النعام وفق المعايير الصحيحة هي أكثر جدوى من تربية الأبقار والأغنام، خاصة في البيئة الصحراوية التي تتسم بها طبيعة المملكة.

من جانبه قال ماجد الخميس استشاري زراعي إن عدد المزارع الخاصة بتربية النعام في السعودية تقريبا 10 مزارع فيها قرابة 4 آلاف رأس، وأضاف أن عدم وجود مسالخ خاصة بالنعام أو شركة تتولى عملية الذبح والتسويق يؤثر بشكل سلبي في مشاريع تربية النعام، مؤكدا أن الاستثمار في هذا المجال ذو دخل كبير إذا وجد الدعم والتشجيع.

وأشار من جانبه المهندس تركي بن مسفر الوادعي مدير عام الإدارة العامة للزراعة بمنطقة نجران إلى أنه لا يزال عدد المزارع في السعودية محدودا رغم أنها مجدية اقتصاديا والدراسات التي عملت في هذا الجانب تشجع على تربية النعام كما أن البيئة والمناخ مناسبان جدا لعيش النعام فهو يتحمل درجات الحرارة التي تصل إلى 51 درجة مئوية وعن خطورة إصابته بالأمراض الفيروسية مثل إنفلونزا الطيور قال: طائر النعام يمتلك جهاز مناعة قويا ويصاب بالأمراض الفيروسية ولكنه أقل تضررا من غيره من الطيور.

يشار إلى أن طائر النعام طائر عربي الأصل كان موجودا في الجزيرة العربية وإيران وكانت قطعانه ترعى في الجزيرة العربية من الشمال إلى الجنوب ومرتعها الربع الخالي، والنعام طائر صحراوي مكيف للعيش فيها، لكونه الطائر الوحيد ذا الأصبعين «بينما أغلب الطيور لديها 3 أصابع، وكان النعام قد انقرض من السعودية إبان عام 1944، فيما انتشرت مشاريع تربية النعام في العالم مع بداية 1940، وزاد الطلب على الجلد الثمين والريش الغالي المستعمل في صناعة وتزيين الفساتين والقبعات للسيدات، وتحكمت دولة جنوب أفريقيا في استثمار النعام أسود الرقبة وهو أفضل أنواع النعام ولذلك أصبح النعام اقتصاديا لها.

وفي عام 1995 أدخلت تربية النعام إلى السعودية مع مجموعة من رجال الأعمال وأنشأت أول مزرعة نعام في الرياض خبيب الريم ثم انتشرت المشاريع في السعودية ومصر والإمارات والكويت ولبنان.

وعودة لبخاري، فقد قال إنه لا يمكن التفريق بين النعامة الصغيرة الأنثى 18 شهرا والنعامة الكبيرة الأنثى في سن 60 سنة بأي شكل من الأشكال.

وقال البخاري إن من أهم مميزات النعام هو عدم احتياجه للمياه الكثيرة مقارنة بالأبقار (30 غالونا يوميا) والماعز والضأن (5 غالونات يوميا) بينما يحتاج النعام إذا وجد الماء إلى تناول نصف لتر إلى لتر يوميا وإذا لم يجد يستطيع الصيام عن المياه لمدة أسبوع كامل من دون الحاجة إليه.

ويضيف في سياق حديثه عن احتياجات النعام «كما أن احتياج النعام للعلف أقل من الحيوانات المجترة ونسبة التحويل الغذائي له عالية جدا 2 كيلوغرام علف تعطي 1 كيلوغرام لحم، فيما يتغذى على البرسيم بشكل أساسي والمركزات في موسم البيض فقط ويكون البرسيم مقطعا والدريس مطحونا مع تقديم أطباق كبيرة من الحصى بحجم 2 ـ 4 سنتيمترات من الحصى لأن الطيور تتناول الحصى باستمرار للمساعدة على هضم العلائق في المعدة.

وبين البخاري أن بيض النعام يحتاج إلى ما يقارب 41 يوما حضانة و3 أيام للفقس في درجة حرارة 37.5 ورطوبة 40%، معتبرا ذلك إحدى مشكلات التربية بالإضافة إلى الحاجة إلى خبرة طويلة في النعام مع الحضانات والفقاسات، فيما يحتاج البيض إلى الفحص أسبوعيا في الحضانة «الفقاسة» لمساعدة الصيصان الصغيرة على الفقس والخروج من البيض على أن صغار النعام تحتاج هي الأخرى إلى عناية فائقة من ناحية التغذية والحفاظ عليها من تيارات الهواء، خصوصا في الشتاء، نظرا لأن الجهاز التنفسي للطير الصغير ضعيف جدا ومعرض للالتهاب بسرعة. لذا وجب الاهتمام بالصغار في أماكن مقفلة.

وقال البخاري: يعطي طائر النعام الواحد بعمر 14 ـ 18 شهرا من «35 ـ 40 كيلوغراما من اللحم الأحمر الخالي من الدهون المتداخلة، وجلدا بمساحة 8 ـ 12 قدما، وريشا نحو 2 كيلوغرام.

كما تعطي النعامة 40 ـ 60 بيضة في الموسم وهو مدة 8 أشهر سنويا ونسبة نجاح فقس البيض في الحضانة 50 ـ 60% بحسب خبرة الإدارة.

وذكر أن جلد النعام يعتبر من أرقى أنواع الجلود وأغلاها لأن الجلد المدبوغ جيدا قد يباع بـ3000 دولار للقطعة وهو نحو 12 ـ 14 قدما مربعا ويمكن تلوينه بجميع الألوان الطبيعية وفي جنوب أفريقيا يجري صباغة الجلود بمواد طبيعية نباتية وهو من أسرار الصناعة لديهم ويصنع من الجلود الأحذية والأساور والأحزمة والحقائب وقبعات والملابس الرجالية ومعاطف وجاكتات غالية الثمن كما يستخدم الريش في صناعة الفساتين للسيدات والقبعات وكانت موضة في الستينات والسبعينات.

وأضاف البخاري أن مشاريع النعام من أربح المشاريع لإنتاج الدواجن في العالم ولكن المشكلة التي قد تعيق تلك المشاريع هي عدم وجود خبرات عالمية لإدارة تلك المشاريع وإذا وجدت فرواتبهم عالية مقارنة بمتوسط دخل العمالة الآسيوية التي تعمل في هذا المجال والتي لا تمتلك الخبرة الكافية وهذا أحد أهم أسباب عدم انتشار هذه النوعية من المشاريع في العالم العربي.