اجتماعات جماعية وفردية قبل ساعات من قيد المرشحين في حائل

مخالفات قيد الناخبين تبرز ضرورة تدريب مسؤولي المراكز الانتخابية

TT

قبل ساعات من انطلاق تسجيل المرشحين للانتخابات البلدية الذي سيبدأ السبت المقبل 28 مايو (أيار)، ويستمر لمدة أسبوع، استبق عدد من راغبي الترشح هذه المرحلة باجتماعات فردية وجماعية لاختيار المرشحين وتحديدهم باتفاقات بين المرشحين، أو بالقرعة بين بعض العائلات، لمواجهة منافسيهم، ويأتي ذلك بعد إقرار الصوت الواحد في الانتخابات البلدية بهدف ضمان الحصول على مقعد وعدم تفريق الأصوات بين مرشحين.

وفي مقابل ذلك يقوم عدد من المستقلين ممن ينوون الترشح للانتخابات البلدية أيضا باجتماعات فردية فيما بينهم لمحاولات إقناع بعضهم بالانسحاب من الترشح لضمان وصولهم للمجلس البلدي، مما يعد من مخالفات الانتخابات للمجالس البلدية.

ويتوقع متابعون للانتخابات البلدية، أن يتقدم عدد كبير لتسجيل المرشحين في ظل الحراك الانتخابي التي تشهده المنطقة.

ومع انتهاء فترة قيد الناخبين للانتخابات البلدية في السعودية، بلغ عدد الناخبين بمنطقة حائل بمراكزها الانتخابية الـ32، أكثر من 32 ألف ناخب من الراغبين في قيد أسمائهم في جداول الناخبين لأول مرة أو من قاموا بتحديث بياناتهم الانتخابية لكونهم انتقلوا من دائرة لأخرى خلال المرحلة الأولى من مراحل العملية الانتخابية. وتفوقت منطقة حائل على مناطق أخرى في السعودية تفوقها في عدد السكان ويبلغ إجمالي قيد الناخبين مع العدد السابق 46 ألف ناخب.

ومع انتهاء تسجيل قيد الناخبين في المنطقة، أظهرت الحاجة لتدريب بعض العاملين في مراكز تسجيل قيد الناخبين بعد رصد عدد من المخالفات، ومنها منع أحد مديري المراكز عددا من الناخبين من التسجيل بحجة أنه لا يعرفهم، ولا يقيمون داخل نطاق الدائرة الانتخابية، ومطالبتهم بإثبات سكن، وقيام آخر بالطلب من الناخبين بالقسم على القرآن.

وذكر عجب الشمري، قصته مع مدير أحد مراكز تسجيل الناخبين بحائل، حيث قام الشمري مع عدد من أصدقائه وأقاربه بقطع مسافة تزيد على 60 كيلومترا للتسجيل كناخبين في المركز الانتخابي التابعين له، وقال «تقدمت لمدير المركز وأبرزت هويتي الشخصية، فبادرني مدير المقر الانتخابي بالسؤال عن مقر سكني وجاوبته على الفور، ولم يقتنع بإجابتي وطلب مني الإجابة على أسئلة عدة، منها رقم الملف الصحي وأسماء الجيران، وفي نهاية هذا الحديث طلب مني أن أثبت سكني، وأكدنا له أن التسجيل لا يتطلب سوى ألا يقل عمري عن 21 وألا أكون عسكريا، أو أسكن خارج نطاق الدائرة الانتخابية، ومع ذلك رفض تسجيلنا بحجة أننا لا نسكن داخل نطاق الدائرة الانتخابية».

وأضاف الشمري أن مدير المركز شدد على أنه يعرف جميع سكان هذه المنطقة المترامية الأطراف، في الوقت الذي توجد هناك هجر تبعد عن الدائرة الانتخابية 100 كيلو وسط صحراء النفود الكبرى على الطريق الدولي بين حائل والجوف.

وأكد مراقبون للانتخابات البلدية بمنطقة حائل، ضرورة زيادة المراكز الانتخابية خاصة في القرى والأرياف التي تبعد عن مقر الاقتراع مسافات تتجاوز أحيانا 60 كيلومترا. ومع توعية المجتمعات المحلية بشروط الانتخابات وآليتها وإيجاد لوحات إرشادية لمواقع المراكز الانتخابية في القرى والبلدات. ولمواجهة إقبال أهالي منطقة حائل على الانتخابات، أصدر المهندس عبد العزيز الطوب، أمين منطقة حائل، رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية بمنطقة حائل، قرارا بفتح 4 مراكز انتخابية جديدة في مدينة الحليفة السفلى برقم 0745 ومدينة السليمي برقم 0746 بمنطقة حائل والشملي وموقق، وذلك بعد أن اكتمل العدد المطلوب في المركزين القائمين والمحدد وهو 3000 ناخب بكل مركز، وكان المركز الانتخابي في مدينة موقق قد بلغ الحد الأعلى لعدد الناخبين (ثلاثة آلاف ناخب) وتم افتتاح مركز آخر في مدينة موقق. ويرى متابعون أن من أسباب هذا الإقبال على تسجيل قيد الناخبين بحائل هو وعي بدء يتشكل في المجتمع المحلي، مع توجه عدد ممن ينوون الترشح بحث الفئات المستهدفة في التسجيل بتقييد أسمائهم، لضمان التصويت لهم في يوم الاقتراع. وقام عدد منهم ببث إعلانات عن برامجهم الانتخابية في مواقع إلكترونية مختصة في المنطقة، مما يتعارض مع شروط الانتخابات البلدية. وفي مظهر آخر، قام مرشحون آخرون بعمل ولائم كبيرة واحتفالات من خلال استئجار استراحات دعوا لها الناخبين بهدف استقطابهم وحثهم على التسجيل لضمان التصويت له يوم الاقتراع، مع تأمين وسائل المواصلات وتوزيع المشروبات والعصائر المثلجة، أثناء الطريق للمركز الانتخابي، وذلك من أجل تسجيل أسمائهم في سجل قيد الناخبين وإعادتهم بعد ذلك إلى منازلهم في رحلة ذهاب وعودة يقوم بها المرشحين أكثر من مرتين في اليوم، وذلك لجمع أكبر عدد من أصوات الناخبين لترجيح كفته والفوز بعضوية المجلس البلدي في دورته الثانية.