حثت سيدات أعمال سعوديات رصيفاتهن المستثمرات باقتحام القطاع الصناعي، لتفعيل مشاركتهن، في حراك التنمية الشاملة والمستدامة التي تنتظم البلاد، ودعوهن للإقلال من التوجه نحو الاستثمار في الصالونات النسائية، التي تمثل التوجه الرئيسي للاستثمارات النسائية الحالية في السعودية.
ودعت ألفت قباني، نائب رئيس اللجنة الصناعية في جدة خلال حفل تخريج 150 طالبة من حملة البكالوريوس والماجستير في كلية إدارة الأعمال بجدة، إلى عدم السير في ركب السعوديات اللاتي ينظرن للاستثمار على أنه فتح صالونات تجميل ومشاغل فقط، ودعتهن لاقتحام القطاع الصناعي والمشاركة الفاعلة في التنمية الشاملة والمستدامة للوطن.
الحفل الذي رعته الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز، مساء أول من أمس، في فندق «حياة بارك»، شهد تكريم ثلاث رائدات سعوديات في مجال المال والأعمال، هن ألفت قباني، ومضاوي حسون، ونشوى طاهر، لمساهمتهن في خدمة الاقتصاد ودعم المسؤولية الاجتماعية.
وخاطبت قباني الخريجات بقولها: «إذا أردتِ دخول مجال المال والأعمال أتمنى أن تطرقي القطاع الصناعي، سواء عاملة أو مستثمرة، فلا تعتقدي أن هذا القطاع حكر على الرجال، لأن الكثير من سيدات الأعمال يعزفن عن الدخول فيه خوفا منه. وإذا نظرنا إلى الواقع الآن نرى أن كل سيدة أعمال تفكر؛ إما في فتح صالون تجميل أو مشغل نسائي، فإذا فكرت إحداهن بفتح صالون تجميل تجد في اليوم التالي سيدة أخرى تفتح صالون بجوارها، وهكذا الأمر في المشاغل بين كل مشغل ومشغل نجد مشغلا».
وأضافت: «نحن نعيش الآن نهضة صناعية تنموية ضخمة، فهناك مدن صناعية متطورة، ومصادر تمويلية متعددة، وفرص استثمارية صناعية لا بد للمرأة أن يكون لها نصيب فيها، إذن لا ينقصنا الآن سوى المبادرة والعزم والإرادة، وعلينا أن نتذكر أن حضارة الأمم تقاس بما يقدم شعوبها من صناعات وإنجازات».
ونصحت نائبة رئيس اللجنة الصناعية بغرفة جدة الخريجات بالتسلح بالعلم والمعرفة واكتساب المهارات المتنوعة، وقالت: «العلم هو السلاح الذي لا يمكن أن يخذلك بل يساعدك على تعزيز مسيرتك بشكل أكبر، الأمر الذي يساعد على تحقيق النجاح»، مضيفة: «كوني متميزة بخلقك قولا وفعلا، وتعودي التميز، فكثيرون يسيرون في نفس طريقك، ولكن بإمكانك أن تختلفي على الجميع بترك بصمتك الخاصة وأسلوبك المتميز، وكوني إنسانة منتجة ومسؤولة، واجعلي المسؤولية الاجتماعية ركنا أساسيا في حياتك، فالإنسان المسؤول هو القادر على مجابهة الصعاب، بل كوني صاحبة قضية، تخدمين من خلالها مجتمعك، فمن يعش لنفسه فلن يهنأ بالحياة، ومن يدافع عن مبدأ فسيلتف الجميع حوله، مشددة في النهاية على ضرورة العمل الجماعي المنظم والابتعاد عن (الأنا)».
من جانبها، شكرت الدكتورة نادية باعشن، عميدة كلية إدارة الأعمال، الأميرة صيتة بنت عبد الله بن عبد العزيز على رعايتها وتشريفها الحفل، واهتمامها بالشابات السعوديات، وتشجيعها لهن على أداء رسالتهن الإنسانية، بالمساهمة في دعم الوطن.
وأشارت إلى أن كلية إدارة الأعمال تفخر دوما بنوعية وكيفية التأهيل في الكلية، وذلك بسبب استنادها إلى شعار «التعليم من أجل العمل»، وبالتالي أصبح أكثر من 75 في المائة من خريجاتها يحصلن على عروض عمل وهن لا يزلن على مقاعد الدراسة، وإنما ذلك بفضل الله ثم بفضل جهود مركز المهنة الذي يسعى إلى توفير التدريب المناسب للطالبات في الكثير من الشركات الرائدة، ويتابع مدى تقدمهن حتى تخرجهن.
وأشارت إلى أن كلية إدارة الأعمال تقوم بدور فعال في تعليم وتحفيز طلباتها من النواحي العلمية والقيادية والسلوكية، ودفعهن للتميز والعطاء في العمل على أرض الواقع، ولذا قامت بإبراز وتكريم ثلاث سيدات أعمال لتحقيقهن الكثير من الإنجازات البارزة، وتميزهن في عالم المال والأعمال وكن فخرا لوطنهن الغالي هذا العام وقدوة يحتذى بها وهن: ألفت قباني، نائبة رئيس اللجنة الصناعية بغرفة جدة، ومضاوي الحسون، عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية السابقة، ونشوى طاهر، رئيسة اللجنة التجارية الاستراتيجية بالغرفة، وذلك لمساهمتهن في خدمة الاقتصاد ودعم المسؤولية الاجتماعية، وبلا شك هن بمثابة نموذج نسائي حي يمكن للطالبات الخريجات أن يقتدين به.