أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية في السعودية عن تعرض موقع إلكتروني يتبع لها للتدمير من قبل من وصفتهم بـ«الجهات المشبوهة»، التي لجأت إلى وصف الموقع بأبشع الأوصاف؛ حيث عمدت إلى وضع «عبارات طائفية» على واجهة الموقع بعد تدميره.
وأبلغ «الشرق الأوسط» مسؤول في وزارة الشؤون الإسلامية بأن الموقع الإلكتروني الخاص ببرنامج التبادل المعرفي تعرض لعملية هجوم إلكترونية أدت إلى تدميره.
وكشف الدكتور عبد الله اللحيدان، المشرف التنفيذي على برنامج التبادل المعرفي الإلكتروني على شبكة الإنترنت، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، عن أن جهات مشبوهة في كل من العراق والبحرين، تقف خلف تدمير الموقع.
وأبان، في إطار تصريحاته للصحيفة، أن من قاموا بشن الهجوم على الموقع الإلكتروني عمدوا إلى وضع عبارات «طائفية مقيتة»، لا يمكن أن يتفوه بها لسوئها، مشيرا إلى أن القائمين على عملية القرصنة هاجموا، بعباراتهم، السعودية والمنهج السلفي الذي تقوم عليه.
وأفاد عبد الله اللحيدان بأن عملية تدمير موقع برنامج التبادل المعرفي تمت بعد مغرب يوم الثلاثاء الماضي، وتحديدا في الساعة السابعة، وأفقدت الموقع جميع محتوياته، لافتا إلى أن القائمين على الموقع أعادوا جميع المحتويات عبر النسخة الاحتياطية. غير أن هجمات القراصنة، التي تأتي من كل من البحرين والعراق، لا تزال توجه للموقع الإلكتروني؛ حيث يذكر اللحيدان أن آخر مرة حاول المخربون الإضرار بالموقع كانت في مساء يوم الجمعة.
ويؤكد المسؤول بوزارة الشؤون الإسلامية أن موقع التبادل المعرفي لا صلة له بالخلافات المذهبية، في إشارة للنفس الطائفي الذي كان القراصنة يعتمدون عليه في إطار تخريب الموقع.
ويهدف برنامج التبادل المعرفي الإلكتروني على شبكة الإنترنت إلى التعريف بالإسلام، والمنهج الإسلامي المعتدل، في وقت يشير فيه المشرف التنفيذي على الموقع إلى أن هذا البرنامج أسهم في مد جسور التبادل والحوار مع أصحاب الديانات الأخرى في دول العالم، لافتا إلى الدور الذي يلعبه الموقع في اجتماعات قادة الأديان التي تسبق اجتماع الدول الثماني الكبرى.
وأكد المشرف العام على البرنامج أن هدفهم الوصول للجميع، لإيصال الدين الإسلامي الصحيح، مؤكدا عدم الرغبة في الدخول بمسائل التخريب الشائنة.
كانت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد قد أصدرت توضيحا، أمس، كشفت فيه عن «تعرض موقع برنامج التبادل المعرفي الإلكتروني على شبكة الإنترنت، الذي تشرف عليه، لمحاولة اختراق؛ حيث تصدى فريق العمل المتخصص للبرنامج لمحاولة الاختراق، كما اكتشف الفريق محاولات كثيرة ومستمرة لبعض الجهات المشبوهة لاختراق الموقع، صادرة من دول مجاورة». وأبدى الدكتور عبد الله اللحيدان، المشرف التنفيذي على البرنامج، استغرابه لمثل هذا الهجوم، خصوصا أن الموقع متخصص في الحوار مع أتباع الديانات الأخرى وليس له علاقة بالخلافات المذهبية. وقال: إن اللجنة العليا للبرنامج تؤكد «أن رسالة البرنامج هي التواصل مع جميع الأديان والطوائف الدينية عبر الحوار الهادف والبناء»، راجيا من الجميع اللجوء إلى الحوار أولا قبل اللجوء لتلك المحاولات الشائنة.