السعوديون يقتحمون سوق الدروس الخصوصية بحصص منزلية

كثافة الطلبة وهاجس النسبة والسنة التحضيرية أوجدت الدروس الخصوصية

TT

مع قرب بدء اختبارات الفصل الدراسي الثاني في السعودية والتي من المزمع انطلاقها منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل، تعمد عدد من الأسر للاستعانة بالمدرسين الخصوصيين لمساعدة أبنائهم في مذاكرة دروسهم ليحصلوا على علامات مرتفعة، وتعد الدروس الخصوصية إحدى أكبر الأسواق الموازية للتعليم، بالنظر لعدد الطلاب في مراحل التعلم العام بالبلاد والذي تقدره بعض الإحصائيات بـ4 ملايين طالب وطالبة.

وبينما تسيطر على هذه السوق جنسيات عربية، اقتحم المعلمون السعوديون مؤخرا هذه السوق بظهور إعلانات لهم بخجل تجاور إعلانات المدرسين الخصوصيين المنتشرة بكثرة في الأماكن العامة.

وكان اللافت هنا اتجاه بعض السعوديات للدروس الخصوصية لتحسين مدخولهن، والبعض منهن بدافع ممارسة للمهنة بعد تأخر تعيينهن. وفي الغالب تقدم المدرسات الدروس بمنازلهن لمجموعات من الطالبات في المرحلتين الجامعية والثانوية.

إلى ذلك أشارت موضي الشمري (طالبة بجامعة حائل) إلى أن الطالبات بدأن يفضلن السعوديات اللاتي يعملن مدرسات خصوصيات على الجنسيات الأخرى، نظرا للإلمام بالمناهج ومعرفتهن بالمسار التعليمي، مع قرب العادات الاجتماعية، وقالت الشمري «إن غالبية المدرسات يعطين الدروس في منازلهن وبحضور مرافقة».

وعن إقبال الطالبات على المدرسات الخصوصيات شددت على أن غالبية المستفيدات من الدروس الخصوصية يدرسن في السنة التحضيرية بهدف الحصول على معدل عال يؤهل لاختيار المسار التعليمي المناسب.

ويذكر أن هناك تنظيما لهذه الدروس قامت به وزارة التربية والتعليم مؤخرا، بإطلاق عدد من المراكز ومجاميع التقوية التي تقام في المدارس للحد منها وتحت إشراف معلمين متمكنين ذوي كفاءة. وتجدد وزارة التربية والتعليم تحذيراتها في تصريحات صحافية سابقة لها، لأولياء الأمور والطلاب والطالبات من نتائج اللجوء إلى مدرسين خصوصيين غير مؤهلين.

بينما يؤكد الطالب محمد عواد، طالب جامعي، أنه يضطر إلى اللجوء إلى الدروس الخصوصية، لصعوبة الدراسة في الجامعة وخاصة السنة التحضيرية، والتي تتطلب معدلا مرتفعا لضمان الحصول على مقعد في إحدى الكليات العلمية كالطب والهندسة، وبحسب عواد الذي أوضح أيضا أن غالبية الطلاب يقبلون على مدرسي اللغة الإنجليزية، وخاصة أن أغلب الدروس تعطى بها، وهو ما يستدعي الاستعانة بمدرس خصوصي وخاصة أن اغب الأساتذة لا يتطرقون إلى أغلب الجزئيات في المادة، والتي لا يمكن أن يفهمها الطالب لوحده، لذلك المدرس الخصوصي يقوم بشرحها وتوضيحها حتى نفهمها، فضلا عن أن هناك مواد تحتاج إلى شرح مطول ومفصل يقدمه المدرس الخصوصي بشكل متمكن.

ويقول تركي عياده: «إن هاجس النسبة يدفعني إلى الاستعانة بالمدرس الخصوصي مهما كان ثمنه، فالحصول على نسبة مرتفعة هاجس العائلة لضمان القبول بالجامعة، فأنا أتطلع إلى تحقيق نتائج مرضية تمكنني من الحصول على رغبتي وهي الالتحاق بالجامعة، لذا أحضر المدرسين الخصوصيين، لأغلب المواد التي تحتاج مني إلى مجهود أكثر وخاصة المواد العلمية واللغة الإنجليزية».

وعزا مشعل الصايل – تربوي - إقبال الطلاب على الدروس الخصوصية لزحام الطلبة في الفصل الواحد كسبب رئيسي، فأغلب الفصول في مدارسنا لا يقل عدد الطلاب فيها عن 30 طالبا تقريبا، فالمعلم لا يمكن أن يغطي الفصل بأكمله، مما ينتج عنه ضعف في مستوى بعض الطلاب لعدم قدرتهم على الفهم والاستيعاب، فهناك البعض لا يستوعب إلا بعد أن تكرر عليه الدرس أكثر من مرة وتشرح له بعدة طرق حتى يفهم.