أمانة جدة تعلن خطة مدتها 14 عاما للتخلص من النفايات الصلبة والصناعية

خبراء البيئة يدعون ملاك المشروعات في دول الخليج إلى الاهتمام بالحماية الشاملة للنطاق البيئي أثناء تنفيذ مشروعاتهم

TT

دعا خبراء في البيئة والتنمية المستدامة ملاك المشروعات في دول الخليج، في حالة تنفيذ مشروعاتهم، للنظر إلى ما يسمى «الحماية الشاملة للنطاق البيئي»، واختيار التقنية والأدوات التي يعمل من خلالها صناع القرار من أجل تطبيق تكنولوجيا الطاقة وفق المعايير والمتطلبات المستخدمة لحماية البيئة سواء كانت في مجال الصناعة أو الغاز أو الهواء.

وأكدوا على ضرورة مراقبة معدلات الجو وحالة الطقس والعمل على التعامل مع كل بيئة وفق تكوينها؛ إذ إنه ليس كل ما يطبق في أميركا يمكن تطبيقه في دول الخليج.

وأشاروا إلى أن بعض دول الخليج تقوم حاليا بإنشاء مشروعات في مراحل التطوير والبناء المتواصل دون إدراك للمخاطر أو وجود وسيلة للتعامل مع التلوث البيئي في حالة حدوثه في تلك الدول، وأنه «لا بد من عمل برامج مشتركة بين دول مجلس التعاون تخضع لمنهجية علمية ووجود الأكفاء في التخطيط حتى نكون أكثر اطلاعا على التقنيات الحديثة التي نطبقها دون الإضرار بالنواحي الأخرى».

وأكد الدكتور محمد الصبان المستشار الاقتصادي لوزير البترول على أن السعودية مستمرة في نهجها وسياستها من أجل الوصول إلى أعلى درجة ممكنة من المشروعات المتوافقة مع حماية البيئة وصونها من التدهور في ظل النمو الاقتصادي الكبير الحالي.

وشدد الدكتور الصبان على أن «الطاقة ليست إنتاج البترول فقط؛ وإنما هناك العديد من مصادر الطاقة التي نحرص من خلالها في المحافظة على البيئة والتقليل من المخاطر التي تواجهها، مثل استخدام الطاقة النظيفة والآمنة المستخدمة في مجالات استخدامات المياه».

ولفت إلى إن المملكة تقوم بالعديد من المشروعات الفعالة في مجال استهلاك الطاقة وستكون دولة رائدة في ما يتعلق بالبيئة وطاقاتها البشرية ومصادرها المالية وقيادتها التي تقوم بالكثير من العمل من أجل الاهتمام بالشأن البيئي.

إلى ذلك، واصل المنتدى والمعرض الدولي للبيئية والتنمية المستدامة المقام حاليا برعاية خادم الحرمين الشريفين بمدينة جدة، أعماله، وأكد الأمير بندر بن سلمان بن محمد آل سعود الأمين العام للهيئة السعودية للحياة الفطرية، أن تطور الحياة الفطرية يأتي لتعزيز الرفاهة للإنسان سواء في السعودية أو أي مكان في العالم.

وأضاف أن هذا المنتدى الذي يضم نخبة من العلماء والمهتمين بالبيئة دليل على أن العالم يحتاج اليوم إلى هذا النوع من المنتديات للحفاظ على كوكب الأرض، و«يتعرض لقضية أساسية هي التنمية المستدامة من أجل الخروج بتوصيات لحماية أنفسنا قبل أن نحمي كوكبنا».

وتطرق الدكتور هاني بن محمد أبو راس، أمين مدينة جدة، خلال المنتدى إلى تطوير مشاريع أمانة مدينة جدة لإدارة النفايات، وأنها أصبحت أكثر استدامة بيئية، مشيرا إلى أن الأمانة وضعت خطة مدتها 14 سنة تنتهي في 2050م للتخلص من النفايات الصلبة والنفايات الصناعية من خلال التعاقد مع خبراء محليين لإنشاء مجمعات في شمال وجنوب ووسط المدينة والقيام بأكثر من 20 نشاطا في هذا المجال.

وشدد أبو راس على أن أمانة جدة تقوم بمراقبة هؤلاء المتعاقدين خلال المدة المشار إليها في جمع النفايات، كما تقوم بتدوير النفايات وتطوير استراتيجية اجتماعية لإدارة النفايات الدائمة لخطة الأمانة في العشرين سنة المقبلة التي ستساعد على وجود مدينة جدة النموذجية في المستقبل. وقال: «لن نستطيع الوصول إلى هذه المفاهيم إلا بتوعية المجتمع ووضع الأولويات في الخطط التعليمية في إدارة النفايات الصلبة، التي يمكن أن تتم من خلال البرامج والحملات التي تشمل الشرائح المجتمعية كافة، حيث نعمل مع السلطات المحلية لتطوير هذه الرسالة والوصول لإدارة بيئية لهذه النفايات من خلال خطة ثلاثية لإعادة التدوير. وقد تم إنشاء موقعين؛ الموقع الأول لتدوير جميع الإطارات، والثاني لإنتاج نفايات عضوية لكل صناعة لإمكانية التطوير». ودعا أمين مدينة جدة إلى بدء حملة تثقيف عن طريق المدارس في مختلف المراحل التعليمية ووضع سلال مخصصة في زوايا المباني المدرسية لإعادة التدوير مما يولد إحساسا بالمسؤولية، وأردف: «نطمح حتى عام 2050م أن نغطي 50 في المائة من المدارس التي تشاركنا في عملية التدوير وإدارة النفايات على الرغم من صعوبتها». وبين أن الأمانة وضعت معايير لتنفيذ هذه الخطة عن طريق استخدام رقابة التقويم اليومي والصور الجوية لتخفيف الانبعاثات الدفينة لتحسين نوعية الهواء وتطوير البيئة، وأنها واحد من أهم عناصر التنمية المستدامة.

وأضاف أن الأمانة تعمل على تحويل بعض مرامي النفايات إلى مناطق لمنتجات زراعية، مشيرا إلى أهمية التخلص من النفايات التي ستحقق أبعادا اقتصادية وتكنولوجية لمواجهة التحديات، رغم زيادة عدد السكان وامتلاء المكبات التي تثير القلق، وأعرب عن أمله في الحصول على نتائج إيجابية للأجيال المقبلة في هذا المجال.

من جانبه، عدد بيوتي باتبرسون المدير العام لشركة «إيه آي آي» لمنطقة الشرق الأوسط، التعامل الفعال مع الإنشاء والإحلال والنفايات الصلبة بالبلديات. كما تحدث مدير مشروع بحيرة الصرف بجدة بيل كرويتزبيرغر عن دراسة تنظيف وإعادة بحيرة الصرف الصحي، فيما تحدث الدكتور أمين ضاحية عن إدارة النفايات المتكاملة كنموذج للاستدامة الاصطناعية.

وتحدث كل من الدكتور محمد الخضر القاضي المستشار الفني لشركة المياه الوطنية، والمهندس شريف عيسى مدير إدارة البيئة والجودة بشركة «موبينيل» عن «إدارة النفايات الإلكترونية.. الفرص والتحديات».

في حين تحدثت من جهتها، فاطمة الملاح مستشارة السكرتير العام للجامعة العربية في إحدى الجلسات حول تغير المناخ في الدول العربية، وقالت إن جامعة الدول العربية تعمل على تعزيز العمل العربي والتنسيق في جميع المجالات لتحقيق التكامل الاقتصادي بما ينعكس على البيئة والتنمية المستدامة، وإنها أول مؤسسة تم الاعتراف بها في برنامج الأمم المتحدة وفي المنتديات العالمية. وأضافت: «نحن نعمل على تحقيق شراكات على المستوى الإقليمي والدولي والاجتماعي من أجل الإعلان عن مبادرات عربية والتنمية المستدامة لمواجهة التحديات والمشكلات البيئية وتحقيق الأمن والسلامة في إطار مؤسسي يتضمن البيئة والصحة والبحث العالمي ونقل التكنولوجيا والإنتاج والإنفاق للوصول إلى اتفاقيات مشتركة واستراتجيات تعمل على الوصول إلى الإنتاج المستدام والتقليل من الأزمات».

وأشارت فاطمة الملاح إلى أن جامعة الدول العربية تعمل على القضاء على الفقر والتقليل من المخاطر من أجل وجود رؤية واستراتيجية ومجالات عمل تعزز آليات العمل المؤسسي، والتقليل من الأزمات وبناء التحالفات والإعلان عن الأنظمة المتعلقة للاستجابة للطوارئ وكذلك مناقشة الطاقة النووية وتأثيرها على المنطقة لتحقيق التنمية المستدامة، وبحث فرصة الاستثمار ودراسة الجدوى الاقتصادية لاجتذاب التمويل ودعم تغطية النفقات.

ويعقد المنتدى اليوم الثلاثاء ثلاث جلسات علمية يشارك فيها نخبة من العلماء والباحثين والمتخصصين وصناع القرار في الشأن البيئي.

وقال الأمير نواف بن ناصر بن عبد العزيز المدير التنفيذي لجمعية البيئة السعودية إن المنتدى سيناقش في جلسته الخامسة الإدارة الفعالة للموارد المائية وأهمية تنمية الموارد المائية المستدامة في السعودية كاستراتيجيات للمستقبل. ولفت إلى أن الجلسة التي ترأسها الأمير الدكتور محمد بن إبراهيم آل سعود وكيل وزارة المياه لشؤون المياه، وضعت خمسة محاور في هذا الشأن؛ من أبرزها التعامل مع مشكلة ندرة المياه في الشرق الأوسط لضمان مستقبل مستدام للمياه، وأهمية استخدام المياه ومياه الصرف الصحي وإدارتهما، إلى جانب استكشاف الفرص المتاحة في إعادة تدوير المياه الملوثة، ودمج جودة البيئة في مشاريع مثل «الشعيبة3» للحد من عمليات التحلية، وتقرير فعالية معالجة المياه الجوفية.

وأشار الأمير نواف بن ناصر إلى أن الجلسة السادسة للمنتدى سوف تتطرق إلى موضوع مهم وهو التقنيات واللوائح الخاصة بحماية البيئة البحرية والجوية والبرية في منطقة الخليج العربية، ويرأس الجلسة الدكتور أسامة طيب مدير جامعة الملك عبد العزيز بجدة، والمشرف العام على الهندسة البيئية في شركة «أرامكو السعودية» الدكتور أسامة فقيه، والوزير الكويتي السابق الدكتور عبد الرحمن العوضي، إلى جانب المدير العام للإدارة العامة للمعايير البيئية بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الدكتور طه محمد زعتري.