الرياض تحتضن مسابقة رسوم الأطفال الدولية في دورتها الثانية

3 آلاف لوحة من 20 دولة.. تقدم مؤشرا للحالة النفسية وتكشف عن مواهب مستقبلية

رسوم الأطفال لا ينظر لها المتخصصون على كونها مجرد تعبئة لفراغات البياض على الورق.. إنما هي مؤشرات لمكنونات نفوس الصغار («الشرق الأوسط»)
TT

تحتضن العاصمة السعودية الرياض هذه الأيام فعاليات المسابقة الدولية الثانية لرسوم الأطفال 2010، التي افتتحت أعمالها مساء أول من أمس على قاعة الأمير سلمان بن عبد العزيز بمدارس الرياض، وتشرف على هذه المسابقة الدولية وزارة التربية والتعليم وتستضيفها الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض، وجاءت المسابقة في دورتها الثانية لتحمل عنوان «مدينتي.. بعد 50 عاما»، حيث يشارك بها ما يزيد على ثلاثة آلاف عمل فني من رسوم الأطفال للفئة العمرية من (6 - 18 سنة) من عشرين دولة.

وأكد الدكتور خالد السبتي نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين أن لهذه المسابقة أكثر من معنى، مؤكدا على كونها طريقة فعالة للتعرف على مهارات ومواهب الطلاب والطالبات في مراحل التعليم العام.

جاء ذلك خلال حفل تدشين معرض الرياض الدولي لرسوم الأطفال والذي أطلق مساء أول من أمس 30 مايو (أيار) الماضي.

وأشار السبتي إلى قدرة رسوم الأطفال في التعبير عن مكنوناتهم الداخلية التي لا يستطيعون التعبير عنها بالألفاظ، ولمح إلى تقديرات عدد من المختصين والمهتمين بالحالة النفسية للأطفال، والتي يؤكدون فيها على كون تلك الرسوم مرآة يمكن لها أن تعكس ما قد يتعرض له الأطفال من ظروف أو صعوبات أو حتى تعرضهم لأي إيذاء من قبل ذويهم والمحيطين بهم. ومسابقة الرياض الدولية لرسوم الأطفال تستمد موضوعاتها لكل دورة، من القضايا الإنسانية العالمية التي تهم كافة شعوب العالم، ويمكن أن يعبر عنها الطفل من خلال لوحته التي يرسمها.

إلى ذلك لفت السبتي إلى كون تلك المسابقة فرصة لتقريب الثقافات ونقل الحضارات بين الدول والشعوب، معتبرا أن الاطلاع على مواهب طلاب من دول غير السعودية يتيح المجال للقائمين على المنظومة التعليمية بالبلاد لاكتشاف أوجه القصور أو النقص في التعاطي مع المواهب الفنية والسلوكية لدى الطلاب والطالبات محليا من خلال مقارنة مخرجاتهم ورسومهم الفنية.

وأوضح نائب وزير التربية والتعليم لشؤون البنين أن المسابقة في دورتها الثانية حظيت بمشاركة مختلف مناطق ومحافظات البلاد، متمنيا في الوقت ذاته أن يتم مستقبلا مشاركة أكبر عدد من الطلاب والطالبات في هذه المسابقة، معتبرا زيادة أعداد المشاركات مؤشرا لقياس القدرات ومعرفة المواهب الطلابية والكشف عنها وتنميتها.

من جانبه أوضح الدكتور أنور أبو عباة مدير النشاط الطلابي أن هذه المسابقة يشارك بها طلاب وطالبات من جميع دول العالم من الفئة العمرية من 6 إلى 18 سنة، مضيفا أن المسابقة تهدف إلى تعريف أطفال العالم بمبادئ الدين الإسلامي، من خلال الموضوعات التي تتناولها المسابقة والتي تهم الإنسانية جمعاء. وبين أبو عباة أن المسابقة تعد طريقة للتعريف بالسعودية، وبقيمها وثقافة شعبها، كدولة تدعو للسلام والتعايش والتنمية، لافتا إلى أن المسابقة تعد فرصة للاطلاع على ثقافات أطفال العالم وتوجهاتهم وتطلعاتهم من خلال أعمالهم الفنية المشاركة في المسابقة، وتبادل الخبرة والمهارة العلمية في مجال فنون الطفل والاستفادة بين الطلاب والمختصين.

إلى هذا بين عبد العزيز الدهاسي رئيس قسم النشاط الفني بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض أن قواعد وشروط المسابقة أن يعبر الرسم عن موضوعها، مشيرا إلى أنه يمكن أن تكون الرسومات على الورق، بأي نوع من الألوان، موضحا أن مساحة الرسم لا تقل عن 25 × 35 سم ولا تزيد على 40×50 سم. ويجوز للمشارك أن يقدم 1 - 3 لوحات.

وأشار الدهاسي إلى أن الأعمال المشاركة بالمعرض والتي تقدر بـ3 آلاف عمل تعد الأفضل على مستوى دول العالم، بعد عمل التصفيات الأولية لها من قبل إدارات التربية والتعليم بالدول المشاركة.

يشار إلى أن مسابقة الرياض الدولية لرسوم الأطفال في دورتها الثانية نظمت ضمن فعالياتها صباح أمس 31 مايو (أيار) الحالي ندوة بعنوان «رسوم الأطفال نقدا وعلاجا للمشكلات النفسية»، بقاعة الأمير سلمان للمحاضرات بمدارس الرياض.

وأوضح سعود أبو عباة رئيس قسم التربية الفنية بافدارة العامة للتربية والتعليم بالرياض أن هذه الندوة تهدف إلى تطوير قدرات وإمكانات معلمي التربية الفنية سواء من الناحية النقدية أو من الناحية العلاجية للطلاب حيث تكشف رسوم الأطفال عن أي معاناة يعانيها الطفل.

وأشار أبو عباة إلى أن ندوة شارك بها كل من الدكتور محمد بن عبد المجيد فضل وتحدث عن نشأة وتطور رسوم الأطفال وطرائق دراسة رسوم الأطفال، وطرق نقدها، والاهتمام بفنون الاطفال عالميا ومحليا.

كما تحدث الدكتورعوض بن مبارك اليامي عن الأمراض في رسوم الأطفال، والموهبة لدى الفئات الخاصة من الأطفال، والتحذير من المتاجرة برسوم الأطفال.