الطائف: 800 إمام وخطيب ينتظمون في ندوات للأمن الفكري ومكافحة الإرهاب

المحاضر طالبهم بالرد الصحيح من العلم الشرعي.. وذلك ليس بـ«الكلام فقط»

TT

انتظم قرابة 800 إمام وخطيب ليلة أول من أمس الاثنين في ندوة للأمن الفكري بمحافظة الطائف؛ حيث دعت إدارة الأوقاف وشؤون المساجد جميع خطباء الجوامع بمحافظات ومراكز الطائف لحضور الندوة التي أقيمت على مسرح جامعة الطائف بعد صلاة المغرب وألقاها الدكتور فهد بن سعد الجهني، عضو هيئة التدريس بالجامعة وعميد شؤون الطلاب.

وتركزت المحاضرة، التي كانت بعنوان «التأصيل الشرعي وأثره في فقه الإمام والخطيب»، على أهمية الإمامة ومكانتها في الإسلام. وبيَّن الجهني أن الإمامة دورها عظيم، وقد تولاها النبي، صلى الله عليه وسلم، وخلفه من بعده الخلفاء الراشدون، فالأولى تولي الإمامة لمن يتحلى بأخلاق الرسول ويسلك منهجه. وأشار الجهني، في سياق حديثه، إلى التأصيل الشرعي ورد كل ما يرد الإمام إلى الأصول الشرعية التي اتفق عليها العلماء وعدم الاجتهاد في أمر يعتبر محل إجماع من العلماء فيحدث عند العوام الاختلاف والفرقة والتشتيت.

وكذلك يرى المحاضر أن الخطيب والإمام غير معنيين بالرد على ما يردهما من الناس في أمر لم يحدث أو غير موجود وعدم الخوض فيما لا ينفع الناس من مسائل وأحداث، وكان ابن مسعود، رضي الله عنه، يقول: «من أجاب الناس في كل ما يسألونه عنه فهو مجنون». فلا بد للخطيب أن يتيقن من وقوع المسألة قبل الحديث عنها. وشدد الدكتور فهد الجهني على تطوير الإمام نفسه بما يقتضيه العصر، فقال: إن المجتمعات حاليا تعيش في تغييرات فكرية وتقنية وطبية، فإذا لم يكن الإمام متسلحا بالعلم الشرعي ومتفقها في دينه وعلوم عصره يحيل ما يصعب عليه لمن يمتلك الأدوات اللازمة من العلماء وطلبة العلم، فلا يوقع السائل في اللبس والاختلاف، وكذلك يرى المحاضر أن على الإمام الانفتاح والاطلاع على معظم ما ينشر في وسائل الإعلام، سواء المقروء أو المرئي أو الإلكتروني، وأخذ ما ينفع الناس والحديث عنه معهم في كل يوم جمعة، فوسائل التلقي أصبحت كثيرة، وأفراد المجتمع يحضرون خطبة الجمعة ويريدون أن يخرجوا بشيء جديد ومفيد في حياتهم، فلا بد من تنويع المصادر والاطلاع الكافي لملاحقة العصر.

وشدد الدكتور الجهني على مواجهة ومكافحة الغلو والتطرف والتكفير من قبل إمام وخطيب المسجد، فقال: إن الواجب على الإمام معالجة هذه القضايا وهذه النوازل بالرد الصحيح من العلم الشرعي، وذلك ليس فقط بالكلام وإنما بالحجة القوية التي فيها تأصيل شرعي ومعرفة تامة ورد الحجة بالحجة.. كما تطرق المحاضر إلى النوازل الفكرية الحديثة التي تعصف بالأمة، مبينا أن تلك المسائل الحديثة في المجتمعات المسلمة تحتاج إلى العلم الدقيق والاستزادة من العلماء ورد الأمور إلى أصولها الشرعية.

وأوضح رئيس لجنة الأمن الفكري ومدير الأوقاف والمساجد في الطائف، الشيخ عبد العزيز بن بخيت المدرع، أن السعودية تعيش بنعمة الأمن والإيمان في ظل دعم ومساندة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز والنائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز، فلهم منا خالص الدعاء والولاء وأن يمدهم الله بعونه وتوفيقه لما يقدمونه لخدمة الوطن والمواطن.

وأضاف المدرع أن هذه الندوة تعتبر الثانية في سلسلة ندوات الأمن الفكري، التي من أهم أهدافها تقديم اقتراحات عملية من شأنها أن تحصن المجتمع من ظاهرة التكفير بإبطال مذهبياتها الدخيلة وكذلك تحصين الشباب والأمة من التطرف الفكري والسلوكي والتأسيس لتصور متكامل لدى الحضور عن مفهوم الأمن الفكري ودورهم المنشود في ترسيخ ذلك من خلال الخطبة والموعظة والمحاضرة.