جدة تخلد ذكرى محمد صادق دياب بتدشين قاعة باسمه بحضور أهله ومحبيه

قصت شريط احتفالاتها بتدشين «مقام حجاز» آخر روايات الفقيد

جانب من الجمهور الذي حضر تدشين قاعة دياب أمس (تصوير: عدنان مهدلي)
TT

«كما كان يجمعنا في حياته جمعنا اليوم في مماته» بهذه الكلمات بكى أصدقاء محمد صادق دياب، وعائلته الفقيد، في حفل تدشين قاعة الأديب الراحل في فندق البحر الأحمر في جدة، أمس، في منطقة البلد وسط جدة القديمة، التي عشقها الفقيد حتى آخر لحظات حياته، فسطرها كتبا وسطرته كأحد رموزها الأوفياء.

وفي مشهد من مشاهد الوفاء، وبحضور جمع غفير من أدباء وأعيان جدة، تحول الحفل إلى كرنفال لذكريات «العمدة» محمد دياب، وتسابق الجميع لسرد الذكريات ومآثر الفقيد، حيث كان يجمع أحباءه وأصدقاءه ويسابقهم بالحب والوفاء، ولمعشوقته جدة، التي لم تغب عن الحفل بإطلاق عائلة الفقيد رواية «مقام حجاز» آخر الروايات التي كتبها الفقيد قُبيل وفاته، وحرصت زوجة الفقيد وبناته على إطلاقها يوم أمس وتوزيعها على أصدقائه والحضور، والتي أعادت الذكريات لكتابات «العمدة» في وصف جدة.

كتب في مقدمة الرواية، بلسان حال معشوقته، «أنا المدينة الأنثى، على أرضي هبطت حواء من السماء، فكنت مسرحا لحياتها، وحضنا لرفاتها، أنا جدة بكل حركات الجيم، إذا فتحته كنت جَدّة المدن والناس، وإذا كسرته كنت حداثة الحياة، وإذا ضممته كنت جارة البحر». ويواصل «على هضابي توالت كتائب المظلومين عبر التاريخ أمثال: جميل الجدي، عبد الكريم البرزنجي، عبد الله المحتسب، وغيرهم. هلك الظالمون، وظل المظلومون أحياء بيننا، ترمدت عظام القتلة، ونعمت أرواح الضحايا بالوجود؛ والمدن كائنات تصمت، ولكنها لا تنسى، وعلى هذه الصفحات بعض ما فاض من إناء الغليان».

وتحدثت لـ«الشرق الأوسط» غنوة أكبر بنات دياب عن تدشين القاعة بقولها «على الرغم مما يعتريني من الحزن على فراق والدي، وفي هذه اللحظات التي أتذكره فيها، وزملاؤه يحتفلون به، فإنني أشكر القائمين على هذه البادرة على لمسة وفائهم لهذا الرجل العظيم، الذي يستحق منا الكثير لما قدمه لأهله ومدينته، وقد حرصنا على إصدار الطبعة الأولى من روايته وتوزيعها على أصدقائه ومحبيه». من جانبه، قال محمد هشام شمس الدين، حفيد الفقيد «كان جدي دائما ما يجتمع بنا في كل يوم أربعاء وهو لي الأب والصديق والأخ وكنت أفخر به أينما ذهبت، وكما كان يجمعنا في حياته هاهو يجمع الجميع وحتى بعد مماته». من جانبهم نوه كل من سامي الخميس، رئيس تحرير مجلة «جدة»، والدكتور عبد الله مناع، من أصدقاء دياب، ببادرة أبناء الحكير ترحما على روح الفقيد الصديق «أبو غنوة» الذي فقدته جدة وبكته شوارعها وطرقها. وتضمن الحفل الذي أداره الزميل الإعلامي سامي خميس رئيس تحرير مجلة «جدة» مجموعة من الكلمات نثرها كل من الأديب محمد سعيد طيب، والدكتور عبد الله مناع، والمخرج عبد الله رواس، والدكتورة زهرة المعبي، والشاعر عبد المحسن حليت، وشقيق الراحل الإعلامي أحمد صادق دياب، والأديب أحمد باديب، والدكتور إحسان طيب، حيث تطرقوا إلى مآثر الفقيد وجهوده في خدمة الرسالة الإعلامية والإنجازات الأدبية التي تحققت، ونوهوا بالمبادرة الجميلة في إطلاق اسم الراحل على القاعة، معتبرين ذلك تجسيدا لتلاحم المجتمع الواحد وتقديرا للرموز الأدبية.