50 ورقة عمل تبحث مجالات الحج والعمرة في ملتقى علمي بالسعودية

ينطلق برعاية خادم الحرمين الشريفين في جدة الأسبوع المقبل

يسعى ملتقى أبحاث الحج والعمرة للخروج بحلول عملية لبعض المشكلات التي ترافق المواسم الدينية (تصوير: خضر الزهراني)
TT

ينطلق في جدة الأسبوع المقبل برعاية من خادم الحرمين الشريفين، وبحضور الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا، الملتقى العلمي الحادي عشر لأبحاث الحج ومعرض الحج والعمرة، الذي ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى في الفترة من 12 – 17 يونيو (حزيران) الحالي.

وأوضح الدكتور عبد العزيز سروجي عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في اللقاء التعريفي الأول للملتقى الذي عقد في جدة أمس بحضور أعضاء اللجنة الإشرافية والعلمية في فندق «هيلتون جدة»، أن الملتقى يعد أكبر تجمع سنوي يجمع المهتمين من الهيئات والإدارات الحكومية والأمنية بالشركات والعارضين والخبراء والمتخصصين في مجال البحث والتطوير لخدمات الحج والعمرة.

وبين أن الملتقى تبني الرؤى المستقبلية لخادم الحرمين الشريفين في تطوير منظومة الحج والعمرة بالاستفادة من التقنيات الحديثة والبحث العلمي في شتى المجالات لتسهيل أداء الفريضة لضيوف الرحمن وتحقيق أداء متفوق للأعمال وتسهيل تحقيق الأهداف الاستراتيجية في خدمة ضيوف الرحمن.

ولفت سروجي إلى أن الملتقى يضم معرض الحج والعمرة السنوي الأول، الذي يهدف إلى استقطاب الشركات المحلية والدولية المختلفة لإبراز أحدث ما تقدمه من خدمات مع التعريف بجهود الدولة والجهات العاملة في الحج والعمرة.

وأشار إلى أن الملتقى يناقش خمسة محاور مهمة؛ من أبرزها تقنية المعلومات والاتصالات والبنية التحتية الذكية حيث يتطرق هذا المحور إلى الموضوعات المتعلقة بالإفادة من التقنيات الحديثة في مجال جمع ومعالجة المعلومات وتحليلها والتقنيات والأنظمة الداعمة لاتخاذ القرار وإدارة أعمال الحج والعمرة، وكذلك الأبحاث والإحصاءات الأساسية عن الحرمين الشريفين ومكة المكرمة والمدينة المنورة والدراسات الإحصائية عن الحجاج والمعتمرين وبناء مؤشرات أنشطة الحج والعمرة.

وشدد عميد معهد خادم الحرمين الشريفين على أن الملتقى سيطرح محورا للدراسات البيئية والصحية الذي يهتم بتطوير وبحث البيئة الصحية المناسبة لضيوف الرحمن ومساعدتهم لأداء المناسك بيسر وسهولة، وتشمل المواضيع المتعلقة بالمناخ والأرصاد، وتلوث الهواء، وإدارة وجودة المياه، وجودة الغذاء، والضوضاء، والأشعة الشمسية، بالإضافة للبحوث المتعلقة بالصحة العامة والأمراض والهدي والأضاحي. وبين أنه تم استقبال العديد من الأبحاث في مجال الحج والعمرة وتم تشكيل لجنة علمية بكادر علمي متميز ومتمكن للاطلاع على جميع هذه الأبحاث العلمية المقدمة للملتقى وتحكيمها وفرزها، حيث بلغ عددها 130 بحثا تم اختيار 50 بحثا منها بعد تحكيمها ومرروها بعملية الاختيار والآليات البحثية التي تبناها هذا الملتقى.

وأشار إلى أن الجلسة التاسعة والأخيرة ستكون في التقنية وتطبيقاتها في الحج وكيفية الاستفادة منها، وأنه من هنا تأتي أهمية الملتقى باعتباره يستضيف ولأول مرة متحدثين من خارج المملكة؛ دوليين لنقل تجارب تقنية يمكن إنزالها على الحج والعمرة، ويترأس هذه الجلسة الدكتور عبد الله الضراب رئيس هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات.

ثم تحدث وكيل المعهد الدكتور باسم ظفر، حيث أكد الاهتمام بهذا الملتقى من قبل الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الإشراف العليا للمعهد، وأنه دوما يسعى إلى أن يؤدي المعهد رسالته في خدمة منظومة الحج والعمرة خدمة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. ولفت إلى أن المعهد حقق العديد من الإنجازات، حيث قضى أربعة عقود، وعمره الآن 38 عاما، قدم المعهد خلال هذه الفترة الزمنية عددا من المشاريع الرائدة وكان لها صدى طيب؛ منها مشروع الإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، الذي كان يشكل مشكلة كبيرة على البيئية، وقد استطاع المعهد أن يقدم الحلول للمحافظة على هذه الثروة الحيوانية الكبيرة وإرسالها للجهات التي هي في أمس الحاجة لها، وكان مشروعا رائدا تبنته المملكة، وخرج وانطلق منها إلى كل أنحاء العالم الإسلامي برئاسة الدكتور أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية.

وبين أن من المشروعات مشروع نظام النقل الترددي الذي أطلقه المعهد عام 1415هـ، وكان من المشاريع الرائدة التي حلت مشكلات نقل الحجاج بين المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، إضافة إلى المشاركة في دراسات تتعلق بتوسعة المسعى، وساهم أيضا في إجراء دراسات في توسعة المسجد الحرام بشكل كامل وكان من ثمارها توسعة المسعى.

وأكد أن المعهد انتهى وأنجز دراسة متكاملة عن توسعة المطاف، رفعها المعهد للجهات المسؤولة لتوسعة المطاف، إلى جانب أن المعهد أنجز دراسة كبيرة في إدارة الحشود. ومدة الدراسة كانت سنتين وكانت بعنوان «إدارة الحشود في المنطقة المركزية»، وتم رفع عدد من الدراسات لهذا المشروع، وهناك دراسات ومشاريع بحثية في ما يتعلق بالبيئة والمحافظة على جودة الهواء وتنقيته، وهناك برامج مستمرة.

أيضا هناك مشروع كبير هو مشروع جسر الجمرات وهو مشروع ضخم وعملاق ويعد أسطورة المشاريع في المشاعر المقدسة، الذي حل مشكلة كانت سائدة كل عام في جسر الجمرات، وبانتهاء هذا المشروع استطاعت الدولة أن تحل أزمة الحشود والازدحام في منطقة الجمرات، وهو شريك في تقديم الأفكار.

ثم تحدث الدكتور فاضل عثمان وكيل المعهد للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع، فقال إن «الحج حركة تنقل من مشعر لآخر، وهنا كانت الدراسات مع بداية المعهد، حيث إن المعهد وضع دراسة للانتقال التدريجي من المركبات الصغيرة إلى المركبات الأعلى في السعة (أكثر من 9 ركاب ثم 25 راكب) ثم التحول بالكامل إلى المركبات ذات السعة العالية».

ولفت إلى أن «هذه الاستراتيجية نفعت على مدى سنوات ماضية لتخفيف الزحام، وحين زاد العدد، أصبح النقل بالحافلات ذات السعة العالية في طرق مستقلة وهو ما سمي بالنقل الترددي مفيدا، وأصبحت الطرق خالية من أي عوائق، تستطيع الحافلات الذهاب والعودة في وقت قياسي، وكانت النتيجة أن المدة التي كانت تقدر بنحو 6 ساعات، تقلصت إلى 23 دقيقة من عرفات إلى مزدلفة، وجميع المواقع تم تحديدها». وأكد أن «نظام النقل الترددي خفض نسبة الملوثات إلى أكثر من 80 في المائة وأصبح النقل الترددي بديلا استراتيجيا ضمن الخطة الأساسية للنقل وبلغ إجمالي ما تم نقلهم بواسطة النقل الترددي العام الماضي 750 ألف حاج»، وقال: «نحن نعمل على التوسع في هذا النظام، وأصبح كل 50 ألف حاج يتم نقلهم من عرفات إلى مزدلفة في ساعة واحدة».

وأشار إلى أن «المعهد عمل دراسة تراكمية لجسر الجمرات، وتم الانتهاء من هذه الدراسة. وبناء عليه، تم توجيه هذه المسارات الحركية، وحقق مشروع الجمرات الأهداف، التي كانت من أبرزها القضاء على مشكلة الافتراش تحت جسر الجمرات». وشدد فاضل على أن استراتيجية منع الافتراش تحت جسر الجمرات اعتبرت واحدا من النجاحات، وكذلك توحيد الاتجاهات في خط واحد.