اليوم.. أبناء «خريف 60» يغادرون الوظيفة للاستقرار في مسيرات التقاعد

غرة رجب يعوض غياب تاريخ الميلاد

TT

اليوم الجمعة، غرة رجب من العام الهجري 1432، سيظل خالدا في أذهان من الكثيرين ممن بلغوا خريفهم الـ60، ولا يملكون معلومات دقيقة عن التاريخ الذي ولدتهم أمهاتهم فيه، والغالبية العظمى ممن لا يعرفون تاريخ ولادتهم هم في الغالب من مواليد الستينات الميلادية من القرن الماضي، وبعض من مواليد السبعينات وبخاصة مواليد ما قبل 1975.

يقول فهد الرديني، الذي يتخذ من بريدة (وسط السعودية) مقرا لإقامته، الذي حل موعد تقاعده تاركا العمل في قطاع التربية والتعليم في مثل هذا اليوم من العام الماضي، إنه من مواليد سنة الكسوف، وهي التي يعتقد أنها تصادف عام 1951، الموافق لعام 1371هـ، ولذلك كان اللجوء إلى خيار غرة رجب من ذلك العام ليكون هو تاريخ الميلاد التقريبي.

ويعلل الرديني اختيار تاريخ غرة رجب، بالقول: «لأن هذا التاريخ هو الحل الوسط، في ظل عدم توفر معلومات دقيقة عن تاريخ ميلاد بعض المواطنين، وخاصة مواليد الستينات الميلادية وما قبل، إضافة إلى بعض مواليد السبعينات وخاصة ما قبل 1975».

يشار إلى أن رجب هو الشهر السابع في التاريخ الهجري، مما يعني وقوعه في منطقة المنتصف بين بداية السنة الهجرية ونهايتها.

ويرى عضو مجلس منطقة الحدود الشمالية، عصويد الجعفري، الذي يتخذ من عرعر (شمال السعودية) مقرا لإقامته حاليا, أنه لا يستطيع الجزم بتحديد السنة التي ولد فيها, معللا ذلك بأنه في السابق لم يكن لدى الكثير من أبناء جيله في منطقته وغيرها من المناطق معلومات مؤكدة تثبت التاريخ الفعلي لليوم والشهر والسنة التي ولدوا فيها.

ويقول إن ما يعرفه من أسرته منذ أن كان طفلا، هو أنه ولد في سنة العواصف، وهي سنة 1368, التي توافق 1948، مؤكدا معرفة تاريخ سنة تقاعده، الذي كان منتصف عام 1427هـ، الموافق لعام 2006، مبينا أن الموجود في الأوراق الثبوتية هو التاريخ التقريبي للسنة التي ولد فيها، وهو التاريخ الذي بناء عليه أحيل للتقاعد قبل خمسة أعوام.

ويفيد عضو مجلس منطقة الحدود الشمالية بأن تاريخ الميلاد كان يتم تسجيله في ذاكرة أبناء تلك الفترة من الزمن بأسماء السنوات، وذلك بناء على أبرز حدث في كل عام، وليس بالأرقام التسلسلية للسنين.

وطرح مثالا على ذلك بتعداد أسماء السنوات الحاضرة في ذاكرة جيل الخمسينات الميلادية، مثل: سنة المطر، سنة عام العجاج، سنة الكسوف، سنة الربيع الطيب، وسنة البرد. يشار إلى أن نسبة كبار السن ممن تجاوزا سن الـ60 عاما، وفق نتائج التعداد العام للسكان والمساكن الصادر في النصف الثاني من العام الماضي، لا تتجاوز الـ2 في المائة، فيما تصل نسبة الشباب من الجنسين نحو 60 في المائة. وبحسب النتائج فإن إجمالي عدد السكان بلغ 27136977 نسمة مقارنة بـ22678262 نسمة عام 2004، بزيادة مقدارها 4458715 نسمة، أو ما نسبة 19.7 في المائة.

ووصل عدد السكان السعوديين من العدد الإجمالي للسكان إلى 18707576 نسمة بنسبة 68.9 في المائة من العدد الإجمالي، مقارنة بـ16527340 نسمة في عام 2004، بزيادة مقدارها 2180236 نسمة أو ما نسبته 13.2 في المائة.

ومثلما يحدث في منتصف كل عام هجري، تختلط اليوم (الجمعة)، غرة الشهر السابع للسنة الهجرية (رجب)، الذي يوافق هذا العام الثالث من يونيو (حزيران)، مشاعر الحزن بالفرح لدى الكثير من السعوديين، نظرا لارتباط هذا التاريخ بتقاعد موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، باستثناء العاملين على المراتب العليا، مثل الوزراء ونواب الوزراء.

وبشأن وضع موظفي القطاع الخاص، أكد عدنان مندورة، الأمين العام للغرفة التجارية في جدة، أن ما يسري على موظفي القطاع الحكومي، يسري أيضا على موظفي الشركات والمؤسسات الأهلية، مع بعض الفوارق الطفيفية، مشيرا إلى أن متقاعدي مؤسسات الدولة يتبعون نظاما للمؤسسة العامة للتقاعد، فيما يتبع متقاعدو القطاع الخاص للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية.