كوب قهوة يوميا يبعد الإنسان عن الإصابة بالسرطان

نتيجة توصلت إليها ورقة عمل عرضت في السعودية أمس

TT

على خطى التسارع والتقدّم العلمي والطبّي بشكل خاص، أصبح من الممكن شفاء مريض السّرطان بنسبة قد تصل إلى 100 في المائة، إذا ما تمّ اكتشافه مبكّرا، فضلا عن قيام الباحثين بنشر دراساتهم وتكثيفها حول مسببات هذا الورم الخبيث وطرق الوقاية منه مستقبلا، حيث يستلزم ذلك تغيير بعض العادات الغذائية في تجنب الأكل المقلي والاستعاضة عنه بالطّهي بالبخار أو المسلوق، والحرص على التزوّد بالفيتامينات اللازمة للجسم والمعادن كالكالسيوم والسيلينيوم.

بناء على دراسة حديثة أجرتها الصيدلانية الدكتورة كاميليا حسين المتخصصة في علم العقاقير، فإن الخلايا الحرّة في الجسم يحدث فيها تفاعلات الأكسدة التي تتأثر بعوامل عدّة وبسلوكيات خاطئة يمارسها الفرد في حياته اليومية كالتدخين وشرب الكحوليات وتناول الوجبات السريعة بإفراط وما يعاني الجوّ من تلوّث بيئي، وهي جميعها تؤثر بشكل سلبي على صحّة الجسم من حدوث شيخوخة مبكّرة وفقدان مؤقّت للذاكرة وقد يتطوّر إلى الإصابة بمرض العصر (السكّري) أو إلى السرطان كمرحلة متأخرة.

تفاعلات الأكسدة قد تسبب تدميرا لبعض خلايا الحمض النووي فتكافَح بمضادات الأكسدة في المشروبات الطبيعية من الأشجار الخضراء (الشاي والقهوة) حيث أثبتت الدراسات مؤخرا أن من يشرب كوبا من القهوة يوميا بمتوسط سنّ 20 - 40 عاما هم أقلّ عرضة للإصابة بسرطان القولون وسرطان البروستاتا عند الرّجال، والسّبب في ذلك وجود مضادات للأكسدة في القهوة العادية والمنزوعة من الكافيين أيضا؛ بل كلّما زادت درجة تحميص القهوة كلما زادت كمّية مضادات الأكسدة فيها. والأمران سيان بالنسبة للقهوة والشّاي فالأخير يحتوي على مواد فينولية مضادة للأكسدة، يعادل الكوب الساخن منه محتوى ثماني تفاحات من مضادات الأكسدة الطبيعية.

الدكتورة كاميليا قالت في حديث لـ«للشرق الأوسط» على هامش انطلاقة اليوم العالمي للمتعافين من السرطان، بأن «العلاج بمضادات الأكسدة ليس إلا وقاية من أمراض العصر، وقد تعطى هذه المضادات لمرضى السّرطان في فترة العلاج الكيماوي للحدّ من انقسام الخلايا السرطانية».

وقُدّمت تلك الدراسة في الحفل الذي أقامه القسم النسائي بالجمعية السعودية لمكافحة السرطان بالرّياض يوم أمس الخميس على شرف الأميرة سلطانة بنت سلطان بن عبد العزيز، حيث احتفلت فيه الجمعية بالمكافحات اللاتي تغلّبن على السرطان بكسر حاجز الخوف والاستسلام للمرض ضمن فعاليات اليوم العالمي للمتعافين من السرطان.

وقد عرضت الدكتورة منى سنّان استشارية تغذية، دراسة وافية عن منتجات (الصويا) التي تساهم في الصّحة والجمال، حيث ذكرت أن فول الصويا «التوفو» هو مصدر للبروتين النباتي ومضاد للأكسدة يحتوي على حمض (أوميغا 3) الذي يساعد في التقليل من الأمراض المزمنة كأمراض القلب، والتهاب المفاصل، والوقاية من الإصابة بالسّرطان.

مركز عبد اللطيف للكشف المبكّر كان شريكا في الاحتفال، كونه ساعد على اكتشاف 136 حالة سرطان ثدي مبكّرة تمّ علاجها، حيث قام المركز بعدّة زيارات ومشاركات تطوّعية في مراكز ومعاهد وجامعات للمساهمة في التوعية بالكشف المبكّر خصوصا بعد ارتفاع معدّل الإصابات بسرطان الثّدي إلى 29.3 في المائة في الإحصائيات الأخيرة، خصوصا للمرأة بعد سنّ الثلاثين.

صحب هذا الاحتفال معرض تصوير فوتوغرافي، تبرّع المصورون بريع بيع صورهم لصالح أنشطة الجمعية، كذلك بازار خيري يشمل مكتبة للطفل وأشغالا يدوية ومبيعات تحمل شعار مكافحة السرطان، كما تمّ إرفاق برنامج ورش عمل بسعر رمزي يعود ريعها لدعم أنشطة الجمعية التي قدّمت خدماتها منذ إنشائها إلى ما يزيد عن 2500 مريض ومريضة بالسّرطان من خدمات طبّية واجتماعية ودعم نفسي.