بنسبة طفيفة.. «المدرسة» و«الإعلام» يتفوقان على «منابر الجمعة» في التأثير على الأسر السعودية

في دراسة لمركز الحوار الوطني حملت أرقاما صادمة تفيد التزام 50 في المائة الصمت حيال المواضيع الأسرية الحساسة

الرحلات الجماعية للأسرة تسهم في كسر الروتين طبقا لنتائج دراسة الحوار الوطني («الشرق الأوسط»)
TT

رفع مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، الغطاء عن نتائج إحدى دراسات استطلاع الرأي العام، عن واقع الحوار الأسري داخل الأسرة السعودية، حيث أظهرت نتائج يمكن وصف بعضها بـ«الصادمة».

وتفوقت كل من المدرسة ووسائل الإعلام، على المساجد ومنابر الجمعة بالتأثير على ثقافة الحوار الأسري لدى الأسر السعودية، بحسب نتائج الدراسة التي تم الإعلان عنها في مؤتمر صحافي عقده 3 من كبار المسؤولين في مركز الحوار الوطني في الرياض أمس.

وفضل أحد القائمين على الدراسة، عدم التعليق على النتائج التي أظهرت تفوق المدرسة والإعلام من ناحية التأثير على المسجد. وقال في رد على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، دورنا ينتهي بتقديم النتائج للمجتمع والجهات ذات العلاقة، ونترك التحليلات للمختصين.

لكن الدكتور فهد السلطان نائب الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، عقب بالقول إن الفرق بسيط جدا ويكاد يكون متقاربا بين تأثير كل من المدرسة والإعلام والمسجد على ثقافة الحوار لدى الأسر السعودية، مشددا على أهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في هذا الوقت، والذي لا يلغي إطلاقا الدور الأساسي الذي يلعبه المسجد في ثقافة الأسرة.

مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، أنهى مؤخرا دراسة استطلع فيها رأي 5226 شخصا، بين أولياء أمور وأبناء، بهدف تحسين مستوى الحوار الأسري في المجتمع، ومدى تأثره بالعوامل الخارجية.

وأفاد نائب أمين مركز الحوار الوطني في رده على سؤال لـ«الشرق الوسط» حول أسباب التأخر في إجراء دراسة عن واقع الحوار داخل الأسرة على الرغم من اقتناع المسؤولين في المركز بأنها تعد منطلقا أساسيا في أي حوار مجتمعي، بتأكيده على عدم إغفال المركز لهذه الجزئية، حيث إن جل البرامج التدريبية التي يقدمها المركز هي بالأساس موجهة للأسرة.

وشدد السلطان على أهمية البدء في مسألة تأصيل الحوار على القواعد المجتمعية، وليس حوار النخب، لكنه عاد للتأكيد على أن هذين الأمرين يعدان مكملين لبعضهما البعض، حيث إن حوار النخب ساهم في تخطي الكثير من الحواجز النفسية التي كانت موجودة في الماضي.

ونبه فهد السلطان على أن الحوار ليس مفهوما مستوردا، بل إنه ركيزة أصيلة في الشريعة الإسلامية، مستدلا على ذلك بأن «الرسول صلى الله عليه وسلم حاور المنافقين واليهود».

وشدد نائب أمين عام مركز الحوار الوطني، على أهمية خلق أجواء الحوار داخل الأسرة السعودية، وذلك بالنظر إلى النتائج التي تمخضت عن دراسة قياس الرأي العام التي كشف عنها مركز الحوار الوطني أمس.

وأفصح الدكتور محمد الشويعر مدير عام إدارة الدراسات والبحوث والنشر في مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، عن نتائج دراسة واقع الحوار الأسري، والتي كشفت عن أن 50 في المائة من المشاركين في الدارسة يقولون إنهم يلتزمون الصمت حيال المواضيع الأسرية الحساسة، وهو ما يعني عدم مشاركتهم في القضايا والحوارات الهامة داخل أسرهم.

وأفاد الشويعر بأن من بين النتائج التي خلصت إليها دراسة الحوار داخل الأسرة، أن نحو 64 في المائة من العينة، أكدوا موافقتهم على أن تكون الأم وسيطا للحوار مع والدهم، فيما أجمع نحو 70 في المائة من عينة الدراسة من الأبناء بوجود تأثير كبير من الأم على رأي الأب في القضايا التي تخص الأبناء، فيما ترى نصف عينة الدراسة أن الرحلات الجماعية لها دور في كسر الروتين والرتابة فيما بينهم، كما أوضحت الدراسة أن نصف العينة لا يخرجون في رحلات أسرية، مما يقلل الترابط الأسري واتساع الفجوة بين أولياء الأمور والأبناء.

وأظهرت النتائج أن نحو 69 في المائة من الخاضعين للدراسة، أفادوا تواصل والدتهم معهم أثناء وجودهم خارج المنزل، وهو ما يعطي دلالة على الاهتمام والمتابعة من ربة المنزل، بحسب لغة الدراسة، فيما أكد نحو 55 في المائة من المستطلعة آراؤهم أن الأم تهتم بهم أكثر من الأب، بحكم قربها منهم.