«افتح يا سمسم».. أشهر برنامج خليجي يولد مجددا من الرياض

عبر ورشة ينظمها مكتب التربية العربي لدول الخليج على مدار يومين

TT

التأمت في العاصمة السعودية الرياض وعلى مدى يومين، لجنة لمناقشة إعداد منهج ومحتوى وأهداف النسخة الجديدة من برنامج «افتح يا سمسم»، ضمن ندوة علمية متخصصة ينظمها مكتب التربية العربي لدول الخليج وورشة سمسم، وبمشاركة ممثلين من وزارات التربية والتعليم بالدول الأعضاء في المكتب، برعاية مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ودعم الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، بالإضافة لمشاركة اختصاصيين تربويين ومهتمين عرب وعالميين في مجالات رياض الأطفال والتعليم المبكر.

وأوضح الدكتور علي بن عبد الخالق القرني المدير العام لمكتب التربية العربي لدول الخليج أن الندوة ستناقش الاحتياجات التربوية الضرورية للأطفال في الدول الأعضاء بالمكتب، موضحا أنه سيتم تدارس النتائج المترتبة على عودة «افتح يا سمسم» وكيفية بناء إطار تعليمي للمبادرة حتى يمكن توفير موارد تربوية معاصرة للدول الأعضاء بالمكتب تمكن من مخاطبة أطفال اليوم طبقا لمستحدثات العصر والتطور التكنولوجي.

ويمثل برنامج «افتح يا سمسم» المبادرة التعليمية الأولى التي تهدف إلى تحقيق مكاسب تربوية قابلة للقياس للأطفال في السنوات الأولى للمدرسة، وسيجند البرنامج خبراء ومؤسسات تربية من المنطقة من أجل بحث ووضع إطار تربوي للبرنامج يعكس احتياجات وقيم التعلم لدى أطفال اليوم.

وبين القرني أن هذه الندوة تعد فرصة للمختصين والمهتمين من معلمين وأكاديميين وباحثين للإسهام برؤاهم وأفكارهم في بلورة أهداف ومواضيع النسخة الجديدة من هذا البرنامج العالمي الشهير.

وشدد القرني على أن الندوة ستحظى بمشاركة شخصيات ثقافية وإبداعية تنتج برامج موجهة للأطفال، معتبرا أن ذلك سيثري النقاش وسيحقق الهدف المرجو منه.

ومن جانبه أكد روبرت كنيزيفيتش، المدير الإقليمي للشراكات الدولية لورشة سيسمي أن المبادرة ليست برنامجا تلفزيونيا فحسب بل هي مبادرة تعليمية متكاملة في كافة القنوات التعليمية مثل البرامج التلفزيونية والكتب والأسطوانات المدمجة ومواد الإنترنت للأطفال والآباء وبرامج التدريب للآباء والمدرسين من خلال وسائل الإعلام، موضحا أن المسألة لن تكون مجرد تعليم الأطفال، ولكن ستكون ماذا يتعلمون.

وأشار كنيزيفيتش إلى أن وسائل الإعلام، مثل التلفزيون، تبقى مصدرا مهما ومتزايدا من مصادر تبادل المعلومات والمعرفة في المنطقة. وقال: «نحن فخورون بالشراكة مع مكتب التربية العربي لدول الخليج لخلق المحتوى المناسب لأعمار الأطفال الذي سيكون له أثر إيجابي كبير عليهم في المنطقة ومساعدتهم على الوصول إلى أعلى المستويات المتوقعة لهم».

وفي ذات السياق أكد المهندس محمد بن حمد الماضي نائب رئيس مجلس إدارة شركة «سابك» الرئيس التنفيذي، أن «سابك» ترعى ورشة العمل هذه بالتعاون مع مكتب التربية العربي لدول الخليج، انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية للشركة ودعما منها لكل الجهود الرامية إلى التوعية العلمية والأخلاقية والتربوية للأطفال والنشء على حد سواء.

وأضاف الماضي أن استراتيجية «سابك» للمسؤولية الاجتماعية تشمل عدة برامج ورسائل مهمة يمكن تضمينها في منهج الصفات العلمية والأخلاقية المشار إليه، ومن هذه الرسائل، برنامج «سابك» للوقاية من المخدرات، والتعليم في مجالات العلوم والتقنية، والمحافظة على البيئة وحماية وتنظيف الشواطئ، وإدارة المياه والزراعة المستدامة، والتوعية بمضار التدخين، إضافة إلى التوعية بأهمية القيادة الآمنة (الوقائية) للسيارات. فيما أكد عبد المحسن البناي المدير التنفيذي لمؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهي الجهة التي أنتجت «افتح يا سمسم» في الثمانينات من القرن الماضي، أن مشاركتهم في هذه الندوة تأتي ضمن توصية وزراء الأعلام في دول الخليج في اجتماعهم الأخير في الكويت بخصوص دعم المشروع الجديد من «افتح يا سمسم».

ومن جانبه، ذكر الدكتور عبد الله بن سعيد أبو راس المدير العام لجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج أن وزراء الثقافة والإعلام بدول الخليج العربية مهتمون بجميع البرامج الإعلامية التي يكون لها الأثر الإيجابي على الناشئة ومنها مبادرة «افتح يا سمسم» حيث وجهوا مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك للتواصل مع ورشة سمسم لدعم مشروع «افتح يا سمسم» الجديد والقيام بدورها في هذا المجال.

يشار إلى أن مكتب التربية العربي لدول الخليج، ومقره مدينة الرياض، هو باكورة التعاون الخليجي المشترك، وهو هيئة عربية خليجية تعمل لخدمة الأهداف التربوية والعلمية والثقافية، وتسهم مع وزارات التربية والتعليم ببرامج وفعاليات محدده، وتسعى لتحقيق التنسيق والتكامل والتوحيد وإيجاد صيغ التعاون بين الدول الأعضاء، وتتبع له عدة أجهزة كالمركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بالكويت، والمركز العربي للتدريب التربوي لدول الخليج بالدوحة، بالإضافة إلى المركز التربوي للغة العربية في الشارقة.