الأمير خالد الفيصل يدشن المرحلة الأولى من تطوير أطول كورنيش في الشرق الأوسط بتكلفة 170 مليون ريال

أبو راس لــ«الشرق الأوسط»: الاستثمارات لن تحجب البحر عن جدة

الفيصل يستمع خلال تدشينه لمراحل تطوير كورنيش جدة لعدد من الملاحظات (تصوير: غازي مهدي)
TT

كشف مصدر رفيع في أمانة جدة أن الاستثمارات المخصصة للقطاع الخاص من مطاعم ومنتجعات سياحية في العقود الجديدة لتطوير كورنيش جدة الشمالي، لن تشكل حاجزا أو عائقا أمام الزوار من التمتع بكورنيش جدة، مبينا أن الكورنيش الجنوبي سيأخذ حقه من الخدمات بعد أن أهمل لعقود من الزمن. وأوضح الدكتور هاني أبو راس، أمين جدة لـ«الشرق الأوسط»، أن المواقع المستثمر فيها والمخصصة للقطاع الخاص محددة، وهناك مساحات شاسعة ستتم تغطيتها بالمسطحات الخضراء لتكون مقرا لأهالي جدة ولزوارها.

جاء ذلك خلال حفل وضع حجر الأساس لتطوير كورنيش جدة الشمالي، الذي يعد أطول كورنيش في الشرق الأوسط، من قبل الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، يوم أمس.

ونفى أمين جدة أن يكون هناك إهمال للواجهة البحرية الجنوبية، في رد لـ«الشرق الأوسط»، وقال إنها ستأخذ حقها من الاستثمار، حيث يمر تطوير الكورنيش وفق 4 مراحل، المرحلة الشمالية تتبعها المرحلة الشرقية.

وقال إن المرحلة الأولى من تطوير كورنيش جدة تبدأ من موقع منطقة حرس الحدود، التي يطلق عليها اسم (الحوامات)، إلى ميدان النورس، وتستغرق مدة تنفيذه نحو 14 شهرا، وتقدر تكلفته 170 مليون ريال.

ويشمل المشروع إنشاء مواقع استثمارية للتاكسي البحري، ومنطقة مارينا للنقل البحري، وملاه مائية و«تلفريك» على مناطق محددة من الكورنيش يتوقف في خمس محطات، يسمح لركابها بالكشف عن منطقة الكورنيش بكاملها، بالإضافة إلى إنشاء شواطئ رملية، لممارسة السباحة، كما سيتم تخصيص ممشى لرياضة المشي بطول 13 كيلومترا، من بداية الكورنيش إلى نهايته، وعرضه 12 مترا غير منقطع، فضلا عن 14 دورة مياه بشكل موحد.

كما ستكون الأكشاك موحدة الشكل وروعي فيها إيصال الخدمات التحتية إليها. كما سيتم إنشاء النقل البحري وهي منطقة مارينا عبارة عن قوارب تقوم بالتجول في البحر، وتم التنسيق مع حرس الحدود الذي تفاعل مع الفكرة، وستكون هناك مواقف سيارات في الموقع بسبب النشاطات التي سيتم إنشاؤها وخاصة الملاهي المائية وهي مستثمرة ولكن مفتوحة. وستقوم الأمانة بتجهيز هذه المواقع بينما يتولى المستثمر تشغيلها، فضلا عن أنه ستكون هناك منطقة تيم بارك وهي عبارة عن ألعاب أطفال إلكترونية متطورة، بالإضافة إلى توزيع أكثر من 3 آلاف لعبة أطفال مركبة منتشرة على طول الكورنيش، كما تم تخصيص مناطق للاحتفالات وهي عبارة عن مواقع خضراء تقام عليها الفعاليات والحفلات.

وخلال التدشين ألقى الأمير خالد الفيصل كلمة قال فيها «أرجو أن يلتزم المقاول تنفيذ هذا المشروع، وسنتابع بدورنا مراحل التنفيذ بالدقائق والساعات وليس الأيام»، وأضاف الفيصل «لن تكتمل سعادتي إلى أن أجد أحياء في جدة بهذه الخدمات ومستوى النظافة، وأعنى بالأحياء ليس الحي الذي أسكنه وإنما أحياء كغليل والهنداوية وغيرها».

واختتم الفيصل حديثة لوسائل الإعلام بقوله «إن عصر الكسل والخمول والإهمال انتهى، وحان وقت الجد وإنجاز الأعمال في وقتها، لتصل إلى تطلعات المواطن وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين».

بعد ذلك، عقد مؤتمر صحافي لأمين جدة أعلن فيه عن تخصيص شركة «باسم» (وادي العسلاء) لتطوير المنطقة الشرقية، وسيتم قريبا التوقيع عليها، ورفض الأمين إعطاء تفاصيل أوسع عن ميزانية المشروع وموعد التنفيذ.

وفي سؤال عن مشاكل تسرب مياه المجاري عبر المصبات الموجودة في الكورنيش وكيفية التخلص منها، قال أبو راس «هناك مصبات تم إغلاقها بالكامل وجار العمل على بعضها، ونتابع بشكل دوري من خلال تقارير ترفع لمقام الإمارة».

وفي سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما تواجهه الواجهات البحرية من عبث وتلف من الزوار حتى أصبحت ظاهرة في كورنيش جدة، وهل يمكن أن يصدر عقوبات أو زيارة في الرقابة بالتعاون مع جهات حكومية ذات العلاقة، قال الأمين «الكورنيش هي واجهة جدة السياحية والعبث فيها يشوه الكورنيش وجمالياته، ولكن الأمانة ليس من صلاحيتها تغريم أو معاقبة المتسببين».