السعودية: خبير بريطاني يعلن عن استقطاب الشباب السعودي لرحلة إلى القارة المتجمدة خلال الفترة المقبلة

في حين تصدرت «البيئة» أجندة أعمال آخر أيام منتدى التنمية الاجتماعية

TT

يعتزم رائد بريطاني في مجالات البيئة، خلال الفترة المقبلة، استقطاب مجموعة من الشباب السعودي وأخذهم في رحلة إلى القارة المتجمدة لمدة أسبوعين، بالتعاون مع قادة الأعمال والشركات السعودية الكبرى، وذلك بهدف إشراكهم في التنمية المستدامة لما يتعلق بالبيئة، مبينا أن حجم القارة المتجمدة يكبر السعودية بنحو 54 مرة.

وأوضح روبرت سوان، الرائد في مجالات البيئة والحاصل على وسام القطبية من قبل الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، لرحلته إلى القطب الجنوبي المتجمد سيرا على الأقدام، أن القصص التي سيخرج منها الشباب السعودي من شأنها أن تفيد في إشراك أقرانهم بعد العودة من تلك الرحلة، ومن ثم إيجاد الكثير من الحلول لقضايا البيئة، لافتا إلى أن مدينة جدة تعد من المدن الأولى على مستوى العالم للتلوث.

وقال خلال إحدى جلسات منتدى التنمية الاجتماعية: «إن مشروع استقطاب الشباب السعودي حتى الآن يعد بتمويل شخصي مني، غير أنه من الضروري فعلا إيجاد شراكة مع أصحاب الأعمال التجارية أو الحكومة أو القطاعات الخاصة أو الأفراد»، مشيرا إلى عدم وجود رعاة كبار لذلك المشروع، غير أن ذلك سيتحقق من خلال انضمام الكثير إلى المشروع.

محور التنمية المستدامة للبيئة، تصدّر يوم أمس أجندة أعمال اليوم الأخير من أيام منتدى التنمية الاجتماعية ليخطف أنظار الحضور، ويشد انتباههم، عبر وصف دقيق وكامل قام به روبرت سوان لرحلته إلى القارة المتجمدة، التي امتدت لمدة عام كامل، فضلا عن عرضه لمجموعة من الصور التي أدخلت الجميع في تفاصيل تلك الرحلة، الأمر الذي أضفى على قاعة المنتدى جوا من الهدوء والتركيز الكبيرين. وهنا، علق همام زارع المسؤول عن منتدى التنمية الاجتماعية خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «إن هذا المحور يرتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية، والمكونة من ثلاثة بنود رئيسية تتمثل في الجانب الاجتماعي والبيئي والاقتصادي»، مؤكدا على أن جلسات المنتدى جاءت لتغطي كل تلك البنود.

واعتمد الرائد البريطاني في مجالات البيئة، خلال عرضه لرحلته، على أسلوب استقاء نتائج تحقيق التنمية الاجتماعية من مجموعة المواقف التي واجهها في تجربته، حيث أفاد بأن اختياره لخمسة أشخاص مرافقين له يتميزون بشخصيات مختلفة كان من أجل الوصول إلى حلول متفاوتة وتحقيق المشاركة الفاعلة التي تعتبر أحد أهم عوامل نجاح التنمية الاجتماعية.

جاء ذلك في وقت اختتم فيه يوم أمس منتدى التنمية الاجتماعية في دورته الثانية أعماله، التي انطلقت السبت الماضي، برعاية الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وتنظيم جمعية ماجد للتنمية والخدمات الاجتماعية، حيث استمر لمدة ثلاثة أيام متتالية في فندق «هيلتون جدة».

وعلى غير العادة، لم يكتف المنتدى بالخروج بتوصيات فقط، وإنما خرج أيضا بمبادرات كثيرة، تضمنت مأسسة الشراكات من خلال تكوين مجلس تنسيقي على مستوى مدينة جدة، كمشروع تجريبي يمكن تطبيقه في بقية مناطق السعودية بعد ذلك، وتحديد احتياجات تمكين الفئات المحتاجة، ووضع خطة برامج ومبادرات، وتكوين فريق مهني لتخطيطها ومتابعتها وتنفيذها، فضلا عن إنشاء صندوق لتمويل نشاطات المجلس والفريق الإداري بمساهمة وزارة الشؤون الاجتماعية، وربطه بالمجلس التنموي الإشرافي، وتصميم البرامج وتأهيل وتدريب القطاعات غير الربحية، وتنفيذها من خلال شراكات مع الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأكاديمي والإعلام.

كما تضمنت المبادرات إنشاء بنك للمبادرات التنموية، يتضمن رصد وعرض أفضل الأفكار والممارسات بالنسبة لبرامج التنمية الاجتماعية في السعودية والعالم، وإعداد تقرير سنوي للتنمية الاجتماعية، ورصد الواقع المحلي والاحتياجات المستقبلية، وإطلاق مؤشر التنافسية للمؤسسات والجمعيات الخيرية، واعتماد وزارة الشؤون الاجتماعية للبرنامج التأهيلي للتنمية الاجتماعية، ما بين كلية دار الحكمة ومركز جامعة كولومبيا، إضافة إلى الرفع لوزارة الاقتصاد والتخطيط بمشاركة الجمعيات في إعداد استراتيجية التنمية الاجتماعية.

بينما تمثلت توصيات منتدى التنمية الاجتماعية في توجيه الشباب وإشراكهم في برامج التنمية الاجتماعية، والرفع لمجلس الغرف السعودية من أجل تفعيل دور الشركات لتصميم باقة من المحفزات، واستثمار الإعلام في توسيع دائرة الاهتمام بالتنمية المستدامة.

وأوصى المشاركون بمتابعة توصيات المنتدى في دورته الأولى، التي تتضمن الرفع للمقام السامي لسرعة إصدار الأنظمة المرتبطة بالعمل الاجتماعي، منها نظاما الجمعيات الأهلية والعمل التطوعي، إلى جانب الرفع لوزارة الشؤون الاجتماعية بسرعة العمل على إنشاء قاعدة بيانات اجتماعية وطنية تتضمن كل المعلومات المتعلقة بالتنمية الاجتماعية.

أولى جلسات اليوم الأخير من أيام منتدى التنمية الاجتماعية، وجه فيها صالح الحصين، الرئيس العام للرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الكثير من الانتقادات للثقافة الغربية التي وصفها بـ«الأنانية»، فضلا عن كونها يشوبها الاستعلاء على الآخر، غير أنه ألقى باللوم على الآخرين الذين رضوا بتلك الثقافة المناحة (على حد قوله).

ولكنه استدرك قوله هذا بمدحه للثقافة الأميركية على وجه الخصوص، وثنائه على القيم التي يتمسك بها الشعب الأميركي من الصدق والشفافية، والعطاء قائلا: «إن مواطنا واحدا من كل مواطنين أميركيين اثنين يتطوع بخمس ساعات من وقته كل أسبوع لخدمة أهداف خيرية»، إلا أنه أخذ على المجتمع الأميركي نزوحه إلى ممارسات سلبية تتناقض مع ما يدعو له من الحرية وحفظ الحقوق وغير ذلك من القيم التنموية الإيجابية.