السعودية توقف استيراد «السلطات المعلبة».. تحوطا من «إي كولاي»

المسؤول الأول عن ملف الغذاء يبث تطمينات.. ويقول: لم نسجل أي حالة وبائية منذ اكتشاف البكتيريا في التسعينات

السعودية تستورد ثلثي غذائها من الخارج (تصوير: فواز المطيري)
TT

قررت السعودية أمس وقف استيراد السلطات المعلبة من القارة الأوروبية، تحوطا من بكتيريا «إي كولاي»، التي ضربت ألمانيا وأودت بحياة 23 شخصا وأصابت 2300 آخرين.

ويأتي هذا الإجراء، الذي اتخذته الهيئة العامة للغذاء والدواء، بعد يوم واحد، من قرار وزارة الزراعة السعودية إيقاف استيراد الخضراوات من أوروبا، في إجراء احترازي ومؤقت، حتى يتم التعرف على نوعية الطعام الذي يسهم في انتشار بكتيريا «إي كولاي» بين الألمان.

وأعلن نائب رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء لشؤون الغذاء الدكتور إبراهيم المهيزع، في مؤتمر صحافي عقده في الرياض أمس، أن بلاده قررت وقف استيراد السلطات المعلبة من أوروبا، على نحو مؤقت، في إجراء وصفه بـ«الاحترازي»، لعدم تمكين «بكتيريا إي كولاي» من الوصول إلى السعودية.

وتتولى الهيئة العامة للغذاء والدواء، مسؤولية الإشراف على الغذاء المستورد، الذي يشكل، طبقا للمهيزع، ما بين 65 و70 في المائة من غذاء السعوديين.

وأبان نائب رئيس الهيئة لشؤون الغذاء، أنهم عمموا على المنافذ الحدودية، قرار وقف استيراد السلطات المعلبة، وأن القرار «أصبح نافذا».

لكن المسؤول السعودي الأول عن ملف الغذاء، بث تطمينات حول الوضع الصحي في بلاده، قائلا إن السعودية لم تسجل حالة وباء من بكتيريا «إي كولاي» منذ اكتشافها للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية منذ تسعينات القرن الماضي.

غير أنه في المقابل، دعا لعدم إهمال نظافة الغذاء، أو التهاون في سلامة المياه التي تستخدم في ري المزروعات، كالخضراوات والفواكه، لافتا إلى أن إهمال هذه الأمور، من الممكن أن يفضي إلى أمراض أخرى غير بكتيريا «إي كولاي»، مثل التهاب الكبد الوبائي، والـ«سامونيلا»، وشلل الأطفال، وغيرها من الأمراض.

ويوجد في الهيئة العامة للغذاء والدواء، مركز للإنذار المبكر لسلامة الغذاء، يتولى مهمة مراقبة سلامة الأغذية حول دول العالم، لأن السعودية تستورد ثلثي غذائها من الخارج. وكانت هيئة الغذاء والدواء السعودية، قد أكدت في وقت سابق، متابعتها الدقيقة لاحتمالية دخول أي من الخضراوات الأوروبية للسوق السعودية، وذلك بعد تلوث بعض أنواعها ببكتيريا «إيشيريشيا كولاي المعوية الدموية» مشيرة إلى أن الجهات الرقابية ترصد أي احتمالات لدخول الخضراوات الملوثة، على الرغم من التأكيدات التي حصلت عليها الهيئة من مراكز المعلومات الأوروبية بمحدودية توزيع تلك الخضراوات داخل الأسواق الأوروبية، وأنها لم تنتشر في الأسواق الخارجية.

وتابعت هيئة الغذاء والدواء خلال الأيام الماضية احتمالات تصدير أي أنواع من الخضراوات الأوروبية إلى السعودية عبر مركز الإنذار السريع في الهيئة، حيث ترتبط بمركز المعلومات الأوروبي وعدد من شبكات الإنذار العالمية المتعلقة بالأغذية.

وتشير المعلومات المتوافرة كافة إلى أن توزيع تلك الخضراوات لم يتجاوز نطاق بعض الدول الأوروبية، وأن هناك اشتباها في تلوث الخس والطماطم والفاصوليا. ونوهت مصادر في الهيئة العامة للغذاء والدواء بأن السوق السعودية لا تستورد الخضراوات الأوروبية وأن حضورها في البلاد لا يتجاوز عددا بسيطا من المراكز التموينية التي تستورد بعض أنواع الخضراوات بطرق خاصة ومباشرة بعد أن يتم تسجيلها في المنافذ الحدودية، وسط تأكيدات الجهات الرقابية على منع دخول أي أنواع مشتبه بها للسوق المحلية.