جدة: 28 معاقا حركيا يشاركون الأسوياء في منتدى المسؤولية الاجتماعية

تأكيدات على وجودهم كرمز فقط دون تفعيل دورهم الحقيقي

مشاركة ووجود ملحوظ لذوي الاحتياجات الخاصة في المنتدى (تصوير: سلمان المرزوقي)
TT

مجموعة بلغ عدد أفرادها 28 من ذوي الإعاقات الحركية، وجدوا يوم أمس بكراسيهم المتحركة أمام مدخل فندق «حياة بارك» لاستقبال حضور المنتدى السعودي للمسؤولية الاجتماعية للشركات بشكل «عفوي»، على رأسهم الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة والأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة، عدا عن رجال الأعمال وممثلي الشركات وغيرهم.

ولم ينس هؤلاء الشباب ابتسامتهم التي رسموها على وجوههم تعبيرا عن سعادتهم بالقيام بذلك، فضلا عن رغبتهم الجادة في إثبات قدرتهم على فعل ما يقوم به أقرانهم الأسوياء في مثل تلك الفعاليات والمحافل.

ما قام به أصحاب الإعاقات الحركية في هذا المنتدى يشبه بعض الشيء معظم المحافل الرسمية الأخرى، وذلك بعد أن بدأ المجتمع برؤية ذوي الاحتياجات الخاصة يقفون جنبا إلى جنب مع غيرهم، ولسان حالهم يقول «نحن هنا بأفعالنا» وليس بمجرد شعارات يتم إطلاقها بين الحين والآخر، إلى جانب اهتمام الكثير من الجهات المنظمة بترجمة مناسباتها بلغة الإشارة، مما يؤكد أهمية وجود هذه الفئة ودمجها في المجتمع.

وعلى الرغم من ذلك، فإن المستشار أحمد الحمدان رئيس مركز المسؤولية الاجتماعية التابع للغرفة التجارية الصناعية في جدة اعترف بأن وجود ذوي الاحتياجات الخاصة في المنتدى السعودي للمسؤولية الاجتماعية للشركات يعد مجرد رمز، إلا أن بعضهم قد يؤدون الواجب المطلوب منهم.

ولكنه استدرك خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» قائلا: «لا بد من خدمة هذه الفئة من خلال تهيئة الأماكن لهم على غرار ما يتم تقديمه لذوي الاحتياجات الخاصة في دول العالم الأخرى، خصوصا أن وجودهم يعد مهما جدا في مثل هذه الفعاليات».

في حين أكد المهندس سليّم الحربي عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة على ضرورة إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة في كافة المحافل والمناسبات، مشيرا إلى أن «وجودهم حاليا يعد واجهة ورمزا فقط».

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «من الواجب علينا إشعار أصحاب الإعاقات بأهميتهم كونهم جزءا من مجتمعنا، إلى جانب ضرورة الوقوف معهم والاهتمام بهم»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «الكثير من الجهات لم تصل لدرجة تفعيل دور تلك الفئة بالشكل الحقيقي».

وأضاف: «إن التعديلات التي ستحدث في المستقبل القريب بمداخل ومخارج معظم المنشآت تعطي بوادر لإيصال عمل ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الجميع، وهو ما يحتم علينا تقديم كل ما يريدونه من دعم عن طريق مخاطبة الجهات المعنية باعتبار أن غرفة جدة تعتبر وسيطا بين القطاعين الحكومي والخاص، ولا سيما أن لديها رأيا محايدا مقبولا دائما».

سفر الحقباني، أحد مشرفي المتابعة في الغرفة التجارية الصناعية بجدة وواحد من أصحاب الإعاقات الحركية، تولى مهمة استقبال زائري المنتدى بالدرجة الأولى، دون أن يغفل عن توزيع أصدقائه الآخرين في أماكنهم الصحيحة، والذين أتوا بهدف حضور تدشين مشروع «تيسير» لتأهيل نحو 3 آلاف مبنى.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «يعد هذا المنتدى أولى الفعاليات التي أشارك في تنظيمها، حيث قمت بإصدار بطاقات الدخول لأصدقائي المعاقين منذ وقت سابق، وذلك تفاديا لتوقفهم مدة طويلة أمام ركن التسجيل والتسبب في حدوث زحام كونهم يتحركون بكراسيهم».

وبيّن أن ترتيب المجموعة المرافقة له تضمن تخصيص صفّين لهم يمين قاعة المنتدى، مؤكدا على أن المكان كان مهيأ بالكامل بما في ذلك دورات المياه، غير أن المطعم الذي شهد تجمع المشاركين والحضور لتناول وجبة الغداء لم يكن كذلك، الأمر الذي اضطره إلى الانتظار قرابة ساعة كاملة لإيجاد من يساعده في الصعود والنزول منه.

وأضاف: «سبق وأن نجحنا نحن كأصحاب إعاقات حركية في تنظيم مسيرة الكراسي المتحركة التي شهدتها مدينة جدة مؤخرا، حيث بلغ عددنا نحو 80 شخصا بكراسينا المتحركة، ولدينا القدرة أيضا على المشاركة في تنظيم فعاليات ومحافل كبرى».

وشدد سفر الحقباني الذي كان لافتا للأنظار من حيث براعته في التحرك بكرسيه على حاجتهم الحقيقية للدعم النفسي والمعنوي أكثر من المادي، موضحا في الوقت نفسه أن مجموعته تحوي أصغر عضو بها والذي لا يتجاوز عمره 9 سنوات، ويعاني من إعاقة حركية وذهنية.