السعودية: 150 ألف كفيف.. ونصف مليون يعانون من ضعف البصر الشديد

مسؤول صحي لـ «الشرق الأوسط»: الكوادر العاملة في مجال العلاج نادرة.. ونحتاج إلى إحصائيات دقيقة

تخصص علاج وتأهيل ضعاف البصر الشديد يعد من التخصصات النادرة في السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مصدر صحي رفيع المستوى في السعودية، عن وجود قرابة 150 ألف حالة مصابة بالإعاقة البصرية التامة، إلى جانب قرابة نصف مليون مصابين بإعاقة بصرية شديدة تستدعي استخدام المعينات البصرية، ولا يمكن علاجها باستخدام العدسات اللاصقة أو النظارات الطبية.

وأشار الدكتور عبد الله بن زبن العتيبي، عضو مجلس الشورى، رئيس لجنة شؤون الصحة والبيئة بالمجلس، رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للبصريات وعلوم الرؤية، إلى عدم وجود إحصائيات دقيقة متوافرة في السعودية، إلا أن التقديرات تبين وجود قرابة 150 ألف مواطن يعانون من العمى التام، أو الإعاقة البصرية التامة، في حين يعاني نصف مليون مواطن من حالات الإعاقة البصرية الجزئية، التي لا يمكن علاجها عبر العدسات اللاصقة والنظارات الطبية، وتستدعي استخدام المعينات البصرية مثل المكبرات أو التلسكوب.

ويؤكد الدكتور العتيبي في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه التقديرات تعتبر غير دقيقة، ولا يمكن أن يتم بناء خطط علمية عليها، حيث إن العدد الحقيقي قد يقل أو يزيد عن هذه التقديرات، مما يسهم سلبا في أداء الخطط التي بُنيت على فرضيات غير دقيقة، مشيرا في الوقت ذاته إلى الجهود القائمة من قبل اللجنة الوطنية لمكافحة العمى، التي تعمل حاليا على إجراء مسوحات في هذا الصدد، للخروج بأعداد دقيقة يمكن العمل بناء عليها لمواجهة الإعاقات البصرية الموجودة في البلاد. ويضيف رئيس مجلس إدارة جمعية البصريات السعودية: «إن الإعاقة البصرية تنقسم إلى قسمين؛ إعاقة بصرية كلية، وهي العمى، وإعاقة بصرية جزئية، التي يُعنى بها تخصص البصريات، وهو ضعف البصر الشديد، الذي لا يمكن علاجه بنظارات طبية أو عدسات لاصقة، وعلاجه الوحيد هو علاج تأهيلي، عبر تأهيل المصاب ليمارس حياته بشكل شبه طبيعي باستخدام ما يُسمى بالمعينات البصرية، مثل المكبرات والتلسكوب».

ونوه الدكتور العتيبي، بأن تخصص علاج وتأهيل ضعف البصر الشديد يعد من التخصصات النادرة في السعودية، ويعاني من محدودية على مستوى أعداد المتخصصين فيه، أو حتى على مستوى البرامج التأهيلية للمتخصصين في مرحلة ما بعد البكالوريوس، مشيرا إلى النقص الحاد في المؤهلين في هذا المجال.

وعلى الرغم من الحراك القائم في هذا المجال، الذي لفت إليه الدكتور العتيبي، والذي يتم من خلال بعض اللجان تحت مظلة وزارة الصحة، أو التي شكلت بقرار وزاري، كاللجنة الوطنية لمكافحة العمى، فإنه يصف هذا الحراك بأنه لا يزال بطيئا جدا.

من جانبها، عقدت الجمعية السعودية للبصريات وعلوم الرؤية، دورة تدريبية لمدة 3 أيام في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض، للمتخصصين في مجال ضعف البصر، حيث تم استقطاب عدد من الخبراء من إيطاليا، المتخصصين في أحدث تقنيات تشخيص وعلاج ضعف البصر. وأوضح خلف العسكري، اختصاصي البصريات، أمين عام الجمعية، لـ«الشرق الأوسط»، أن الدورة تهدف إلى خدمة أعضاء الجمعية وتأهيلهم في تشخيص وعلاج ضعف البصر الشديد، موضحا أن نتائج الدورة كانت جيدة وزودت العاملين في المجال بأحدث التقنيات الموجودة عالميا. واشتملت الدورة على جانب عملي؛ من خلال تشخيص وعلاج 5 حالات تعاني من حالات ضعف البصر الشديد، وأشار العسكري إلى أنه تمت دراسة الحالات الخمس لتحسين الخدمات المقدمة لهم، ليستطيع المصاب بهذه الحالة أداء حياته بشكل شبه طبيعي.

وكشف العسكري أن الجمعية ستقيم، منتصف العام المقبل، مؤتمر البصر السعودي الأول، الذي يعد الأول من نوعه على مستوى العالم العربي، ويأتي من أعمال الجمعية الهادفة إلى تطوير الكوادر العاملة في هذا المجال، إلى جانب خدمة المجتمع، من خلال تأهيل حالات ضعف البصر الشديد، تفاديا لوصولها إلى مرحلة العمى التام.

وكانت الجمعية السعودية للبصريات وعلوم الرؤية قد أنشئت في 2008، تحت مظلة هيئة التخصصات الصحية السعودية، وتهدف إلى إتاحة الفرصة للعاملين في مجالات البصريات وعلوم الرؤية للإسهام في حركة التقدم العلمي والمهني، إلى جانب تيسير تبادل الإنتاج العلمي والأفكار العلمية والمهنية في مجالات اهتمامات الجمعية بين المؤسسات والهيئات المعنية داخل وخارج السعودية، ورفع مستوى الأداء في مجالات اهتمام الجمعية في المؤسسات والهيئات المختلفة، ووضع معايير لممارسة المهنة في تخصص البصريات وعلوم الرؤية، والمشاركة في مراقبة أدائها والمحافظة عليها، إضافة إلى المساهمة في رفع مستوى الوعي الصحي لدى الجمهور.