حائل تكافح البعوض تجنبا لخسارة موسمها السياحي

الأهالي يطالبون بحلول جذرية.. وسط تخوف من انتشار الأمراض بسببه

TT

أبدى عدد من أهالي منطقة حائل (شمال السعودية) استياءهم من ضعف الإجراءات الوقائية لمكافحة حشرة «البعوض» التي تعرف محليا باسم «النامس»، وجاء ذلك على خلفية تعرض الكثير من الأهالي بالمنطقة لهجمات متكررة وخاصة في فترة المساء، فيما أبدى عدد منهم قلقهم من تسبب تلك الهجمات في نقل بعض الأمراض، التي تأتي حمى الضنك في مقدمتها.

وكانت منطقة حائل شهدت في الآونة الخيرة تجمعات لمياه راكدة تسببت فيها مجاري الصرف الصحي، وخاصة في الأحياء الشرقية السمراء والخماشية والزبارة التي تعد أكثر الأحياء بالنسبة لتشبع الأرض بالماء. فيما طالب الأهالي أمانة منطقة حائل ومديرية المياه بحل جذري وعاجل للقضاء على البعوض، وتجفيف تجمعات المياه.

وقال لـ«الشرق الأوسط» عبد العزيز المشهور عضو المجلس البلدي بحائل إن قضية البعوض في المنطقة تبناها المجلس وصدرت بحقها توصيات عدة، مشيرا إلى أن هناك مشاريع قائمة للقضاء عليه تقوم بها أمانة المنطقة.

وبين المشهور أنه يتم حاليا اقتلاع للحشائش والأشجار، التي تعد مكان تكاثر البعوض ومكمنا لليرقات، مشيرا إلى أن العمل جار حاليا كذلك لخفض منسوب المياه بإيجاد حلول فنية بهذا الخصوص. فيما أكد المشهور أن الأمانة بالمنطقة تعمل على إيجاد حل جذري للقضاء على البعوض، وكاشفا عن رسو أحد مشاريع المكافحة على إحدى المؤسسات، ولمح إلى أنها تعمل حاليا وستظهر نتائج هذا المشروع قريبا.

وأبدى عضو المجلس البلدي بحائل تخوفه من تشبع الأراضي شرق حائل بمياه الصرف الصحي وخاصة الزبارة وحي التلفزيون، التي لا تكمن مخاطرها فقط على البعوض بل تمتد إلى السيول التي لا تبتلع مياها الأرض مما يؤدي إلى تشبعها بتلك المياه مما ينذر بحدوث ما لا تحمد عقباه.

وذكر عضو المجلس البلدي بحائل عبد العزيز المشهور أن هناك لجنة مشكلة من عدة جهات حكومية بحائل لدراسة درء أخطار السيول وتتكون من إمارة حائل والأمانة والزراعة والدفاع المدني وجهات حكومية أخرى.

إلى ذلك طالب سعود الراضي الرفاع أحد مواطني المنطقة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بدور أكبر تقوم به الأمانة لمكافحة البعوض برش المبيدات الحشرية بصفة مستمرة بهدف القضاء عليه، ومحاربة البعوض في مراحله تكوينه الأولى، التي تعرف بمرحلة اليرقة في الدورة الحياتية لحشرة البعوض، مشيرا إلى تنامي وجود تلك اليرقات في الأحراش والحشاش، التي تنمو على المياه الراكد والآسنة شرق حائل.

وشدد الرفاع على أن البعوض وفي الفترة الأخيرة استحل مساكن الأهالي وأقض مضاجعهم بعد نشاطه المتزايد.

وأبدى الرفاع تخوفه من الأمراض التي ينقلها البعوض، والتي ظهرت في مناطق انتشر فيها البعوض كمحافظة جدة، حيث ظهر مرض حمى الضنك، معتبرا أن إصابة سكان حائل بنفس المرض محتمل جدا في حال استمرار انتشار البعوض الناقل لمثل ذلك المرض.

ولمح الرفاع إلى ظهور حالات إصابة عدة بمرض اللشمانيا الجلدية بحائل التي يصاب بها الإنسان جراء تعرضه للدغات من البعوض الناقل للمرض.

ويرى الرفاع أن تأخر تشغيل مشروع الصرف الصحي بحائل تسبب أيضا في تفاقم هذه المشكلة، حيث تسبب مياه المجاري، التي تطفح بعدد من الأحياء السكنية في إيجاد البيئة المناسبة لتكاثر وانتشار البعوض، ويضيف الرفاع أن الأحياء السكنية ستكون الأكثر ضررا في حالة حدوث سيول نظرا لتشبع الأرض بالماء بشكل واضح.

وجدد الرفاع مطالبه للأمانة بردم البرك والمستنقعات، التي تعد مرتعا خصبا للبعوض وموطنا لتكاثره، والعمل على وجه السرعة على تجفيف المياه.

وأبدى تخوفه من أن يؤثر البعوض على السياحة في المنطقة، وعزا تخوفه إلى تسبب البعوض في عزوف السياح عن القدوم للمنطقة.