الحدود الجنوبية.. حالة من التحدي المستمر لإيقاف زحف المتسللين والمهربين

القبض على 19 ألف متسلل و433 مهربا خلال شهر

مئات الأشخاص توقفهم سلطات الحدود السعودية قبل أن يتمكنوا من التوغل في أراضيها («الشرق الأوسط»)
TT

منذ 3 أشهر، تزداد كل يوم عملية التسلل والتهريب من اليمنيين إلى السعودية هروبا من تردي جميع الأوضاع سياسيا واقتصاديا بحثا عن مكان آمن والعمل في أي مجال في المنطقة لتغطية قوت يومهم.

السلطات السعودية بدورها قامت بتأمين الحدود السعودية بشكل كامل، ولحماية حدودها من أي اختراق وهذا هو التحدي الذي تعيشه السلطات السعودية يوميا مع المتسللين والمهربين، وقامت بوضع كاميرات حرارية وكثفت الجهد لحماية حدودها من أي عابث، ومع كل هذا الحمية والجهد إلا أنك تجد بعضا من مجهولي الهوية نجا بأعجوبة من قبضة السلطات السعودية ودخل إلى محافظة الطوال السعودية وهي قريبة جدا من الحدود اليمنية السعودية، ومن الطول تبدأ سيناريوهات مجهولي الهوية في منطقة جازان. يقول مراقبون مشكلة التسلل تعاني منها الحدود السعودية، وسببها الأساسي هو تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في اليمن، والعمليات التي تم القبض عليها بشكل مستمر تدل على أن الجهود الحثيثة من قبل حرس الحدود تهدف إلى الحفاظ على الحدود من أي تلاعب أو تجاوز، والحدود تخضع لإجراءات أمنية مشددة تأتي نتيجة لسوء الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلاد التي يستفيد منها هؤلاء.

ويكشف اللواء عبد العزيز بن محمد الصبحي قائد حرس الحدود بمنطقة جازان المكلف، عن أن دوريات حرس الحدود بجازان تعمل بكل جدية وإخلاص وتميزت بشكل ملحوظ من خلال جهودها واتضح ذلك من المقبوضات خلال مايو (أيار) الماضي من هذا العام، مشيرا إلى أن دوريات حرس الحدود نفذت عدة عمليات كان أبرزها القبض على 1622 كيلوغراما من حشيش مخدر وبنحو 360 ألف كيلوغرام من مادة القات و43 زجاجة خمر.

وأضاف الصبحي أن ممن قبض عليهم 19169 متسللا و433 مهربا، وبندقيتان و7 مخازن مسدسات ومخزنان للبنادق، ومخزن واحد رشاش و5 مسدسات و1215 ألف كيلوغرام من الدقيق و4109 رؤوس ماشية و15687 ذخيرة منوعة ونحو 240 ألف ريال سعودي و4153 كيلوغراما من التنباك و2417 كيلوغراما من الشمة. وقال اللواء الصبحي «إن هذه المقبوضات حصيلة للجهود المبذولة على الحدود الجنوبية بجازان، والتي بذلها رجال حرس الحدود المخلصون في حفظ الأمن وفرض السيطرة الأمنية على الحدود، فهم درع واقية لحماية حدود وطننا الغالي وإحباط وإفشال خطط المهربين والمتسللين»، داعيا المواطنين للتعاون مع حرس الحدود والإبلاغ عن مثل هؤلاء على الرقم 994. وتابع الصبحي قائلا «إنه بتوفيق من الله تعالى ثم الدعم اللامحدود الذي يلاقيه حرس الحدود بجازان من ولاة الأمر وتوجيهاتهم السديدة والخطط المستمرة ومتابعتها وتنفيذها من قبل الضباط والأفراد الميدانيين العاملين على الحدود تم ولله الحمد فرض السيطرة الأمنية ونطمئن ولاة الأمر والمواطنين بأن حدودنا في مأمن».

إلى ذلك يقول علي باجل، يمني مجهول الهوية وهو بائع متجول «لو أعلم أن الأوضاع في اليمن سوف تتحسن إلى الأفضل لما خاطرت بنفسي وسافرت وتبهدلت لأبحث عن لقمة العيش التي نحارب محاربة كي نحصل عليها». ويتابع: «الأوضاع في اليمن تزداد سوءا وهناك عائلات في اليمن لا تجد ما تطعم أبناءها والدليل على هذا عندما تشاهد اليمنيين يريدون اختراق الحدود السعودية للبحث عن عمل لهم»، مشيرا إلى أن «سوء التعليم وقلة الوظائف والعمل في أي مجال في اليمن تجعل اليمنيين يغامرون في حياتهم في أي شيء بسبب كسب المال وإطعام عائلاتهم». ويكمل باجل «أنا واثنان معي من نفس القرية نعمل متجولين في الشوارع، وكل صباح نودع بعضنا لأننا نتوقع في أي لحظة يتم القبض على أي شخص منا من الجوازات، وتقوم الجوازات بإعادته إلى اليمن، دون أن نلتقي فجميع أيامنا في السعودية نعيشها في خوف حتى نجمع قليلا من المال ونعود به إلى عائلاتنا في اليمن».

لذلك اتخذ حرس الحدود عدة إجراءات للحد من حركة التسلل والتهريب ونشر الكاميرات الحرارية، ووضع نظام البصمة، إضافة إلى انتشار دوريات أمنية مكثفة على الشريط الحدودي، حيث أدت هذه الإجراءات إلى خفض نسبة المتسللين إلى 75 في المائة.

وتشترك السعودية في حدود مع اليمن بنحو 1470 كيلومترا وبعض الحدود يوجد بها كثافة سكانية مقارنة بالحدود مع البلدان المجاورة الأخرى، ووفقا للإحصائيات الرسمية لسلاح الحدود السعودي، فإنه تم ضبط نحو 300 ألف متسلل للسعودية في العام الماضي، جلهم من الجنسيات اليمنية والأفريقية، دخلوا بشكل غير شرعي عبر منطقة جازان الحدودية مع اليمن.