سلطان بن سلمان: ما زال هناك قصور في السياحة الوطنية.. وسنبدأ بالمسارات التطويرية هذا العام

أكد لـ «الشرق الأوسط» أن العمل جار على تنفيذ مشروع العقير السياحي

سلطان بن سلمان
TT

كشف الأمير سلطان بن سلمان لـ«الشرق الأوسط» عن إنشاء مشروع سياحي ضخم شرق السعودية يتمثل في مشروع العقير الواقع على الساحل الشرقي من البلاد، وأن العمل جار حاليا على تنفيذه بأكمل وجه، موضحا أنه قبل 3 سنوات كان المطورون والأموال جاهزين، لكن المشروع مر بمرحلة أزمة اقتصادية وحصل نوع من التردد.

وأضاف رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أنه «تم في الأسبوع الماضي عقد حلقة نقاش مهمة مع المستثمرين ومع البنك الوطني الذي يعمل معنا الآن على تنظيم الاستثمار، ومشاركة صندوق الاستثمارات العامة الذي سوف يدخل كمساهم في مشروع العقير، بالإضافة إلى الشركات الكبرى التي سوف تدخل مشروع العقير وصناديق الدولة المتحمسة لمثل هذه المشاريع». وقال الأمير سلطان بن سلمان لـ«الشرق الأوسط»: «هناك قرار تبنتها الهيئة وعملت فيها مع وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة وتم توقيع واعتماد القرار الصادر وتعميمه على الوزارات والمتمثل في تمديد تأجير المتنزهات والأراضي السياحية إلى 50 سنة، الأمر الذي كان في السابق يشكل عقبة كبيرة لكبار المطورين»، مضيفا أن هذا القرار أخذ 4 سنوات من العمل، لكن الهيئة طورت نموذج لـ«النقاط» بحيث إنه كلما زاد الاستثمار، كانت هناك فرص عمل للسعوديين، معتبرا أن هذا القرار تاريخي.

وأكد رئيس هيئة السياحة في السعودية خلال إطلاق مؤتمر «صيف السعودية 2011» الذي انعقد في العاصمة الرياض أمس الأحد، أنه ما زال هناك قصور كبير في السياحة الوطنية، وذلك من حيث الخدمات وتكامل التجربة السياحية، واستعدادية المواقع ومنشآت الإيواء، بالإضافة إلى النقل الجوي واستراحات الطرق وهي قادمة بقوة، مضيفا أن الفعاليات السياحية ليست كل السياحة، ولكنها جزء من عناصر الجذب السياحي في البلاد. وأضاف أن مرحلة الصيف مهمة جدا، ونمو أعداد المواطنين الذين يبقون داخل المملكة خلال الصيف يرتفع ويزيد بشكل كبير، معتبرا أن أهم ما تم إنجازه هو قبول المواطنين بشكل عام وشامل بمفهوم السياحة الوطنية، معتقدا أن رغبة المواطن في السياحة داخل البلاد قبل 10 سنوات، سبقها تطوير للسياحة الوطنية كما يجب، مشيرا إلى أن الهيئة استثمرت مع شركائها في كل إمارات المناطق والمؤسسات المعنية من أجل تحويل المواطن من النفور من السياحة الوطنية إلى الترحيب بها والاطمئنان لها وقبولها والاندفاع نحوها، وهو، باعتقاده، إنجاز كبير يحسب للدولة وشركائها من القطاع الخاص والمواطنين، و«لا بد أن يقابل هذا النمو وهذه الانطلاقة والإقبال الكبير على السياحة بتقديم أفضل الخدمات التي يتوقعها المواطن وبأسعار مناسبة».

وأوضح الأمير سلطان: «نعمل على استدراك هذا القصور، لكن الهيئة لا تعمل بمفردها، ولكنها تعمل ضمن منظومة متكاملة من القرارات والإجراءات»، وتفاءل بهذا العام أنه سيكون عام انطلاق لكثير من المسارات التطويرية العميقة في قطاع السياحة الوطنية، واستكمال عملية بناء السياحة التطويرية بالشكل الذي يليق بدولة بحجم المملكة العربية السعودية وتطلعات واحتياجات السائح الوطني الذي يخرج من بلاده بحثا عن الأسعار المناسبة وبحثا عن المواقع الجميلة والراحة النفسية والمنشآت السياحية اللائقة.

وبين أن السياحة ليست ترفا؛ بل هي قطاع اقتصادي مهم على المستوى العالمي وهو أول 3 قطاعات مولدة لفرص العمل، و«يوجد لدينا استراتيجية تم تحديثها هذا العام ورفعت للدولة، وأرقامها ليست تقديرية؛ بل واقعية من خلال حالة المعلومات السياحية التي يضخها مركز الأبحاث والمعلومات السياحية في الهيئة التي تبين قبول واندفاع المواطنين نحو السياحة الوطنية».

ورجع الأمير سلطان بذاكرته إلى الوراء 10 سنوات، حيث قال: «إنني كنت أشجع وأرحب بسفر المواطن إلى خارج المملكة بغرض السياحة، لأنه لم يكن لدينا سياحة أصلا»، مشيرا إلى أن «المواطن في ذلك الوقت لم يكن سائحا محترفا، وأردنا أن يعيش المواطن تجارب سياحية حتى يعود إلى بلاده وهو يطالب ويمارس السياحة باحترافية من خلال الحجوزات والنقل واحترام المواقع والمنشآت، وهذا حقيقة الذي حدث، حيث إن السائح الوطني لم يعد جاهلا بحقوقه السياحية».

وزاد، أن «المواطن يعود ويضغط علينا حتى نطور السياحة بالجودة والتنظيم الذي اعتاده في السياحة الخارجية، ونحن اليوم إذا كنا نريد أن نوطن السياحة المحلية، فلا بد أيضا أن نطور الخدمات حتى تكون متوافقة إن لم تكن أفضل من ناحية الجودة والأسعار مما يقدم للمواطن السعودي خارج بلاده، ونحن قادرون على ذلك، حيث إن القبول تم بالكامل والبعض يعتبرها معجزة ولن تحصل». وأشار إلى أن التحدي الذي أمامهم «يكمن في تطوير الوجهات السياحية الجديدة وتطوير وسائل النقل، والضغط الذي نجده اليوم على خطوط الطيران (النأقل الوطني) من انتقادات حادة، لا أبررها وليس لي علاقة مباشرة بهذه الأجهزة لأن لها من يرد عليها، ولكن حقيقة أحد مسبباتها الأساسية هو تدني خدمات الطرق التي لا تجعل تجربة السفر على الطريق تجربة جيدة»، مضيفا أن «الدولة استثمرت المليارات بهذه الطرق المتميزة السريعة، ولكن يوجد لدينا تخلف كامل في استراحات الطرق، والآن الدولة اتخذت قرارات قوية للنظر في هذا الموضوع وتنظيمه بشكل جذري على مستوى مجلس الوزراء وبرئاسة النائب الثاني، وستسمعون قريبا عن تطوير كامل لاستراحات الطرق حتى يخف الضغط على السفر الجوي ووسائل النقل الأخرى».

وأشار إلى أنه «قبل 11 سنة كان عدد الفعاليات لا يتجاوز 5 فعاليات بالمستويات المتوسطة، والآن لدينا 45 مهرجانا و127 فعالية، والأهم من ذلك هو تطوير الشركات المنظمة والمطورة لتلك الفعاليات، وأنا اليوم كمواطن ومسؤول عن السياحة الوطنية، قد سُئلت هل أنا راض عن ما يتم في المملكة تجاه السياحة الوطنية مقابل ما يوجد في المملكة من طلب عال وتكاد أن تكون هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تحتوي على سوق سياحية ضخمة وطلب عال من المواطنين الذين نصدرهم للخارج ونصدر معهم الأموال لوجود قصور في التجربة السياحية المتكاملة».

وأبدى الأمير سلطان سعادته بنمو عدد الرحلات السياحية وهذا هو المؤشر الأول بالنسبة للسياحة بشكل كبير بمعدل نمو يصل إلى 27 في المائة خلال سنة واحدة، وارتفاع مقدار المصروفات إلى 10 مليارات ونصف مقابل 8 مليارات ريال في 2010 بمعدل 31 في المائة زيادة، والمتوقع أن يبلغ إنفاق السائح الواحد 194 ريالا لعام 2011، و«لذلك نحن اليوم في نمو واستنفار، ولكن تسارع التطوير السياحي لا بد أن يتزامن أيضا مع انفتاح المواطن على السياحة الداخلية، حيث أصبحت السياحة للمواطن اليوم حاجة ضرورية».