إعادة النظر في النطاق الجغرافي لمكة المكرمة لتتسق مع مشاريع توسعة الحرم

بينما لا يزال البحث جاريا عن بعوضة الإيدس إيجبتاي

TT

أعطى الدكتور أسامة بن فضل البار، أمين العاصمة المقدسة، تعليمات للجهات المسؤولة في الأمانة بضرورة إعادة النظر في النطاق الجغرافي لبلديتي المعابدة والغزة الفرعيتين، خاصة في بعض الجهات المتداخلة بين البلديتين، بما يتواكب مع التغير الكبير الحاصل في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام ومشاريع توسعة الساحات الشمالية.

وأوضح البار أن هذا الإجراء يهدف إلى ضمان الارتقاء بالعمال والخدمات البلدية التي تقدمها الأمانة.. جاء ذلك ضمن التوجيهات والملاحظات، بعد قيامه بزيارة ميدانية للبلديتين الفرعيتين للاطلاع على سير العمل وأداء الخدمات البلدية، وتفقد بعض المشاريع التي يتم تنفيذها، والوقوف على استعداد البلديتين وخططهما لموسم الزيارة والعمرة وشهر رمضان المقبل، وما أعد لهما من قبل مختلف إدارات وأقسام البلديتين.

من جانب آخر، كثفت أمانة العاصمة المقدسة جهودها المبذولة التي تقوم بها لمكافحة بعوض الإيدس إيجبتاي بطوريه اليرقي والحشري الناقل لمرض حمى الضنك، وذلك منذ بداية الأسبوع الدولي الأول وحتى نهاية الأسبوع الثاني والعشرين لها العام.

وأوضح المهندس عبد السلام مشاط، وكيل أمين العاصمة المقدسة للخدمات، أن الجهود أسفرت عن معالجة 13349 بؤرة توالد للبعوض، وزيارة عدد 148865 وحدة منها منازل سكنية وعمائر تحت الإنشاء ومساجد ومدارس واستراحات وغيرها، وأضاف المهندس المشاط أن هناك نحو 550 موظفا تم تجنيدهم للعمل و15 سيارة «ونيت» مخصصة و38 جهازا محمولا على السيارات و350 جهازا يدويا.

وأشار مشاط إلى أن الجهود تُبذل بالتعاون مع المديرية العامة للشؤون الصحية والمديرية العامة للشؤون الزراعية بمنطقة مكة المكرمة في أعمال استكشاف ومكافحة هذا المرصد، مؤكدا أهمية تفاعل مجتمع العاصمة المقدسة للإسهام في القضاء على هذا المرصد، وذلك من خلال الحرص الدائم على التخلص من المياه العذبة المكشوفة داخل المباني وإحكام إغلاق أوعية وبراميل وخزانات المياه والبالوعات المكشوفة على اعتبار أن البعوض الناقل لمرصد حمى الضنك يتكاثر في المياه العذبة الراكدة المكشوفة حتى لو كانت كمياتها قليلة.

وتعاني بعض أحياء العاصمة المقدسة تأخر تنفيذ مشاريع الصرف الصحي؛ حيث تعتبر مشاريع الصرف الصحي في مخطط الشرائع الثاني من أهم المشكلات البيئية التي نقل الكثير من المواطنين مشاعر الاستياء إزاءها، مبينين أن ازدياد أعداد البعوض وفوبيا «حمى الضنك» لا تزال عالقة في الأذهان؛ حيث تشكل تلك المعاناة من نقل الأمراض الهاجس الأكبر لأحياء مثل الشرائع يزيد عدد قاطنيه على 100 ألف نسمة وهي نسبة كبيرة تستحق وأد الإفرازات البيئية والتلوث التي تنتج عنها.

وروى سكان منطقة «الشوقية»، أحد أفضل الأحياء المكية، أن طبيعة مكة الجبلية وتقعر مخططاتها تفاقم المشكلات البيئية التقليدية، بحيث تشهد «أزقة» أحياء الشوقية مثلا، الكثير من التمحورات المهددة بتكاثر أعداد البعوض، وأن نوعية البعوض الموجود شبيهة بالتي حذرت منها وزارة الصحة السعودية، أي: ذات اللون الأسود، وبتنا نشهد وجودا لها بكثرة في هذه الأيام، وتزيد بشكل اطرادي، خاصة بعد انقضاء موسم الحج.