المهندس السليم لـ «الشرق الأوسط»: المعدات والعمالة شرط أساسي لإسناد المشاريع للشركات

مدير عام مشروع تصريف السيول في جدة: في حالة القصور يتم جلب شركات أخرى على حساب المقاول لإكمال وتجاوز التقصير

الأمير خالد الفيصل والمهندس أحمد بن عبد العزيز السليم خلال توقيع عقد الشركة المنفذة للمشاريع
TT

أكد المهندس أحمد بن عبد العزيز السليم مدير عام مشروع معالجة الأمطار وتصريف السيول وتطوير البنية التحتية بمحافظة جدة أنه لن يتم إسناد أي مشروع لأي شركة لا تملك المعدات والعمالة اللازمة لإنجاز العمل حسب الجدول الزمني المعد، وأنه لن يسمح لأي من الشركات بالتعاقد مع شركات من الباطن، وفي حالة وجود أي تقصير من قبل الشركات المنفذة يتم التدخل بجلب شركات أخرى على حساب المقاول الأساسي، لإكمال أو تجاوز التقصير وفق ما تنص عليه العقود.

وكشف في حوار خاص لـ«الشرق الأوسط» عن وجود طاقم متخصص مكون من 160 من المهندسين والخبراء من «هيوستن» الأميركية، يقوم بنظم قاعدة البيانات، التي تبنى على أسس هندسية، بناء على ما يرفع إليهم من دراسات، وأن إزالة العقارات هو آخر الخيارات التي سيتم اللجوء إليها. وقال: «نحاول بقدر الإمكان أن نقلل من إزالة العقارات، وأن يوضع في الاعتبار أن آخر الحلول هي نزع الملكية»، مشيرا إلى أن مشكلة المياه الجوفية من الأولويات التي وضعت وتمت معالجتها في بعض المناطق، وأن المشاريع العاجلة تسير وفق الجدول الزمني المعد. وإلى نص الحوار:

* كيف سيتم التعامل مع أي تقصير أو تأخير في تنفيذ المشاريع من قبل الشركات المنفذة؟ وإلى ماذا تستندون في اختيار شركات التنفيذ؟

- وضعنا خططا لتلافي مثل هذه المشكلات، ومن أهمها تأهيل المقاولين أولا والتأكد من حيازتهم للمعدات والعمالة اللازمة لتنفيذ المشروع قبل دعوتهم لتقديم عطاءاتهم الفنية والمالية.

كما نعمل على تقييم العطاءات الفنية أولا للتأكد من فهم المقاول لنطاق عمل المشروع والإمكانيات الحالية اللازمة لإنجاز المشروع في الزمن المحدد، حيث يطلب من المقاول أن يقدم في عطائه الفني ظرفا منفصلا عن العطاء المالي والإجابة عن أسئلة وضعت من قبل إدارة المشروع، تتضمن معلومات عن طريقة وخطط العمل المقترحة، والمعدات اللازمة، والعمالة، والجدول الزمني، والسلامة، وبرنامج الجودة المتبع عند المقاول، وشرحا مفصلا عن الطرق التي سوف يتعامل بها المقاول مع الصعوبات التي سوف يواجهها في التنفيذ. ومن ثم سوف يتم فتح مظاريف العطاءات المالية للمقاولين المجتازين التقييم الفني فقط، وذلك للمفاضلة وتحديد السعر الأنسب لإنجاز المشروع قبل الترسية.

عند بدء العمل يتم التركيز على جدول التنفيذ بالتفصيل، ويشمل كذلك أساليب قياس الإنجازات والتهيؤ للأعمال في المستقبل وتأمين الموارد البشرية والمعدات اللازمة لتنفيذ جميع عناصر نطاق العمل، ويتم ذلك بقياس الخطط وجداول التنفيذ بطريقة المؤشرات الرائدة التي تساعد لقياس الجاهزية للقيام بالأعمال القادمة في حينه، ويتم معالجة أي قصور في الجاهزية لتجنب أي تأخير في التنفيذ ولتحفيز المقاول على اتخاذ الإجراءات في حينه، لعلمه أنه يمكننا التدخل في حال كان هناك تقصير لأن العقود سوف تتضمن بنودا تعطي الحق لنا في جلب شركات أخرى على حساب المقاول الأساسي لإكمال أو تجاوز التقصير.

العمل مع المقاول ينبني على أساس روح عمل الفريق الواحد مما يشجع على الشفافية والاهتمام بجدية العمل من أول يوم إلى الانتهاء من المشروع، كما شاهدتم في مشروع السامر وأم الخير، حيث يعمل المقاول على مدار الساعة 7 أيام أسبوعيا لأن هذا ما يتطلبه الجدول الزمني للمشروع.

* بخصوص المشاريع العاجلة، هل ترون فترة خمسة أشهر كافية لإنهاء المشاريع؟

- هناك أمور مهمة تجعلنا أكثر تفاؤلا بأن ينجز هذا المشروع في الوقت المحدد له، ومن أهم تلك الأمور هو الدعم اللامحدود من قبل ولاة الأمر لإنجاز هذا المشروع، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين والنائب الثاني، والمتابعة الخاصة التي يحظى بها المشروع من أمير منطقة مكة المكرمة.

كما تم وضع أساليب لوضع خطط تنفيذ تأخذ مدة التنفيذ في الاعتبار. ولا شك أن الجدول الزمني ضيّق، وهذا تحدٍّ قائم، ولكن أود أن أطمئنكم أن الجميع يعمل بكل ما أوتي من خبرة.

* هل سيتم التعاقد مع شركات الباطن؟ كيف سيتم توفير المعدات المطلوبة والعمالة؟

- إن الطريقة التي ينتهجها فريق العمل لمشروع تصريف مياه الأمطار والسيول مع الشركة الاستشارية في تأهيل المقاولين العالميين والمحليين تستند إلى ضوابط تمنع أن يقوم المقاول الرئيسي بإسناد أي جزء من المشروع إلى مقاول من الباطن. أما في ما يخص المعدات المطلوبة وتوفير العمالة فإنها أحد الضوابط التي يتم على أساسها اختيار المقاول الجدير والقادر على توفير المعدات والعمالة اللازمة لإنجاز المشروع حسب الجدول الزمني والمدة المحددة.

* ما أول المراحل التي تبدأون بها؟ وهل سيبدأ العمل في أُم الخير أم السامر أولا؟

- لدينا الآن خطة عمل تقوم على تقسيم مشاريع العمل في إطار فني وزمني منظم، حيث تم وضع خطة لآلية العمل المطلوبة على عدة مراحل سيتم إنجازها خلال السنوات الثلاث للحلول العاجلة والدائمة كل مرحلة لديها أولويات، وإن من أولويات المشروع وضع حل دائم لمنع فيضان الأودية.

* ما تلك الوسائل التي تستخدمونها لمنع فيضان الأودية؟

- هناك الكثير من الوسائل التي نستخدمها لدراسة الفيضانات، منها ما يتم مباشرة على الأرض ومنها عن طريق المراقبة والمسح الجوي والأقمار الصناعية لدراسة المفاهيم الطبيعية وراء حدوث الفيضانات والسيول في المنطقة للتعرف على التوزيع الجغرافي ومناطق الفيضانات والسيول لوضع النقاط الأساسية والحلول، أما في ما يخص أم الخير والسامر فإن المشروع قد بدأ بهما معا، والمقاول قد بدأ فعليا في تنفيذهما تحت إدارة أمانة جدة ومساندة من مشروع تصريف مياه الأمطار والسيول.

* ما أبرز المعوقات التي تعترض طريق أعمالكم أو تخشون أن تعترضكم؟

- أنا لا أسميها معوقات، ولكن أفضل أن يطلق عليها تحديات، وبالإمكان تجاوزها، لما لمسناه من جميع الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمواطنين من تعاون، وكل تلك التحديات قد رصدها فريق العمل ويجري الآن وضع خطط عمل لكل منها والاستفادة من خبرات تلك الجهات الحكومية في التعامل مع كل تحدٍّ على حدة.

* ماذا عن مشكلة المياه الجوفية، وكيف سيتم التعامل معها؟

- مشكلة المياه الجوفية في بعض مناطق جدة ناتج عن ارتفاع في منسوب المياه الجوفية مع مرور الوقت وظهور بعضها إلى سطح الأرض، وسوف يتم التعامل مع مشكلة المياه هذه السنة، حيث عولجت بعض المناطق من قبل شركة المياه الوطنية مشكورة، وسيتم التعامل مع محافظة جدة وشركة المياه والأمانة لوضع برنامج لباقي أحياء جدة.

* يقال إن هناك فريق عمل في أميركا يعمل ضمن مشروع سيول جدة.

- أجل، لدينا طاقم موجود في «هيوستن» مكون من نحو 160 مهندسا استشاريا، يتم إرسال كل المعلومات التي جمعناها من واقع الأرض، وهي معلومات كثيرة جمعناها من عدة جهات، يقوم الفريق بنظم قاعدة البيانات التي سوف تكون أساسا للحلول الهندسية، وقاعدة البيانات التي جمعناها هي التي ستكون أساس الدراسات الهندسية، في حينه سيكون لدينا برنامج وجدول زمني يعتمد على ماهية الحلول المطلوبة على أرض الواقع.

* متى سيتم الانتهاء فعليا من وضع الحلول؟

- نتوقع أن نخلص من الحلول حين يتم جمع البيانات، ونبحث الآن عن المعلومات المفقودة لئلا يكون لدينا نقص في البيانات قبل البدء بالحلول، فجمع المعلومات ونظم قاعدة البيانات الهندسية وتدقيقها والتعرف على المعلومات المفقودة سيقودنا إلى معرفة الحلول اللازمة. إن الشركة بدأت أعمالها في دراسة الحلول الدائمة التي تضمن إنهاء المشكلة جذريا وتطوير المحافظة بطرق عصرية، وأؤكد أن المشروع يحتاج إلى تضافر جميع الجهود من الجهات الحكومية ذات العلاقة للإسراع في تنفيذه وإنجازه.

* هل لكم أن تطلعونا على الدور الذي ستقوم به الشركة المختارة لتنفيذ المشروع؟

- يتكون نطاق عمل الشركة الفائزة من تسعة عناصر رئيسية، تتضمن جميع الأعمال اللازمة لدرء الفيضانات عن مدينة جدة الناجمة عن مسطحات تجمع السيول والبالغ عددها 24، وذلك عن طريق إنشاء السدود والحواجز اللازمة في جميع الوديان في هذه المناطق وإنشاء مرافق تصريف الأمطار كالقنوات الرئيسية والفرعية بمدينة جدة، بما فيها منطقة الأحياء العشوائية، حيث تبلغ المساحة المخدومة بجدة والأحياء العشوائية تقريبا 2000 كيلومتر مربع، إضافة إلى إنشاء مرافق تجميع مياه الأمطار من جميع الأحياء بجدة والأحياء العشوائية ودراسة شاملة وتخطيط المناطق العشوائية التي تمتد على مساحة قدرها 1000 كيلومتر مربع، وهو العنصر الذي أشار أمير منطقة مكة المكرمة في المؤتمر الصحافي إلى أنه لا يتعلق بمشروع العشوائيات السابق المقر من مجلس الوزراء، وأنه يخص مناطق يتضمنها المشروع الحالي لمشاريع تصريف السيول والأمطار، ويتضمن عملها وضع الخطة البيئية الرئيسية لمحافظة جدة، ودراسة شاملة لمياه الصرف الصحي في محافظة جدة واستراتيجيات تنفيذها لخدمة ما يقارب أربعة ملايين نسمة، وإنشاء مركز إدارة الأزمات والكوارث بمنطقة مكة المكرمة، إضافة إلى الحلول العاجلة لعدد 12 موقعا للنقاط الحرجة وتأمين الكادر اللازم لتفصيل اللوائح والإجراءات التفصيلية للأعمال الهندسية والمالية اللازمة خلال مراحل الإنشاء.

وتقوم الشركة بجمع البيانات وتحديد البيانات المفقودة، وجمع جميع الدراسات المتعلقة بشبكة الصرف الصحي للمناطق العشوائية بجدة، وإعداد قاعدة خطط، وتقييم ودمج جميع أعمال الصرف الصحي القائمة في مدينة جدة، وإعداد نطاق عمل المسح الطبوغرافي واختبارات التربة والقيام بها، والتنسيق مع جميع المرافق الموجودة، وإعداد الخريطة الرئيسية لشبكة الصرف الصحي للمناطق العشوائية، والتنسيق مع جميع الجهات المعنية وإصدار شهادات عدم ممانعة، وتقسيم العمل إلى عدة حزم، وإعداد تصاميم جميع عناصر العمل بالتفصيل وإعداد وثائق المناقصة لها، والمساعدة في التعاقد مع المقاولين المختصين.

* هل فعلا ستوكل إليكم مشاريع تطوير العشوائيات في جدة؟

- هذا صحيح، وهناك جهود بدأت لتخطيط العشوائيات، ونحن نريد أن نجمع الحلول ونجد حلا دائما لكل العشوائيات بما فيها الواقعة شرق جدة، والتصور المبدئي أن تكون هذه الحلول عملية وتفي بالغرض كتخطيط مدن. ومن المعروف أن كارثة جدة الأولى تركز الضرر فيها وبشكل كبير على منطقة قويزة بينما لم يتم وضع أي من الحلول العاجلة في تلك المنطقة وتركز العمل في أم الخير والسامر.

هناك خمسة سدود يجري العمل على إنشائها الآن، وهي جزء من الحلول، ونرى الآن أنها كافية، والحلول العاجلة التي قدمت من الأمانة كافية أيضا.

* ما أبرز الحلول العاجلة؟

- أهم الحلول العاجلة التي سيبدأ بتنفيذها استكمال القناة الشمالية وربط القناة الشرقية واستمرار هذه القناة إلى سد السامر، بالإضافة إلى استكمال القناة من سد السامر إلى القناة الوسطى وتدعيم سد السامر لمنع التسربات الأرضية والجانبية، وكذلك إزالة العقارات المعترضة لمجرى السيل في حي السامر وربطه بالقناة الوسطى وتوسعة قناة السيل في أم الخير وربطها بالقناة الوسطى، بالإضافة إلى سرعة تنفيذ الطريق الشرقي وتنفيذ القناة المائية الموازية له وإزالة كل ما يعترض مجاري الأودية.

* من المعرف أنه تم توقيع عقد مع شركة «أيكوم» للإشراف على المشاريع، وهناك مشاريع تمت قبل توقيع العقد، فمن خلال الدراسات هل هناك من تلك المشاريع ما لم يثبت جدواها؟ وهل سيتم إلغاؤها؟

- إلى الآن الحلول العاجلة التي اتفق عليه وأقرت مرت بمرحلة التقييم والتدقيق قبل حضورنا، ولم نرَ إلى الآن أي شيء يغالط، مع العلم بأننا إذا وجدنا أي حل غير مجدٍ سيتم التعامل معه.

* ماذا عن السدود الخمسة؟ وما المعايير لاختيار مواقعها؟

- من المعروف أن جدة من الشمال تحدها الجبال من ثول إلى وادي فاطمة، ويحدها 33 واديا، ومهندسو المشروع هم الذين جمعوا البيانات عن طريق صور ضوئية، ونقوم بعدها بتحليل تضاريس المنطقة وتحديد المجاري وحساب كمية الماء لكل مجرى، وعلى أساسه تكون الحلول، إما أن يكون سدا أو حلولا هندسية أخرى، ولكن اختيار موقع الحل يعتمد على معرفة المنطقة وتضاريسها.

* هل تواجهون أي عقبات في إزالة العقارات للمشاريع في حي أم الخير والسامر؟

- من أم الخير والسامر، لدينا قصة ناجحة في إزالة 127 عقارا، وهناك 104 عقارات أصدرت شيكاتهم، وكتابة العدل حددت كاتب عدل مختصا بالتهميش على تلك الصكوك، وهناك جهة مختصة لتثمين العقار، ورفع الصفائح. وأرى أن جميع الجهات تعمل بتوافق وكل شيء على ما يرام.

* ماذا عن 20 ألف عقار واقعة على مجاري السيول، منها أحياء متكاملة، وهل سيتم إزالتها؟

- نحاول بقدر الإمكان أن نقلل من إزالة العقارات، والحل لا بد أن يضع في الاعتبار أن آخر الحلول أن تنزع ملكية إذا كان لا بد من ذلك، والأرقام التي تطلق مبالغ فيها، ولدينا الشفافية والدقة لنتحدث عن عدد العقارات التي ستنزع، إذا كان لدينا أرقام فلا أرى أن نتداول أرقاما، ولم أرَ أي خرائط هندسية يحدد فيها المزيد من الإزالة، ولا نريد حلولا عشوائية للعشوائيات.

* ماذا عن ورشة العمل التي تقيمونها من وقت إلى آخر، وما الهدف منها؟

- هناك عدد من ورش العمل حول المشاريع القائمة والتشغيل وصيانة المرافق العامة والمشاريع المستقبلية للسنوات العشرين المقبلة وتدريب الكفاءات والكوادر. وهذه الورش تهدف إلى إيجاد شراكة عمل، وقد تم في الورشة الأخيرة تناول موضوع مشاريع تصريف السيول بمشاركة 74 متخصصا من 20 جهة حكوميا وشركات يتداخل عملها مع أعمال المشروع، ومخرجات الورشة تهدف إلى اطلاع جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة عن المشاريع الخاصة بالحلول العاجلة والدائمة للمشروع، لتتضافر الجهود وتتكامل تحت مظلة المشروع، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الجهات المعنية، وتساهم في وضع مواصفات ومقاييس عالية الجودة لكل المشاريع المزمع تنفيذها في المحافظة من قبل كل الجهات التي لها علاقة بالتنفيذ أو الإشراف على المشروع، وإيجاد بيئة عمل تعتمد على روح الفريق الواحد بين إدارة المشروع والجهات الحكومية والخاصة المختلفة.