أداء رفيع لأطفال معاقين يدفع بمطالب لإنشاء قناة تلفزيونية خاصة بهم

عرضوا خلال «حفلة تخرج» برنامجي «من سيربح المليون» و«الزمن ثمن» ونشرات أخبار ومسلسلات

جانب من حفل تخرج الأطفال المعاقين في جدة («الشرق الأوسط»)
TT

حولت حفلة تخرج لستة وثلاثين طفلا من ذوي الاحتياجات الخاصة في جدة، الأطفال المعاقين إلي نجوم شاشة ينافسون أقرانهم من الأسوياء، وهم يشاركون في برنامجي «من سيربح المليون» و«الزمن ثمن»، ويمثلون مسلسل «السيرة النبوية»، ويقدمون نشرة أخبار خاصة بهم، موجهين رسالة للمسؤولين بقدراتهم وحاجتهم لقناة متخصصة لهم.

الحفل الذي شرفه عبد المقصود خوجة، عضو شرف جمعية الأطفال المعوقين، والأميرة لطيفة بنت ثنيان بن محمد آل سعود، رئيسة الجمعية السعودية لأولياء أمور ذوي الإعاقة ورئيسة اللجنة النسائية بمركز الملك عبد الله، وعدد من أعضاء الجمعية، تحول إلى ما يشبه ورشة عمل داخل قناة تلفزيونية خاصة بالأطفال المعاقين.

وبدأت برامج قناة الأطفال بتلاوة من الذكر الحكيم، بصوت الطالبة حياة عسيري، ثم قام أطفال المركز بتقديم الكثير من البرامج المتنوعة والمعروفة، التي تعرض على شاشة «mbc»، فقدموا حلقة «من سيربح المليون» على طريقتهم، وربح فيها الطفل محمد الثمالي جائزة المليون ريال، بعد أن أجاب على كل الأسئلة المطروحة، ومنها سؤال المليون حول من صاحبة مقولة «زنقه.. زنقة»، التي تم تداولها إعلاميا على نطاق واسع، وتمحور طرح الأسئلة لتتناسب مع قدرات الأطفال للوصول للجائزة الكبرى.

ومثل عدد من الأطفال المعوقين مسلسل «هجرة الرسول» من مكة إلى المدينة، وهم يرتدون الأزياء التاريخية، وعرض الأطفال برنامج «للزمن ثمن» بألعاب تناسب قدراتهم.

وانتهت فقرات تلفزيون الصغار بأهم الأخبار؛ حيث تضمنت خبر عودة الملك بالسلامة، وخبرا عن مسابقة القرآن الكريم التي أقيمت بمبنى الجمعية بالرياض، والتي شارك بها عدد من أطفال المركز. وكانت الدكتورة بن صديق المختصة في شؤون المعاقين، أكدت الحاجة الكبرى لإيجاد برامج وقنوات فضائية تقتصر على ذوي الاحتياجات الخاصة، بحيث يديرونها بأنفسهم، ويشاركون في إعداد برامجها وعرضها، بعيدا عن الاكتفاء بإحضارهم كمجرد ضيوف مشاركين في المواد الإعلامية المطروحة، وذلك للاستفادة من التطور التقني، والعمل على دعم هذه الفئة التي تعتقد أنها لم تأخذ حقها بعد من اهتمام القائمين على الإعلام المحلي.

ويتفق معها مبارك الفاضل، الإعلامي السعودي، الذي يرى ضرورة حث رجال الأعمال على إنشاء قنوات تلفزيونية أرضية وفضائية موجهة للمعاقين، وأن تحتوي هذه القنوات على كل ما يهم المعاق، على أن يكون القائمون على العمل وإعداد البرامج وتقديمها من ذوي الاحتياجات الخاصة، لأنهم الأقدر على التعبير عن آرائهم وإيصال قضياهم لمعاقين مثلهم، والتواصل مع الغير من أبناء المجتمع بكل السبل والطرق، وهذا يحتاج إلى دراسة وافية لجميع أنواع الإعاقات.

وأضاف الفاضل أن ظهور ذوي الاحتياجات الخاصة على قنوات التلفزيون المحلية ما زال خروجا على استحياء في البرامج المعروضة في بعض القنوات الحكومية، أما القنوات الخاصة فلا تزال بعيدة عن هذه الفئة، التي يرى أنها بحاجة إلى قنوات متخصصة، مثلها مثل قنوات الرياضة والفن والشعر والموضة، وإن كانت فكرة القنوات المتخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة فكرة يتخوف منها المستثمرون في المجال الإعلامي، وذلك لأسباب اقتصادية.

وبالعودة للحفل، فقد اختتم بمسيرة للخريجين؛ حيث قام مدير المركز بتسليمهم شهادات التخرج، وقال الدكتور عثمان عبده هاشم، مدير المركز، إن الجمعية حرصت، ومن خلال مراكزها، للاحتفال بهذا اليوم، الذي من خلاله يتم إبراز الدور الفاعل للجمعية في رعاية هذه الشريحة الغالية من المجتمع، وكذلك الإنجازات التي تحققت من خلال البرامج التعليمية والطبية المقدمة لهم من قبل الجمعية طيلة أكثر من 26 عاما هي عمر الجمعية في هذا المجال الخيري.

وأشار هاشم إلى أن نسبة المعوقين في السعودية بلغت 7 في المائة، أي ما يقارب المليون شخص، وأن المركز قدم نحو 2600 جلسة علاج طبيعي، و22 ألف جلسة علاج وظيفي، ونحو 13 ألف جلسة علاج أسنان وعيوب نطق وخدمات رعاية طبية.