إنشاء أول أكاديمية خاصة لعلوم الطيران وصيانة الطائرات

رئيس الطيران المدني يؤسس أرضية لتوطينها عبر الدفع بـ100 فني لسوق العمل

إنشاء أكاديمية خاصة لعلوم الطيران وصيانتها يفتح آفاقا جديدة للشباب للالتحاق بمثل هذه التخصصات («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن في الرياض عن بدء خطوات عملية لتوطين علوم الطيران في السعودية، من خلال إنشاء أكاديمية متخصصة في علوم الطيران وصيانة الطائرات، تعتبر الأولى التابعة للقطاع الخاص السعودي، لاستقبال خريجي الثانوية العامة، بهدف تأمين احتياجات قطاع الطيران المدني في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي من الكفاءات والكوادر المؤهلة والمدربة في مجال علوم وصيانة الطائرات، في ظل توقعات بأن تشهد هذه الصناعة نموا يتراوح بين 20 و30% خلال السنوات المقبلة.

جاء الإعلان عن هذه الأكاديمية خلال الاحتفال الذي أقامه معهد الاحتراف الفني للتدريب بالرياض صباح أمس، بتخريج مائة متدرب من الدورات الفنية المتخصصة برعاية رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الدكتور فيصل بن حمد الصقير، الذي رحب بخطوة تحويل المعهد إلى أكاديمية متخصصة في علوم صيانة الطائرات، مشددا على أهمية العنصر البشري الذي يمثل أحد أهم المحاور الرئيسية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، مشيرا، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال الذي حضره عدد من القادة ورؤساء الهيئات في أفرع القطاعات العسكرية والأمنية والملحقيات العسكرية في دول مجلس التعاون والدول العربية، إلى أن الاستثمار في الكوادر البشرية يعتبر أفضل الاستثمارات، مما يتوجب على الهيئات الحكومية والشركات الخاصة أن تنفق على هذا الاستثمار بسخاء لمواكبة التطورات العلمية والتقنية المتلاحقة، والمتغيرات المستجدة، وتحقيق المزيد من المواءمة بين البرامج التدريبية واحتياج سوق العمل من القوى الوطنية المتخصصة، لخدمة أهداف خطط توطين الوظائف.

وأكد الدكتور الصقير أهمية حصول الأكاديمية على الاعتراف الدولي بشهادتها التي ستمنحها، والاستفادة من تجارب المختصين في الهيئة العامة للطيران المدني، التي مضت قدما في إنشاء أكاديمية للطيران.

من جانبه، اعتبر إبراهيم محمد الصغير، العضو المنتدب لشركة «الاحتراف للاستثمار التجاري»، في كلمة مماثلة خلال الاحتفال، أن بلاده تشهد متغيرات جذرية وضغوطا متنامية ينبغي رصدها وتقييمها واستشراف الفرص الاستثمارية الناجمة عنها. وأضاف: «في ظل ذلك فإن هناك احتياجا كبيرا لتدريب وتأهيل كفاءات سعودية متخصصة تدعم وتنفذ الخطة التنموية المستدامة التي تمر بها بلادنا، وللاستجابة لتلك المتغيرات والاحتياجات واستيعاب الكم وتطوير الكيف، فقد توجهت الدولة، رعاها الله، إلى تشجيع القطاع الخاص للاستثمار في مجالات التعليم والتدريب بمختلف أشكالهما وأنواعهما ومستوياتهما».

في السياق ذاته، شدد المهندس عبد الوهاب صائم، المشرف على الدورات المتعلقة بالطيران في معهد الاحتراف للتدريب، على أهمية إنشاء أكاديمية خاصة لعلوم الطيران وصيانة الطائرات، موضحا إتمام وضع اللبنة الأولى لإنشاء أكاديمية الاحتراف لعلوم الطيران لتأهيل الشباب السعودي خريجي الثانوية العامة لسد العجز الكبير في مجال علوم وصيانة الطائرات؛ حيث تم إنجاز قرابة 75% من متطلبات إنشاء الأكاديمية، وذلك حسب ما تمليه أدلة الطيران الفيدرالية الفنية، من وجود المناهج والمدربين والطائرة اللازمة للتدريب عليها والمعدات المساندة للتدريب.

ولفت المهندس صائم إلى أنه تم منح المعهد قطعة أرض بمساحة 15 ألف متر مربع، لتشييد الأكاديمية عليها.

يُشار إلى أن معهد الاحتراف تأسس عام 1997، ونظم عددا من الدورات الفنية والإدارية والتقنية، التي تحتاجها سوق العمل؛ حيث تم تخريج نحو 5 آلاف متدرب من منسوبي القطاعات الأمنية والعسكرية بدول مجلس التعاون الخليجي، في تخصصات متنوعة ذات علاقة بعلوم الطيران، كما يقدم المعهد الكثير من الدراسات والاستشارات العلمية للجهات المختلفة في القطاعين الخاص والعام، ويتعاون المعهد مع المعهد العالمي لإدارة المشاريع (PMI) و«مايكروسوفت» العالمية، وأكاديمية سيسكو العالمية للشبكات، وCSP لأمن المعلومات.