جدة تستعد لاستقبال 4.5 مليون سائح.. وتقيد أسعار دور الإيواء

وسط توقعات بضخ 4 مليارات ريال طيلة الموسم السياحي بزيادة 15%

صورة أرشيفية لمهرجان جدة السابق
TT

توقع منظمو مهرجان «جدة غير 32» لهذا العام تجاوز عائدات المهرجان أربعة مليارات ريال والزائرين نحو 4.5 مليون زائر بزيادة 15 في المائة عن العام الماضي، وذلك بسبب الأحداث السياسية في الدول المجاورة وتزامن المهرجان مع موسم العمرة.

كما توقعوا توفير ما يزيد عن ستة آلاف فرصة عمل في سبعين يوما، المدة المحددة للمهرجان، الذي سيحفل بما يزيد عن مائة فعالية، وأن تشهد دور الإيواء حركة ملحوظة بسبب النقص الكبير الذي تعانيه المدينة في عدد الوحدات السكنية مقارنة بالحضور المتوقع.

وتحركت إلى ذلك السياحة والآثار بوضع خطة لتحديد الأسعار في دور الإيواء ووضع حد أعلى للأسعار قدرته بسبعمائة وخمسين ريالا للشقق المفروشة، وهو الأمر الذي أكده لـ«الشرق الأوسط» محمد العمري المدير التنفيذي لفرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة مكة المكرمة وقال: «قامت الهيئة بالاطلاع على أفضل الممارسات العالمية في مجال مراقبة الجودة وتصنيف الأنشطة السياحية، وتحديد الأسعار، وبناء عليه تم إعداد ضوابط وإجراءات للترخيص، ومعايير للجودة تضمن تقديم الخدمات السياحية بالشكل المطلوب، كما تم تحديد الحد الأعلى لأسعار الإقامة في مرافق الإيواء السياحي بناء على تصنيف تلك المرافق بما يتناسب ومستوى الخدمة المقدمة، مما جعل السعر مرتبطا بنوعية الخدمة المقدمة. ومن أجل ضمان أن يكون السعر مقابل الخدمة المقدمة، كما تم إلغاء رسوم الخدمات المفروضة على النزلاء في دور الإيواء»، مؤكدا أن الهيئة تقوم بجولات رقابية بشكل مستمر للتأكد من الالتزام باشتراطات ومعايير الترخيص والتصنيف والتأكد من إعلان الأسعار المحددة حسب درجة التصنيف، وتطبيق العقوبات بحق المخالفين.

وأكد من جانبه الأمير عبد الله بن سعود بن محمد آل سعود رئيس اللجنة السياحية بالغرفة التجارية الصناعية بجدة ورئيس اللجنة المنظمة لفعاليات مهرجان «جدة غير 32» أن مدة فعاليات المهرجان لهذا العام التي تستمر لـ70 يوما تعتبر أطول مدة في تاريخ مهرجان «جدة غير» والمهرجانات السياحية التي تشهدها عروس البحر الأحمر التي لعبت دورا كبيرا في تعزيز مكانة جدة على خارطة السياحة محليا وعالميا، حيث يحفل هذا الحدث بأكثر من 100 نشاط وبرنامج وفعالية سياحية وترفيهية تناسب مختلف شرائح المجتمع، والتي ستقام بمختلف الأماكن والمرافق الحضارية والسياحية بجدة. وعن تكرار الفعاليات طوال السنوات الماضية قال الأمير عبد الله لـ«الشرق الأوسط» إن الفعاليات لم تتكرر ولكنها تطورت، وهناك فعاليات خاصة للعائلات والأطفال ستطرح لأول مره هذا العام، وهناك نحو 70 مركزا تجاريا ونحو خمسين موقعا سياحيا مشاركا في المهرجان.

ولمح الأمير عبد الله بن سعود إلى أن حفل إطلاق مهرجان «جدة غير 32» سيحظى بمتابعة من قبل عدد كبير من مرتادي وعشاق عروس البحر الأحمر، والذي سيصاحبه أوبريت وطني بمشاركة عدد من الفنانين السعوديين إلى جانب العروض الشيقة للألعاب النارية من البارجات البحرية.

وكشفت سوسن شاذلي العضو المنظم في المهرجان لـ«الشرق الأوسط» عن عدد من الفعاليات التي سيضمنها المهرجان لهذا العام، ومن بينها فعاليات الشخصيات الكرتونية ومشاركة شخصيات «باب الحارة» وعدد من الفعاليات الشبابية العائلية والنسائية والتي تركز الجزء الأكبر منها في الأسواق والمراكز التجارية بسبب ارتفاع درجات الحرارة المتوقعة، مشيرة إلى تدريب فريق من الشباب السعوديين لتقديم الفعاليات.

ومن جانبه قال مازن بن محمد بترجي نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة إن المهرجان سيكون وفق الصورة المشرفة التي تليق بسمعة ومكانة مدينة جدة كعروس للسياحة العربية، مؤكدا الشهرة والرسوخ اللذين حققهما هذا الحدث السياحي والاقتصادي والاجتماعي منذ انطلاقته بعروس البحر الأحمر قبل اثني عشر عاما، وتربعه على عرش الفعاليات السياحية بالمملكة بهوية سعودية عالمية تنطلق من «جدة غير»، مضيفا أن هذا الحدث له أهمية بالغة في دعم وتطوير السياحة المحلية. ومن جهته اعتبر عدنان مندورة الأمين العام لغرفة جدة أن مهرجان «جدة غير» تنشيط للحركة الاقتصادية في جدة وإبراز لمقوماتها الواعدة، وبحكم أن الغرفة التجارية الصناعية بجدة هي التي ستدير هذا الحدث بمشاركة مختلف الجهات والقطاعات، فهذا سيعطي دفعة قوية للحركة الاقتصادية كونها بيت التجار والممثل الرئيسي للقطاع الخاص في جدة، الأمر الذي يجعلها الأكثر دراية باحتياجات القطاع الخاص من غيرها. وأضاف مندورة أن السياحة الداخلية لمدينة جدة تشهد ازديادا في كل عام لاستمرار أعمال اللجان القائمة على تنظيم المهرجانات بجدة بشكل عام ومهرجان «جدة غير» بشكل خاص، في ظل ارتفاع إيرادات السياحة الكلية في المملكة إلى 118 بليون ريال في عام 2015، ونحو 232 بليون ريال في عام 2020، مشيرا إلى أن التقارير تدلل على أن قيمة الناتج المحلي الإجمالي لقطاع السياحة في السعودية تجاوزت 50.2 مليار ريال خلال عام 2009، وبمعدل نمو بلغ 6.8% مقارنة بعام 2008، في حين أسهم القطاع بنحو 3.6% من الناتج المحلي الإجمالي السعودي ونحو 6.9% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي خلال 2009.