ملتقى أبحاث الحج يشهد 66 دراسة عالمية لعلاج قضايا تمس الحج والعمرة والعاصمة المقدسة

دراسة تقترح نظاما مركزيا للتفويج يعتمد على تبادل المعلومات عبر الإنترنت

تجب الإفادة من التقنيات والمستجدات العلمية وصولا إلى ما يحقق أمن وسلامة ورفاهية الحجاج والمعتمرين والزوار («الشرق الأوسط»)
TT

ما بين مشكلات النقل، وأخرى تتعلق بتحسين مواضع البنية التحتية للعاصمة المقدسة، شهدت أروقة ملتقى أبحاث الحج والعمرة في مكة المكرمة صباح أمس، قائمة طويلة من الدراسات الاستراتيجية والمحورية التي وصل عددها إلى نحو 66 دراسة، شكلت اهتمام وكالات أنباء عالمية حضرت لسبر أغوار أبرز الأوراق العلمية المهمة لجعل مكة المكرمة في مصاف الدول المتقدمة.

وتطرق الدكتور حبيب بن مصطفى زين العابدين، وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية رئيس الإدارة المركزية للمشروعات التطويرية، في ورقته التي قدمها في بداية الجلسة إلى بعض الأمثلة عن مشروعات تأخرت كثيرا وجاء حلها سريعا، فكان منها الفعال، ومنها الذي قد يُهدم ولم يبلغ العمر الافتراضي له، ومنها ما قد يعوق التنمية المستدامة، أو قد يزيد المشكلات القائمة حدة.

وأشار زين العابدين إلى أنه من الممكن أن نجد حلولا مساعدة لكي تأخذ المشروعات حقها في الدراسة من جميع الجهات المعنية ذات العلاقة، وإذا ما نشأ خلاف جذري وأساسي فهناك الكثير من الحلول التي تفصل في حل عن آخر وتفضل بديلا عن بديل من خلال التجربة العملية.

من جهته، قدم الدكتور باسم بن جميل ظفر، وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، ورقته التي عنونها «برامج محاكاة حركة الحشود البشرية والتحكم في الزحام بالحرم المكي الشريف والمشاعر المقدسة»، حيث إن هذه الورقة تقيم برامج محاكاة حركة الحشود البشرية والتي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وبرامج المحاكاة.

وعدد الباحث أسباب تكون بؤر الزحام في حركة قاصدي بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة، وعناصر إدارة حركة المشاة، حيث إن الهدف الذي تم وضعه هو على وجه الدقة تحديد العوامل التي ستسمح بالتحكم في حركة سريان المشاة مع الحفاظ على سلامتهم، مع اعتبار وضع جميع الاحتمالات لمواجهة أي ظرف طارئ في النظام المقترح.

وأشار ظفر إلى أن المقترحات المقدمة في هذا البحث سوف تفتح الطريق نحو معرفة الأسلوب الأمثل للتخطيط للتوسعة القادمة للحرم المكي الشريف وكيفية تطويع المشاريع العمرانية العملاقة حول الحرم لخدمة الخطة الاستراتيجية نحو البناء المتكامل للحرم الشريف، وأن الحل المقترح سيمكن من تحويل حركة المشاة من عشوائية غير منظمة تصعب السيطرة عليها إلى نموذج حركي يمكن قياس مدخلاته ومخرجاته ومدى فعاليته ويسهل جدا تطبيقه على أرض الواقع، كما يمكن ضبط أي بداية لتكون بؤر زحام والعمل على إنهائها بيسر وسهولة. وأضاف وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج أن الدراسة تتيح الوصول إلى أماكن تنقل أعداد كبيرة من قاصدي بيت الله الحرام في وقت قياسي للطواف، مع القدرة على منع التصادمات وتكون نقاط الزحام، مضيفا أن الظروف الراهنة والمتغيرات التي حدثت في السنوات الأخيرة والتي من أهمها تزايد أعداد المسلمين وسهولة وسائل المواصلات وتعددها وفتح المجال أمام المسلمين للقدوم للعمرة طوال العام وزيادة أعداد الحجاج عاما بعد عام، وكذلك مرونة إجراءات القدوم للمملكة إما للعمل أو للزيارة وغير ذلك، كلها مبررات تتطلب سرعة إعادة النظر في منطقة الحرم والمنطقة المحيطة بها، وإعداد خطط جديدة ومختلفة عن كل سابقاتها.

وتناول المهندس غازي بن إبراهيم الدعجاني، عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى بقسم هندسة الحاسبات، ورقة بعنوان «دراسة العلاقة بين سلوكيات حشود الحجاج في المشاعر المقدسة والحركة العشوائية للغازات (الحركة البارونية) بواسطة الرؤية بالحاسب»، مشيرا إلى أن الدراسات الحديثة المتعلقة بالحشود والتجمعات البشرية دعت إلى الحرص على فهم سلوك تلك الحشود لإيجاد الحلول العلمية المناسبة التي تصف سلوكيات الحشود التي من شأنها توفير معطيات صحيحة لتسهم بذلك في بناء الخطط المستقبلية لحل الاختناقات وتسهم في توفير قواعد بيانات يتم الرجوع إليها لتطوير البنية التحتية.

وأكد الباحث أن هذا يعكس مدى أهمية الحرص على إيجاد حلول، وذلك بطرق علمية تثبت ذلك، ولعل من أبرز الميادين التي تتعلق بدراسة تلك الحشود والتجمعات البشرية هو إيجاد الحلول العلمية المناسبة باستخدام الرؤية بالحاسب لدراسة ومعالجة صور تلك التجمعات البشرية، وعليه فقد انصب هدف هذا البحث لتعرف على ربط العلاقة بين حركة الحشود والحركة العشوائية للغازات، حيث أظهرت نتائج البحث مدى التقارب في ذلك لما يعطينا من رؤية لتنبؤ لما قد يظهر في التجمعات البشرية، والذي يوفر النظرة الثاقبة في إبراز خصائص سلوك الجمهور للحصول بعد ذلك على الحلول المناسبة لرصد الحشود ثم إعطاء تلك النتائج لمتخذي القرار في بناء الخطط المستقبلية لحل الاختناقات في منطقة الحشود.

واقترح الدكتور علي السمري، أستاذ مساعد في جامعة طيبة، في ورقته التي بعنوان «ميكنة عملية إدارة التفويج أثناء موسم الحج» نظام التفويج المقترح والذي يتكون من نظام رئيسي أو مركزي وعدة أنظمة فرعية متصلة مع بعضها بعضا عن طريق الإنترنت، وعند كل نقطة تفويج يوضع نظام فرعي أو أكثر لإدارة عملية التفويج عند هذه النقطة، كل نظام فرعي يقوم بالتعرف على الحاج بطريقة ذاتية، ومن أين جاء، وإلى أين سيذهب، ثم تسجيل هذه البيانات، ثم يمكن تبادل هذه البيانات مع النظام المركزي والأنظمة الفرعية المجاورة. في هذا النظام سوف تتم دراسة التقنيات المختلفة التي يمكن تطبيقها في هذا النظام ثم اختيار أفضلها حتى تتم عملية التفويج بسرعة ودقة عالية.

ويهدف هذا المقترح إلى استخلاص أفضل التقنيات لميكنة عملية التفويج أثناء موسم الحج، وضمان سرعة ودقة عملية التفويج، وتيسير وراحة الحجاج أثناء عملية التفويج، ومعرفة مكان أي حاج في أي وقت، والمقدرة على التخاطب مع الحجاج، وعلى إرشادهم، بالإضافة إلى القدرة على عمل إحصائيات على تدفق الحجاج، وتمكين المسؤولين من عمل الخطط المستقبلية لعملية التفويج.

وعرض الدكتور سليم بن محمود البوسطة، خبير وزارة الشؤون البلدية والقروية في ورقته التي كانت بعنوان «إدارة الحشود في منطقة ومنشأة الجمرات» المنظومة الشاملة لحركة المشاة في منطقة ومنشأة الجمرات ومساراتها والطرقات المؤدية إليها ومنها والبرامج والعوامل الضابطة للمنظومة، حيث أثبتت التطبيقات في مواسم الحج الخمسة الماضية أهمية استخدام المنهجية العلمية والخبرات المحلية والعالمية في وضع الخطط والتصميم والإدارة والتنفيذ، وقد تمت مصاحبة تطوير منظومة إدارة الحشود للاستفادة من البحث العلمي واستخدام التكنولوجيا الحديثة في المراقبة التلفزيونية والتتبع الفوري بالفيديو للتدفقات ورصد أعداد الحجاج وكثافاتهم وسرعة الحركة، وكان الهدف الأساسي هنا هو ضبط التوازن في توزيع الكتلة البشرية القادمة من مختلف الاتجاهات بالتساوي على مختلف المستويات الخمسة للجمرات، والحفاظ على الانسيابية في حركة دخول وخروج الحجاج في كامل المنطقة ومرافقها.

ويهدف الملتقى العلمي الحادي عشر لأبحاث الحج، والذي ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى تقريب الرؤى المستقبلية وتحقيق أداء متفوق للأعمال، وتسهيل تحقيق الأهداف الاستراتيجية في خدمة ضيوف الرحمن ضمن مناخ علمي يجتمع فيه المختصون والمسؤولون والعاملون والشركات المتخصصة في مجال الحج والعمرة لعرض خلاصة ما لديهم من أبحاث ودراسات ومقترحات وتبادل وجهات النظر، والإفادة من أحدث التقنيات العالمية والمستجدات العلمية نحو التطوير المستمر للوصول إلى ما يحقق أمن وسلامة ورفاهية الحجاج والمعتمرين والزوار.

كما يتيح الملتقى تعزيز العلاقات بين مختلف الجهات العاملة وزيادة التعاون بينها، وإقامة شراكة استراتيجية تهدف إلى تحقيق الجودة في الخدمات والتنمية المستدامة. ويصاحب الملتقى «معرض الحج والعمرة» السنوي الأول والذي يهدف إلى استقطاب الشركات المحلية والدولية المختلفة لإبراز أحدث ما تقدمه من خدمات مع التعريف بجهود الدولة والجهات العاملة في الحج والعمرة.

إلى ذلك، طالب الدكتور خالد ظفر، مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة، بأهمية تطبيق نظام الهاسب (HACCP)، وهو نظام يهدف لتطبيق معايير عالية الجودة لضمان سلامة الغذاء أثناء عملية الإعداد والتحضير والتداول والطرق الأساسية لحفظ الأغذية وعلاقتها بالتلوث من أجل تفعيل دور المرصد الغذائي بمستشفيات المشاعر المقدسة والحصول على غذاء صحي وآمن وفق حالة المريض الصحية، وأن مراجعة وضبط هذه المعايير باستمرار يساعد على إتقانها ومعرفة العمليات المؤثرة على جودة المنتج النهائية مما يؤدي إلى تحسينه وتطويره.

وأفاد بأن الغرض من تطبيق هذا النظام هو وقاية متناولي الوجبات من التلوث والتسمم الغذائي، وتطبيق الشروط والمواصفات المطلوبة، ومنع المخالفات غير النظامية، ومنع تداول أغذية فاسدة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، والارتقاء بالوعي الإرشادي الصحي للعاملين والمحافظة على درجة الجودة المطلوبة، والحد من المشكلات التي تنشأ نتيجة إهمال تطبيق الاشتراطات الصحية والعمل على إيجاد الحلول اللازمة لها، ناهيك عن زيادة كفاءة الإنتاج للعاملين والمحافظين على أداء مستوى جيد من حيث تغير المفاهيم الخاطئة وإعطائهم الإرشادات أو المقترحات المناسبة للرفع من مستواهم.

الناتج النهائي للخدمة الغذائية بعد تطبيق نظام الهاسب هو سلامة وصحة الغذاء المقدم، ومطابقة الوجبة للقواعد الصحية، وسرعة التقديم للوجبة بالطعم الجيد ودرجة الحرارة المناسبة، والخدمة المتميزة والراقية وفق قوائم الوجبات، والتخلص الآمن من المهملات، ووضع برنامج زمني محدد للتنظيف والتعقيم بطريقة فعالة وصحية وصحة العمالة وتوفير سبل الوقاية والسلامة بالموقع.

أما الدكتور غازي الدعجاني، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، فأشار في دراسته بعنوان «دراسة العلاقة بين سلوكيات حشود الحجاج في المشاعر المقدسة والحركة العشوائية للغازات (الحركة البارونية) بواسطة الرؤية بالحاسب»، إلى أن الدراسات الحديثة المتعلقة بالحشود والتجمعات البشرية أكدت على ضرورة الحرص على فهم سلوك تلك الحشود لإيجاد الحلول العلمية المناسبة لوصف سلوكيات الحشود والتي من شأنها توفير معطيات صحيحة لتسهم بذلك في بناء الخطط المستقبلية لحل الاختناقات.

وقال إن دراسته تسهم في توفير قواعد بيانات يتم الرجوع إليها لتطوير البنية التحتية، وهذا يعكس مدى أهمية الحرص على إيجاد حلول، وذلك بطرق علمية تثبت ذلك، ولعل من أبرز الميادين التي تتعلق بدراسة تلك الحشود والتجمعات البشرية هو إيجاد الحلول العلمية المناسبة باستخدام الرؤية بالحاسب لدراسة ومعالجة صور تلك التجمعات البشرية، وعليه فقد انصب هدف هذا البحث على التعرف على ربط العلاقة بين حركة الحشود والحركة العشوائية للغازات.

وأضاف أن نتائج البحث أظهرت مدى التقارب في ذلك، لما يعطينا من رؤية لتنبؤ ما قد يظهر في التجمعات البشرية، وهو ما يوفر لنا النظرة الثاقبة في إبراز خصائص سلوك الجمهور للحصول بعد ذلك على الحلول المناسبة لرصد الحشود ثم إعطاء تلك النتائج لمتخذي القرار لبناء الخطط المستقبلية لحل الاختناقات في منطقة الحشود.

من جانبه، قال الدكتور محمد إدريس، وكيل معهد خادم الحرمين الشريفين، للشؤون الأكاديمية، إن المنطقة المركزية لمدينة مكة المكرمة شهدت نهضة عمرانية جبارة خلال العقود الماضية، تمثلت في توسعة المسجد الحرام وإنشاء الكثير من المشاريع الضخمة ذات الارتفاعات العالية لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الحجاج والمعتمرين والزوار، غير أن هذه النهضة العمرانية تركزت في أماكن الإيواء والخدمات ورفع الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام، ولم تراع الفراغات العمرانية التي تخدم المنطقة وتنقل الحركة من المساكن إلى المسجد الحرام وتساعد في تحسين الظروف البيئية في المناطق المزدحمة وامتصاصها للزحام. وقال إنها ستوفر أيضا مواقع استراحات للحجاج الكبار في السن والحجاج القادمين من مساكن بعيدة، إضافة للكثير من النشاطات الخارجية، وخلال المواسم تشهد الفراغات العمرانية في المنطقة المركزية ارتفاعا ملحوظا في كثافة المشاة عليها، وتصل الكثافات في بعض الأحيان كما بينت الدراسات السابقة إلى معدلات تفوق المعدلات الطبيعية خصوصا على الشوارع الرئيسية، إضافة إلى اختلاط حركة المشاة مع المركبات في معظم الطرق لعدم وجود ممرات خاصة بالمشاة، وحدوث الكثير من الحوادث المتفرقة.

وتسعى الدراسة التي تتبع المنهج الوصفي التحليلي وتعتمد على الدراسات السابقة والأعمال الميدانية في جمع المعلومات، إلى تقديم الأسس والمرتكزات التصميمية التي تحسن وتهيئ الفراغات العمرانية بالمنطقة المركزية بمكة المكرمة لمستخدميها وذلك من خلال مراجعة موضوع الفراغات العمرانية والأسس والمرتكزات التصميمية لها، والتعرف على الوضع الراهن للمنطقة المركزية بصفه عامة وللفراغات العمرانية بصفة خاصة، وحصر وتحديد الفراغات العمرانية الرئيسية في المنطقة المركزية، والخصائص العمرانية والهندسية للفراغات العمرانية بالمنطقة المركزية، وحصر الكثافات وتحديد أوقات الذروة في الفراغات العمرانية الرئيسية، وتحديد الأنشطة المختلفة لمستخدمي الفراغات، ومحاكاة التجارب العالمية في مجال تصميم للفراغات العمرانية، والتعرف على النمو العمراني لمتوقع للمنطقة المركزية، والتعرف على الظروف البيئية بالمنطقة المركزية وتأثيرها على الفراغات العمرانية، والتلوث الضوضائي، وأحوال المناخ، وتلوث الهواء، والتلوث الصحي. وتنتهي الدراسة بتقديم الأسس والمرتكزات التصميمية التي تساعد في تحسين وتهيئة الفراغات العمرانية بالمنطقة المركزية بمكة المكرمة لمستخدميها.

أما الدكتور شوكت عبد اللطيف، عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم، فقد بحث في دراسته تطوير تقييم البرامج الأولية والممارسات الصحية المتبعة بالمجزرة الحديثة ومدى مطابقتها لمتطلبات تطبيق نظام الهاسب، وتحديد أوجه القصور غير المطابقة لمتطلبات نظام الهاسب والطرق التصحيحية المطلوبة لاستكمال البرامج الأولية بها، واستحداث وتطبيق نظام للجودة مبني على مبادئ نظام الهاسب في المجزرة الحديثة التي تتوافر بها البرامج الأولية، ورصد وتحديد مصادر التلوث الميكروبي للذبائح خلال عمليات الذبح والتجهيز، والعمل على الحد من التلوث الميكروبي للذبائح من خلال وضع آليات لمنعه.

ومن نتائج دراسته، تقييم طريقة تشغيل المجزرة الحديثة على أساس نظام تحليل المخاطر لنقاط التحكم الحرجة هاسب، وتم التحقق على الطبيعة من دقة وصحة مخطط تسلسل خطوات إعداد وتجهيز الذبائح بالمجزرة الحديثة، وتحديد النقاط الحرجة خلال خطوات إعداد وتجهيز الذبائح والتي قد تؤدي إلى ملوثات ميكروبيولوجية ومخاطر صحية، ووضع آلية للحد من المخاطر الصحية عن طريق النقاط الحرجة التي تؤدي إلى التلوث الميكروبي للذبائح.

وأوصى بأنه يمكن تطوير طريقة تشغيل المجزرة الحديثة على أساس نظام تحليل المخاطر لنقاط التحكم الحرجة هاسب، وإمكانية تطبيق نظام تحليل المخاطر لنقاط التحكم الحرجة بالمجزرة الحديثة إذا تم اتباع التعليمات بدقة شديدة، والتي تؤدي إلى التخلص من النقاط الحرجة خلال تسلسل جميع خطوات إنتاج الذبائح من نقطة الذبح مرورا بعمليات الإعداد والتجهيز وصولا إلى عنابر الحفظ والتخزين، وتحديث آلية لسلخ الأغنام وأجهزة سلخ متطورة بدلا من السلخ اليدوي الذي احتل دورا كبيرا في تحديد النقاط الحرجة.

الدكتورة مارية الزهراني، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، أوضحت أنه نظرا لازدياد عدد حالات التسمم التي تحدث بين بعض المعتمرين خاصة في موسم الصيف، فقد كان الهدف من البحث هو التعرف على مدى الإصابة بالتسمم الغذائي بين المعتمرين، وبعض العوامل المؤدية إلى الإصابة به، وقد جمعت البيانات عن طريق الاستبيان بطريق الصدفة على عينة من المعتمرين الموجودين في الساحات الخارجية للحرم المكي الشريف خلال الفترة من 1430 - 1431 هـ، وبعد جمع البيانات قسمت العينة إلى قسمين: سعوديين بنسبة 38%، وغير سعوديين 62%.

وقد أظهرت نتائج البحث ارتفاع مستوى الوعي الغذائي بين السعوديين وغير السعوديين (65.8%، 68.5%) على التوالي، مع ارتفاع معدل الإصابة بالتسمم الغذائي أثناء أداء مناسك العمرة بين غير السعوديين (33.5%) مقارنة بالسعوديين (26.3%)؛ كما ظهر وجود الكثير من العوامل المؤدية للإصابة بالتسمم الغذائي بين المعتمرين، منها الجنس والتعليم والإصابة بالأمراض المزمنة وبعض الممارسات الغذائية الخاطئة كعدم الاهتمام بالنظافة ومكان تناول الطعام الملوث؛ وقد أجمع الغالبية على تناول طعامه المسبب للتسمم الغذائي في السوق والأماكن العامة وبفروق دالة إحصائيا، مما يؤكد أهمية البرامج الموجهة لصحة وسلامة الغذاء للوقاية من التسمم الغذائي بين المعتمرين باستخدام الكثير من الوسائل التثقيفية ومنها الوسائط المتعددة والتلفزيون.