حائل: تأخر الإعلان عن برنامج الصيف يدخل القطاع السياحي في «ربكة»

مخاوف في المنطقة من فقدان حصتها من العوائد المادية التي تنتظر مدن البلاد

TT

على بعد أسبوع واحد فقط من بدء إجازة نهاية العام، التي تنطلق مع انتهاء اختبارات الفصل الدراسي الثاني، يقف سكان منطقة حائل حائرين إزاء البرنامج السياحي الصيفي في منطقتهم، حيث لا تزال الأنظار تتجه صوب أمانة منطقة حائل التي تم تكليفها هذا العام بإعداد البرنامج السياحي في المنطقة. وستكون إجازة الصيف للعام الحالي، هي الأقصر، مقارنة بالإجازات الصيفية السابقة، حيث ستستمر لمدة شهرين وعشرين يوما فقط. ولعل اللافت هنا، أن مسيري المهرجانات السياحية سيكون أمامهم فرصة شهر واحد أي قبل دخول شهر رمضان لتنظيم مهرجاناتهم لكي لا تفقد منطقة حائل حصتها من العائدات السياحية لهذا العام، التي يتوقع أن تزداد نظرا لحالة الربيع العربي التي عاشتها المنطقة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وأسفرت عن تغيير الخارطة السياسية لبعض دول المنطقة مثل تونس ومصر، فيما وضعت البعض الآخر على طريق التغيير، كما يحصل في كل من ليبيا وسوريا واليمن، حيث يتوقع أن تشهد هذه المهرجانات تنافسا لاستقطاب السياح والزوار لتحقيق أهدافهم من العوائد المالية.

وكان الأمير سلطان بن سلمان أعلن مؤخرا عن المهرجانات السياحية لصيف هذا العام شملت مناطق عدة وخاصة المناطق السياحية والمصايف الجنوبية.

وفي المقابل، تخوف عاملون في القطاع السياحي بمنطقة حائل أن يتأثر الموسم السياحي هذا العام نظير تأخر الإعلان عن مهرجانها والفعاليات السياحية وهو ما سبب إرباكا للقطاع السياحي في المنطقة جراء التأخير، خاصة أن المنطقة على بعد أيام من بدء الإجازة، ووسط تحول وجهات السعوديين وخاصة العائلات، إلى الداخل بعد امتداد رقعة الثورات العربية، التي طالت دولا وتأثرت أخرى بها، والتي كانت سابقا تمثل إحدى وجهات العائلة السعودية. وهنا يؤكد علي الغالب عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بحائل ويعمل في قطاع الإيواء السياحي أن بعض القطاعات السياحية وخاصة قطاع الإيواء بدأت بالاستعداد باكرا لهذا الموسم بالتجهيز وعمل الترتيبات اللازمة قبل بدء تدفق السياح واستقبال الحجوزات. وتوقع الغالب أن يكون الإشغال بنسب عالية في هذا الموسم، خاصة أن حائل في الإجازات السابقة تسجل معدلات عالية. ومع هذه الظروف توقع الغالب ارتفاع العدد بشكل لافت، فيما شدد على أهمية أن تحقق المنطقة عوائد عالية خلال موسم الصيف وخاصة بقطاع الإيواء والخدمات والترفيهية.

ومن جهته كشف مصدر لـ«الشرق الأوسط» عن أن جهاز الهيئة العامة للسياحة والآثار بحائل لن يكون مسؤولا عن تنظيم مهرجان الصيف لهذا العام حيث ستقوم أمانة حائل بتنظيمه وتم مؤخرا طرحه للمستثمرين وينتظر فتح المظاريف خلال الأيام القليلة المقبلة ليعلن عن اسم الشركة المتخصصة بتنظيمه، ومن المتوقع أن يحتضن متنزه المغواة الترفيهي جل فعاليات المهرجان.

وأبدى الكثير من العاملين في القطاع السياحي تخوفهم من تأخر الإعلان عن موعد المهرجان ومطالبتهم بتنوع الفعاليات لتشمل العائلات والشباب وأن يستمر لفترة أطول، ويشمل أيضا مهرجان عيد الفطر وفعالياته ومواقعها.

ويتخوف العاملون في القطاع السياحي كذلك، أن يؤدي تأخر الإعلان عن فعاليات الصيف في المنطقة إلى إرباك جدولة رحلات الطيران لحائل التي تشهد تنامي الطلب عليه داخليا مع عدد رحلات لا يستوعب المسافرين وهو ما بات يؤثر سلبا ويؤرق أهالي المنطقة، خصوصا المرضى المحولين للمستشفيات التخصصية بالعاصمة الرياض والزوار والسياح القادمين لحائل، وقاد ذلك البعض للاتجاه لمطارات آخر منها مطار القصيم للسفر جوا وهو أقرب مطار للمنطقة. وفي مقابل ذلك يؤكد هنا محمد المحيميد المدير العام في وكالة المؤيد للسفر والسياحة أن الثورات العربية وخاصة مصر وتونس وسوريا قادت السائح السعودي لتغيير وجهته للداخل أو إلى دول أخرى منها دول شرق آسيا التي شهدت طلبا كبيرا من قبل السياح مع تركيا وهي الأخرى حظيت بطلبات وحجوزات متعددة لم تسجل منذ سنوات.

وشدد محمد المحيميد على أن ضعف البنى التحتية في بعض المناطق السياحية داخليا هو سبب بتسرب السياح خارجيا مع ارتفاع الأسعار كسبب مباشر. وفي مقابل ذلك ينتظر أرباب الأسر بمنطقة حائل الإعلان عن المهرجانات السياحية لمواعيدها وفعالياتها المصاحبة للبدء بعمل الحجوزات تخوفا من الزحام المتوقع عليها، وتوقع عاملون في القطاع السياحي إقبالا كبيرا في هذا الموسم بكثافة وبرروا توقعهم ذلك بما حدث خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني حيث شهدت المواقع السياحية إقبالا كبيرا من الزوار والسياح على الرغم من قصر مدة الإجازة.