محافظو المناطق يستفيدون من التجربة اليونانية في توظيف المباني التاريخية

عقب زيارة استطلاعية لمحافظي وأمناء بلديات ومناطق للتعرف على أساليب الحفاظ على مواقع التراث العمراني في الخارج

عمدة بلدة بيلوبونيز التراثية يرافق الوفد في جولة فيها
TT

أكد عدد من المحافظين المشاركين في الزيارة التي نظمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار مؤخرا، لاستطلاع التجربة اليونانية في الحفاظ على مواقع التراث العمراني، على نجاح هذه الزيارة التي شملت أيضا أمناء ورؤساء بلديات، وأهمية ما حققته من نتائج في التعرف على أساليب الحفاظ على مباني ومواقع التراث العمراني، وطرق التعامل مع هذه المواقع وتحويلها إلى مصدر جذب سياحي.

ويأتي تنظيم هذه الزيارة بتوجيه وإشراف مباشر من رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، والتي تهدف لرفع الوعي لدى المسؤولين من شركاء الهيئة بأهمية التراث العمراني واهتمام الدول المتقدمة في الحفاظ عليه لما يمثله من بعد حضاري وسجل تاريخي، من أجل الحفاظ على التراث العمراني وتنميته وتحويله من آيل للسقوط إلى قابل للتنمية والاستثمار.

وأكد الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل محافظ المجمعة على أهمية هذه الزيارة في الاطلاع عن قرب على تجارب الدول المتقدمة في مشاريع حماية التراث العمراني والاستفادة منه اقتصاديا، مشيرا إلى أن هذه الزيارة كانت زيارة عمل ثرية بالمعلومات والأنشطة التي استفاد منها المشاركون كثيرا.

وأضاف محافظ المجمعة: «لقد استفدنا من هذه المبادرة الجميلة عددا من الفوائد الهامة وفي مقدمتها الاهتمام بالتراث والآثار والسياحة، وكذلك الاستماع إلى الخبرات اليونانية والاستفادة من تجاربها، وقد كانت رحلة غنية وموفقة اجتمعنا فيها مع وزير السياحة اليوناني والمسؤولين في وزارة الثقافة والسياحة اليونانية ومسؤولي بلدية أثينا، واطلعنا على تجربة أثينا في حماية التراث والاستفادة منه اقتصاديا».

وأوضح محافظ المجمعة أنه استفاد من الزيارة في نقل بعض الأفكار لمشروع تطوير البلدة التاريخية في المجمعة الذي يجري العمل عليه حاليا لا سيما وأن تجربة أثينا في تطوير الوسط التاريخي للمدينة تجربة مميزة ومفيدة. من جانبه، قال مران بن قويد محافظ شقراء، إنه استخلص من هذه الرحلة إدراك أهمية العمل المشترك بين القطاعات والأجهزة الحكومية والقطاع الخاص للرقي بالتراث العمراني واستثماره سياحيا وبأن المحافظات لا بد أن يكون لها دور كبير كقيادة محلية في دعم جهود المحافظة على التراث العمراني والتنسيق بين الأجهزة الحكومية في هذا المجال وكذلك تثقيف المجتمع وإعطاؤه التوعية اللازمة عن أهمية السياحة ومردودها الاقتصادي.

وأكد المهندس عبد الرحمن عبد الحق محافظ جزيرة فرسان، أن اشتراك مسؤولين من محافظين وأمناء ورؤساء بلديات في الزيارة أسهم في تداول الآراء والمناقشات فيما بينهم ومناقشة سبل تطبيق التجربة اليونانية في المواقع الأثرية والتراثية في المملكة.

وقال: «لا شك أن حضورنا كمحافظين وأمناء بلديات ومناطق، أوجد روح العمل الجماعي ومناقشة الاستفادة من التجارب اليونانية المميزة في الحفاظ على المواقع التاريخية، وجعلها سجلا تاريخيا قائما تستفيد منه الأجيال، ونحن في الحقيقة استفدنا من هذه الزيارة في الحصول على معلومات هامة في كيفية حماية الآثار والاستفادة منها خاصة أن لدينا مواقع أثرية هامة وجميلة في فرسان نسعى إلى حمايتها ومواقع تراثية سنعمل على تأهيلها».

وأبان عبد الله الجاسر محافظ القريات، أن اختيار اليونان لهذه الزيارة لما تزخر به من مواقع أثرية وتراثية متعددة. وقال: «لا شك أن الهيئة العامة للسياحة والآثار درست التجربة من قبل واستفادت من التجارب السابقة. وأعتقد أن اختيار اليونان للزيارة جعلها أكثر ثراء وفائدة فهي بلد متعدد الحضارات، والأماكن التي قمنا بزيارتها كان لها الأثر الكبير في تكوين معلومات لدينا عن الآثار وكيفية الاستفادة منها واستثمارها، وقد أصبح لدينا من خلال زيارتنا، ثقافة المحافظة على الآثار والاستفادة منها، وأهمية مشاركة القطاع الخاص في استثمار مباني التراث العمراني في الفنادق التراثية والمتاحف وغيرها».

ويشير كساب المويشير محافظ دومة الجندل إلى النتائج الجيدة التي استخلصها المحافظون ورؤساء البلديات من هذه الزيارة في التعرف على التجربة اليونانية المميزة والعمل على تطبيق الطرق الحديثة المتبعة في البلدات التراثية التي تم استثمارها اقتصاديا. ويقول: «لقد تركت هذه الزيارة الأثر الجيد في نفسي وسأعمل على تطبيق ما رأيته على أرض الواقع مشيرا إلى أهمية تطبيق الأنظمة المتعلقة بالتراث العمراني واهتمام جميع مسؤولي الأجهزة الحكومية في تفعيل التعاون لخدمة التراث العمراني وتوعية المجتمع بأهمية استثمار هذا التراث سياحيا وثقافيا». ويبين سلطان آل سلطان محافظ تيماء، أهمية التراث العمراني في المملكة وأهمية التوعية بقيمته التاريخية وآثاره الاقتصادية والثقافية قياسا بما رآه من مواقع يونانية غيرت نظرته وقناعاته حول الاستفادة من مواقع التراث العمراني. ويقول: «اكتسبنا من هذه الرحلة فوائد كثيرة في التعرف على الطرق الحديثة في توظيف المباني التاريخية لخدمة العمل السياحي، مشيرا إلى أهمية تفعيل ودعم خطط هيئة السياحة وتعاون المسؤولين والمستثمرين والمواطنين لإنجاح ذلك».