محافظة سعودية تلفت الأنظار بجائزة أفضل مشروع من منظمة السياحة العالمية

لفوزها بـ«مشروع القرية التراثية» وبحضور سفير خادم الحرمين لدى البرتغال

الأمير سلطان بن سلمان في زيارته الأخيرة لبلدة الغاط التراثية («الشرق الأوسط»)
TT

استطاعت محافظة الغاط أن تلفت الأنظار بجائزة «أفضل مشروع» من منظمة السياحة العالمية، وذلك باعتباره مشروعا اقتصاديا متكاملا، نظرا لما يمثله من مورد اقتصادي مهم يسهم في تنمية المنطقة.

جاء إعلان منظمة السياحة العالمية فوز مشروع القرية التراثية بالغاط بجائزة يوليسيس، كـ«أفضل مشروع بلدة تراثية»، بترشيح من الهيئة العامة للسياحة والآثار، ليتوج جهود أهالي الغاط لإنجاز وتميز هذا المشروع، وذلك من خلال الجمعية التعاونية للبلدة التراثية، التي كانت من أبرز أسباب الفوز بالجائزة.

وتهدف الفعاليات التي تُقام بالقرية التراثية من خلال تنظيم أسواق شعبية ومهرجانات متنوعة وأنشطة ثقافية، وكذلك أنشطة تراثية، إلى أن تكون القرية منطقة جذب سياحي، من خلال وجود النزل والمنشآت فيها، وكذلك وجود عدد من المواقع السياحية والتراثية التي تم تطويرها، كما أنها تسهم في توفير فرص العمل، وتشجع الاستثمار في مجال ترميم مباني التراث العمراني وإعادة تأهيلها وتوظيفها كنزل ومطاعم سياحية، وزيادة نمو وتشغيل الخدمات المساندة، مثل الفنادق والشقق المفروشة والمطاعم والنقل، إضافة إلى دعم وتسويق المنتجات الزراعية والحرفية، والمأكولات المحلية التي ينتجها سكان القرية والمناطق المحيطة بها، وإحياء نشاطات الحرف والصناعات التقليدية، وإبراز تراث المنطقة وثقافتها، والمحافظة على الهوية التراثية العمرانية وزيادة الوعي والتكافل الاجتماعي بين أهالي القرية الواحدة.

وقد تبنت الهيئة العامة للسياحة والآثار مشروع بلدة الغاط القديمة الواقعة جنوب الغاط منذ عدة سنوات، ضمن مشروع تنمية القرى التراثية التابع للهيئة، وشهدت القرية التراثية بالغاط تطويرا كبيرا خلال الفترة الماضية؛ فلم يتوقف هدف الهيئة عند الترميم، بل كان الهدف أن تصبح القرية التراثية بالغاط منتجعا سياحيا وموردا اقتصاديا يسهم في توفير فرص عمل جديدة في المحافظة، ويعمل مع المجتمع المحلي لإيجاد فرص اقتصادية واستثمارية، فضلا عن تعزيزه للسياحة الريفية، وقد تم تنفيذ المشروع بالتعاون مع عدد من الجهات من القطاعين الحكومي والخاص، ومن تلك الجهات: وزارات الشؤون البلدية والقروية، الداخلية، الشؤون الاجتماعية، النقل، الزراعة، المياه والكهرباء، الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بجانب مبادرة أهالي المحافظة بتقديم مبالغ مالية لتأهيل البلدة القديمة وترميم المباني التراثية التي تحمل من المقومات ما يجعلها مثالا للقرية التراثية التي يتم تأهيلها تراثيا وسياحيا، وهو ما تسعى إليه الهيئة التي أنجزت الكثير من المواقع والمعالم بالقرية القديمة في الغاط، مثل: ترميم وإعادة بناء مسجد العوشزة، وإعادة بناء محلات في بلدة الغاط القديمة، وترميم جزء من قصر الإمارة وتوظيفه كمركز للزوار، وإعادة تصميم المحور الحيوي وسط البلدة، إضافة إلى تنفيذ الطريق والساحة وتهيئة الممرات، وإعداد دراسة لتحسين عدد من الخدمات الأساسية المتوفرة، وكذلك إعداد دراسة لتنفيذ عدد من البرامج والفعاليات طوال العام، وإعداد دراسة لتسويق البلدة القديمة، والعمل على ترسية مشروع لتصميم فندق تراثي بالبلدة يشمل عددا من المباني الطينية في البلدة، بهدف إبراز إمكانية توظيف تلك المباني واستثمارها اقتصاديا بما يعود بالفائدة على الملاك والمستثمرين.

ولأن المشروع حقق نقلة كبيرة في مسار تطوير وإعادة تأهيل مواقع التراث العمراني، فهذا ما أهله مؤخرا للفوز بجائزة أفضل مشروع تأهيل بلدة تراثية من منظمة السياحة العالمية في البرتغال مؤخرا؛ حيث منحت المنظمة الجائزة لمشروع تأهيل البلدة التراثية في الغاط ممثلا في الجمعية التعاونية التي تمثل المجتمع المحلي في الغاط، والتي تقوم على مشروع تأهيل البلدة التراثية تحت إشراف الهيئة العامة للسياحة والآثار، وبالتعاون والشراكة مع كثير من الجهات الحكومية، وهو ما يعد تقديرا واعترافا منها بما ينطوي عليه المشروع من أفكار إبداعية في المحافظة على التراث العمراني وإعادة توظيفه اقتصاديا بما يسهم في خلق المزيد من فرص العمل في مشاريع الترميم والتأهيل والفنادق التراثية والخدمات السياحية، والمحافظة على الحرف والصناعات اليدوية، وغيرها من الأعمال والأنشطة التي تجعل من توظيف التراث العمراني منتجا سياحيا يسهم في تنمية وتطوير المجتمعات المحلية.

وكانت منظمة السياحة العالمية في البرتغال أقامت حفلا كبيرا، الأسبوع الماضي، لتسليم جوائز يوليسيس التي تمنحها المنظمة للشخصيات والمشاريع السياحية المتميزة عالميا؛ حيث تسلم الجائزة محافظ الغاط، عبد الله الناصر السديري، وعبد الرحمن الجساس، المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة الرياض، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى البرتغال، هشام بن سلطان القحطاني.