جدة: توجه لإنشاء مطارات وجامعات في المحافظات الصغيرة بمنطقة مكة المكرمة

لتقليص التكدس السكاني في عروس البحر الأحمر

أكثر من 100 مليار ريال تغري 5 آلاف مستثمر ومطور في أول أيام معرض «مستقبل مكة»
TT

كشف مصدر رفيع المستوى في منطقة مكة المكرمة لـ«الشرق الأوسط» عن توجه من قبل إمارة منطقة مكة المكرمة لدعم المحافظات التابعة لها، والعمل على إعادة التوزيع السكاني بإنشاء مطارات وجامعات ومدن صناعية لتوطين السكان في محافظاتهم، بدلا من التنقل إلى المدن الرئيسية، وذلك بعد أن شهدت محافظة جدة تزايدا سكانيا بلغ أكثر من 3 ملايين نسمة.

واعتبر الدكتور عبد العزيز الخضيري وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، على هامش افتتاحه معرض التطوير العمراني والبنية التحتية «مستقبل مكة» الذي يعرض مشاريع تنموية، نيابة عن الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، اعتبر المدن المليونية مدنا للمشكلات بعكس ما يقال، وقال «نحن الآن بصدد عمل موازنة سكانية لدعم المحافظات الصغيرة، التي توجه سكانها نحو المدن الكبيرة مما أدى إلى عدم موازنة بين السكان والمساكن».

وحول سؤاله عن وجود عدد من الأراضي البيضاء إضافة إلى وجود مخططات لم تصل إليها الخدمات، بين الخضيري أن «الحل هو الدعم للمحافظات الأخرى، فهناك وعلى سبيل المثال توجهات لإنشاء مطار محافظة القنفذة، ونشر جامعات جديدة، ومدن صناعية لإيجاد فرص وظيفية لسكان المحافظات، حتى نوطن سكان المحافظات في أماكن إقامتهم، إضافة إلى ميناء الليث الذي سيكون ميناء رديفا لميناء جدة الإسلامي».

وزاد «المخططات لن تصل إليها الخدمات، فنحن في سباق مع الزمن، فالمدن تنمو دون تنمية فيجب أن نفرق بين مفهوم النمو والتنمية، فهناك من يملك أراضي ويخططها لكن ليس مسؤولا عن أن يوفر بها الخدمات، وبالعكس فنحن نبحث عن كيفية أن نبطئ من نمو المدن الرئيسية، ونتجه للمدن والمحافظات الصغيرة، وندعم التنمية فيها، فمحافظة جدة التابعة لمنطقة مكة المكرمة ضمن 11 محافظة تتبع للمنطقة على سبيل المثال يتجاوز سكانها 3 ملايين نسمة، بينما أصغر محافظة هي محافظة الكامل شمال جدة، لا يتجاوز سكانها 25 ألف نسمة، بمعنى أن هناك خللا في التوزيع السكاني وفرص التنمية، فاستراتيجية إمارة منطقة مكة المكرمة الالتفات إلى الخارج، ونحن نحاول حاليا تخفيف الضغط على المدن الرئيسية لنحقق عملية التوازن، وهذه من ضمن استراتيجية الدولة».

وأضاف الخضيري أن المنطقة الغربية تشهد بشكل عام مشاريع عديدة ومتميزة بالمليارات، خاصة مشاريع الطرقات التي تربط بين جدة ومكة المكرمة مع وجود تعثر بسيط لبعض المقاولين، نظرا لقلة أعداد المقاولين لتغطيتها بشكل كاف، فهناك برامج وخطط عديدة لمعالجة تأخر وتعثر المشاريع العالقة إن كانت حكومية أو خاصة.

من جهته، أوضح الدكتور عبد الله مرعي بن محفوظ رئيس شركة «المعارض الوطنية»، الجهة المنظمة للحدث، أن خطة تطوير مكة المكرمة ستساهم في تحويل هذه البقعة المهمة من الوطن إلى إحدى أبرز الوجهات الاستثمارية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، ولا سيما مع تنفيذ مجموعة من المشاريع التنموية الضخمة بقيمة إجمالية تتجاوز 100 مليار ريال سعودي.