مؤسسات خيرية تبحث عن شراكات استراتيجية لمواجهة المخدرات

الخزيم لـ«الشرق الأوسط»: الإدمان أصبح مشكلة اقتصادية واجتماعية حقيقية

TT

تزامنا مع فعاليات اليوم الدولي لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها، تؤسس «مؤسسة الأميرة العنود بنت عبد العزيز الخيرية»، لقاء علميا، بمشاركة نخبة من العلماء والخبراء في مجال العلاج والوقاية من الإدمان، بالتعاون مع اللجنة الوطنية السعودية لمكافحة المخدرات بمقر المؤسسة في العاصمة السعودية الرياض السبت المقبل، بداية لحملة مجتمعية، ترمي للوقاية من المخدرات وتضافر المجهودات الوطنية والدولية لتفعيل رؤى الاستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات.

وأبرز الدكتور يوسف الخزيم، الأمين العام لـ«مؤسسة الأميرة العنود الخيرية»، في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أهمية هذا الملتقى، لأنه يأتي بمثابة قناة مهمة من قنوات التعاطي مع المخدرات، باعتبارها سما قاتلا ينهك الشباب والمجتمع والبنى التحتية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية.

واعتبر الخزيم تعاطي المخدرات وإدمانها مشكلة اجتماعية خطيرة باتت تهدد أمن المجتمعات وسلامتها، مبينا أن الملتقى سوف يتيح للممارسين والمختصين والمهتمين بهذا المجال التعرف على الطرق الجديدة والوسائل الحديثة في مجالات العلاج والتأهيل والوقاية من الإدمان، والتدريب، وأنه يزيد من فرص توعية المجتمع بأبعاد المشكلة وطرق التعامل السليم معها قبل وأثناء وبعد الوقوع في هذه الآفة.

وأضاف: «الإدمان أصبح مشكلة اقتصادية واجتماعية حقيقية. مبينا أن «مؤسسة الأميرة العنود الخيرية» هي المؤسسة الخيرية الوحيدة في السعودية التي تبنت ملف مكافحة المخدرات والوقاية من الإدمان، فـ«تنفيذ الرؤى والخطط تم بإطلاق برنامج دعم المتعافين العام الماضي، وكذلك رصد ميزانية تنفيذ برامج تدريبية تصل إلى 1.5 مليون ريال سعودي بالإضافة إلى تبنيها إطلاق مركز تدريب متخصص في هذا المجال». وأوضح الخزيم أن هناك العديد من الجهات السعودية التي تتعاون معهم في هذا العمل التطوعي الكبير، أبرزها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وصندوق تنمية الموارد البشرية، بالإضافة إلى المؤسسة العامة للتدريب الفني والمهني، معولا عليها في تقليل الطلب على المخدرات عن طريق تقليل عوامل الخطورة في المجتمع وزيادة عوامل النجاح.

ويناقش الملتقى الذي سيستمر ليومين عدة موضوعات؛ من بينها المستجدات الدولية في مجال المخدرات، وسبل تعزيز التعاون بين القطاعات العاملة في المجال، وأهمية التدريب للوقاية من الإدمان، وتجارب الخبراء المشاركين في هذا المجال، بالإضافة إلى مداخلات رئيسية مهمة وجلسات عامة وورش عمل متوازية مع أوراق العمل المنشورة وكذلك مساحة للحوار وتبادل الخبرات الدولية.

وأكد الخزيم أن دعوتهم الخبراء الدوليين للمشاركة في الملتقي المقبل تهدف إلى بناء نواة لشراكة عالمية فعالة، مبينا أنه سيتم العمل على إطلاق عدد من البرامج التدريبية، وكذلك توقيع مذكرات تفاهم مع الجهات الدولية إلى جانب الخروج بتوصيات وتقرير لمشروع «ثادق» الذي سيكون بمثابة النموذج الناجح لتأهيل المتعافين، مشيرا إلى «الدور الجبار الذي تقوم به أمانة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات»، باعتبارها المظلة الرسمية لجميع الجهات العاملة في مجال مكافحة المخدرات من حيث رسم استراتيجيات العمل المنظم في هذا المجال وتنظيم الجهود المشتركة بين الجهات.

وأشار الخزيم إلى الدور الكبير الذي يقوم عليه مشروع «ثادق» الذي يعد ثمرة تعاون بين «مؤسسة الأميرة العنود الخيرية» وبين مع شركاء محليين، ويأتي في مقدمتهم وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات بالسعودية والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وذلك بهدف المساهمة في الحد من أضرار المخدرات بالمجتمع وإعادة دمج المتعافين بالمجتمع وتأهيل المتعافين مهنيا ونفسيا وصحيا، بالإضافة إلى المتعافين من الإدمان والمحولين من جميع مستشفيات «الأمل» بالبلاد، واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.

من ناحيته، أكد الدكتور عمر مانجولا، العضو المنتدب لمنظمة «فابا»، المدير الطبي لمركز «هزلدن» في مينيسوتا، وهو أحد الخبراء البارزين في مجال علاج الإدمان، استعداده للتعاون مع المؤسسة لتأهيل الممارسين العاملين في مجال الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن «تجربة المشاركة رائعة في اللقاء العلمي على جانب اليوم العالمي لمكافحة المخدرات بالسعودية التي من شأنها تفعيل العمل في هذا الاتجاه».

هذا، وستتناول الأوراق المطروحة في الملتقى التدريب، والوقاية من الإدمان، والعمل على توعية الأسرة، بالإضافة إلى برامج إعادة دمج المتعافين في المجتمع، وبرامج التأهيل في السجون والأحداث.