مكة المكرمة: السكان يطالبون بافتتاح فوري لمستشفيات المشاعر طوال العام

الأهالي: لأول مرة نشاهد طوارئ المستشفيات على الكراسي المتحركة

مستشفيات العاصمة تعاني كثرة المراجعين من المعتمرين والمواطنين والمقيمين («الشرق الأوسط»)
TT

طالب سكان مكة المكرمة بافتتاح فوري لمستشفيات المشاعر المقدسة في العاصمة المقدسة، بسبب ما وصفوه بـ«تردي» الوضع الصحي، في 3 مستشفيات رئيسية في المدينة تعاني ضغطا كبيرا بسبب استقبالها اليومي للمعتمرين والوافدين والمواطنين على حد سواء.

ودافعت الإدارة العامة للشؤون الصحية في منطقة مكة المكرمة، على لسان المتحدث الرسمي فائق حسنين، عن بنيتها التحتية وسلامة خدماتها، موضحة أن مستشفى النور التخصصي، من خلال الأشهر القليلة المقبلة، وبعد الدعم الأخير من وزير الصحة في جولته التفقدية، تم رصد 160 مليون ريال، لإعادة البنية التحتية للمستشفى، وستفرغ الشؤون الصحية من إنهاء أعمالها في رمضان المقبل.

وأضاف أن الشؤون الصحية قامت بتنسيق الأمور وتهيئتها قبيل موسمي الحج والعمرة، في فترة سمتها «الباردة»، مع بقية المستشفيات في العاصمة المقدسة، لاستقبال الحالات الاعتيادية التي تصل إلى مستشفى النور؛ حيث تحويل أقسام العمليات وكثير من الأقسام المهمة إلى جهات أخرى.

ودافع عن السعة السريرية في المنطقة بوجود أسرة متاحة في برج الملك عبد العزيز، وبرج مستشفى الملك فيصل الجديد، الذي يبنى الآن بجوار المباني القديمة، وقال: «قمنا باستغلال أرضية كبيرة خلف المستشفى، وهي تابعة لوزارة الصحة، وقمنا بعمل برج كبير فيها، وحين الانتهاء ستتوافر خدمات طبية كبيرة». وأفاد فائق حسنين بأن مستشفى الملك عبد العزيز تنضوي تحته اللمسات التطويرية نفسها؛ حيث تقوم الوزارة فيه حاليا ببناء برج، وهو الآن في مرحلته الثالثة، وسيبنى بها برج الطوارئ، وعمليات اليوم الواحد، وفي حال افتتاح المشروعين ستزيد السعة السريرية إثرها.

وحول المشاريع التي على قوائم الانتظار، أكد المتحدث الرسمي لصحة مكة أن هناك مشاريع صحية فقط تنتظر الموافقة، بينما يختص بمستشفى في الشرائع، ومستشفى آخر في منطقة الجموم، وهي من مداخل مكة المهمة والرئيسية، بالإضافة إلى مستشفيي الكامل وخليص، في الشمال؛ حيث خففت الضغط في التحويل على مستشفيات العاصمة المقدسة.

وحول العناية الصحية بالحجاج والمعتمرين، أوضح حسنين أن مستشفى أجياد، وهو القلب النابض في قلب الحرم، والوحيد في تلك المنطقة، يقوم بدور محوري وجوهري للاعتناء بضيوف الرحمن، مشيرا إلى أنه حين تمت إزالة المبنى القديم له تم تجهيز برج جديد له خلال شهر واحد فقط، لمعالجة وتتبع الحالات الحرجة والطارئة، وتم نقل الخدمات وتجهيزها وتشغيلها بأسلوب عالمي، مستدلا على أنه حصل على شهادة «جي سي آي» العالمية، كأول مستشفى في وزارة الصحة يحصل على هذه الشهادة.

وأضاف: «أما مجموعة الإسعافات المتنقلة داخل الحرم المكي، فتقوم بدورها الطبي على أكمل وجه، وتعمل لأن تكون خط دفاع أول للحفاظ على صحة المعتمرين».

ليلى المتروك، من سكان العاصمة المقدسة، تساءلت عن إغلاق مستشفيات المشاعر المقدسة الثلاثة، وقالت: «لا يعقل في دولة أن تكون هناك طاقة سريرية تفوق 600 سرير، في عدة مستشفيات، ولا تفتح سوى 3 أيام في العام، مطالبة بأن تكون هناك استراتيجية فاعلة ومقننة لاستخدام تلك المستشفيات لخدمة المعتمرين، بحيث لا يضفي وجودهم وتكدسهم في مستشفيات العاصمة المقدسة إخلالا بتوازن المستشفيات في المنطقة».

وقالت متروك إنها تبحث عن المنطق الذي تحدث به وزير الصحة السعودي، حينما قال إنه لا يريد أن تخرج المستشفيات عن الهدف التي بنيت من أجله، معتبرة أن افتتاح أبوابها للمعتمرين ما تبقى من العام حل جذري، خاصة في ظل الوضع المأساوي لبقية مستشفيات العاصمة المقدسة.

بينما اعتبر فهد الحامدي، وهو أحد سكان منطقة بطحاء قريش، أن الوضع الصحي في العاصمة المقدسة مزرٍ جدا – حسب وصفه - على الرغم من أن مستشفى النور، على سبيل المثال، يعمل بطاقة 400%، ويعاني ضغطا مهولا وضعفا في الأداء الطبي، وزاد: «لأول مرة في حياتي أشاهد مرضى في الطوارئ منومين على الكراسي المتحركة».

وأشار الحامدي إلى أنه من غير الإنصاف ما يتعرض له الأهالي في مكة المكرمة، فهم محرومون من معظم الخدمات الطبية بسبب وجود أكبر جاليات مستوطنة فيها، ناهيك عن اكتظاظ معظم ردهات المستشفيات بالمرضى من المعتمرين والحجاج، ومع أن هذا شرف للبلد وقيادته، فإنها أتت على مصلحة المواطن المكي على وجه الخصوص.

مخلد السروري، أحد سكان منطقة العوالي، أوضح أن معظم المشاريع المزمع إقامتها في العاصمة المقدسة هي تضليل - بحد وصفه - مشيرا إلى أنها أبراج ورقية سرعان ما تهاوت، والمرضى لا يعرفون فعليا وبخدمة فاعلة سوى مستشفى وحيد في العاصمة المقدسة، هو مستشفى النور الذي يعاني الأمرين، لدرجة ازدحام المرضى المنومين في الغرف بمقدار 5 أفراد للغرفة الواحدة، في ظل تعطل المكيفات فيه، بحجة الإحلال.

كان سليمان الزايدي، عضو جمعية حقوق الإنسان، قد أوضح، في وقت سابق، أن الجمعية ستدرس مع المسؤولين بوزارة الصحة والجهات المعنية إمكانية الاستفادة من مستشفيات المشاعر المقدسة في تقديم الخدمات الصحية للمواطنين والمقيمين لأسباب كثيرة، أولها أن العاصمة المقدسة لم تشهد منذ سنوات كثيرة إنشاء مستشفيات جديدة على الرغم من التوسع والنمو السكاني الكبير الذي حدث في السنوات الماضية. وزاد: «مستشفيات المشاعر تضم أجهزة طبية متطورة، وتشغيلها والاستفادة منها طوال العام يؤديان إلى المحافظة عليها»، مبينا أن مستشفيات العاصمة المقدسة تتوافر فيها كوادر طبية مؤهلة ومتميزة، لكن هذه المستشفيات تعاني ضغطا كبيرا، وهناك حاجة ماسة لافتتاح مستشفيات جديدة تتوافر فيها أسرَّة كافية؛ لأن الأسرَّة المتوافرة في المستشفيات الحكومية والخاصة الآن لا تتناسب مع عدد السكان الذي يتزايد سنويا، إضافة إلى زيادة أعداد المعتمرين والحجاج الذين تتزايد أعدادهم سنويا».

واقترح الزايدي افتتاح مستشفى منى العام بديلا لمشاريع يتم العمل بها الآن، مشيرا إلى أن جامعة أم القرى تقدمت بطلب الاستفادة من مستشفى منى وتحويله إلى مستشفى تعليمي تابع لكلية الطب، وفي الوقت نفسه يقدم خدمات صحية للمواطنين، لكن وزارة الصحة لم تتجاوب مع هذا المقترح.