د. طارق الحبيب: عذرا مليون لأبناء الشمال والجنوب

قدم اعتذاره لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد: لم أقصد ما قلت

TT

قدم البروفسور السعودي الدكتور طارق الحبيب أمس اعتذاره لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد ولكل رموز المؤسسة السياسية في السعودية، وذلك بعد حديث وصف فيه أبناء المناطق الشمالية والجنوبية من السعودية بقلة الانتماء للوطن، حيث قال في برنامج له على إحدى الفضائيات إن أبناء الجنوب والشمال ينتمون إلى الدول المجاورة لهم أكثر من انتمائهم لمناطق أخرى في بلدهم.

وقال الحبيب إنه يقدم «اعتذاره عن أي خطأ غير مقصود منه، ولو كان مقصودا فيجب القصاص منه، فهذا أمن وطن لا عبث به».

كما أعلن الحبيب اعتذاره لأبناء المناطق الشمالية والجنوبية من السعودية، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عذرا مليون لأهلي في الشمال والجنوب، لمن فهم كلامي على غير ما أردت قوله». وتعرض الحبيب لإدانة واسعة من شخصيات وكتاب رأي في الصحافة المحلية، ومن الشارع السعودي بعد تشكيكه في وطنية شريحة واسعة من المواطنين السعوديين. إلا أنه أكد أن هناك نقصا في الانتماء للوطن بشكل عام في جميع مناطق البلاد، وقال: «هناك نقص عام في الانتماء الوطني في نجد والحجاز والشمال والجنوب»، مضيفا: «إننا في بلد قد وضعت ملاعق الذهب في أفواه أكثرنا، لكن أكثرنا لم يقدم للوطن ما يستحقه منا». وزاد على ذلك بالقول: «لو قارنت انتماء السعودي لوطنه بانتماء المصري لوطنه وقارنت ما قدمته الحكومة السعودية لشعبها مع قدمته حكومة مصر السابقة لشعبها، لرأيت عجبا أمامك».

وحمل الدكتور الحبيب ما اعتبره أبناء الجنوب والشمال في السعودية إساءة بالغة لهم تقلل من دورهم الوطني واعتزازهم بالوطن الذي ينتمون إليه، لسوء صياغته للعبارة التي قالها، وكذلك لسوء التلقي، وأكد الدكتور الحبيب أنه لم يقصد الإساءة إلى أحد، وقال: «أنا لم أقصد الإساءة لأحد مطلقا، ولم أحمل في داخلي الفكرة التي فهمها بعض الناس، ولو كانت في داخلي سأجدني أحمق أيما حمق لو بحت بها، لأن ذلك من أبجديات التفكير. وبالتأمل، وجدت أن هناك خللين؛ خللا عندي في صياغة العبارة، وخللا عند المتلقي في تقديم سوء الظن، رغم وجود علاقة ود طويلة المدى كان من المتوقع بحسبها تقديم حسن الظن على سوئه».

وزاد على اعتذاره لأبناء الجنوب والشمال بأن اعتذاره ليس لأهل الشمال والجنوب فحسب، بل لكل أبناء الوطن، وقال: «لو اعتذرت لأبناء هاتين المنطقتين فقط، فهو اعتراف بالمناطقية» التي قال إنه يحاربها، وأضاف: «الأمة السعودية كل لا يتجزأ».

وتابع قائلا: «الاعتذار عندي لأي هم يصيب أبناء وطني سواء كنت سببا فيه أو لم أكن سببا فيه.. سواء قصدته أو لم أقصده.. فهذا واجب المختص تجاه أمته أثناء الأزمات».

وعاد الدكتور الحبيب ليؤكد بأنه لم يتهم أحدا من أبناء السعودية بعدم الوطنية، بل كان يصف نقص انتماء المناطق وجاء الجنوب والشمال كمجرد مثال. وأعتبر أن منظومة الوطن القوي لن تتحقق دون انتماء المناطق كل إلى الأخرى، وهذا كان لب الحديث الذي قاله على حد تعبيره.

وفي الوقت ذاته، قال إنه امتدح وطنية ودور أبناء الجنوب والشمال في الأحداث التي تعرض لها الوطن، وأضاف: «لقد قلت عنهم ذلك سابقا، وفي مرات عديدة في فضائيات مختلفة أثناء الحرب، ولست بحاجة إلى أن أقول عنهم المزيد لمجرد إجابة عن سؤال، وقد سمعوا ذلك مني سابقا، وهم يستحقون مني أكثر ولن تفيهم العبارات حقهم».

وقال عن موجة الاستنكار التي عاشها الحبيب على مدى يومين، إنه يقدرها جدا ويحترمها، كما أنه شعر بفخر كبير أن أكثر الذين تعاطفوا معه هم من أهل الجنوب، وقال إن رد الفعل هذا له تفسيرات عديدة، ولكي يكون إيجابيا في تفكيره، قال إنه لو لم يكن ذا قيمة عند أهل الجنوب والشمال، لما أعاروا كلامه شيئا من الاهتمام.