علي بقنة يصر على فك شفرة مطار جدة الجديد.. ويؤكد: التصميم وثني

«الطيران المدني» تؤثر عدم الرد عليه.. وصاحب النظرية يقول إن المنتقدين كانوا أشبه بمن قرأ «ويل للمصلين»

نموذج تخيلي لبرج حركة الملاحة الجوية الذي أثار بقنة الجدل حوله («الشرق الأوسط»)
TT

عقب مضي أسابيع عدة على محاضرة علي بقنة، المحاضر في جامعة جازان، والتي بثها عبر موقع «يوتيوب» بشأن معنى فكرة تصميم مطار جدة الدولي الجديد، وما تلا المحاضرة من جدل واسع عبر شبكات التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، إضافة إلى أعمدة كتاب المقالات في الصحف السعودية، خرج بقنة عن صمته لأول مرة، وتحدث لـ«الشرق الأوسط» معتبرا ما تحدث عنه عبر موقع «يوتيوب» بشأن الرموز «علما كبيرا ومعقدا»، لم يقدر حق قدره في الواقع المعاصر. وبينما أصر علي بقنة على موقفه، آثرت هيئة الطيران المدني عدم الرد على ما طرحه الأول حول تصميم مطار جدة الجديد والتصور الغريب الذي تصوره حوله.

المتحدث الرسمي باسم هيئة الطيران المدني خالد الخيبري، فضل عدم التعليق على مثل هذا الطرح، وقال «نكتفي بما تناوله المواطنون وكتاب الرأي في الصحف»، مما اعتبره أفضل رد على محاضرة علي بقنة. أما بقنة فقد كان مصرا على موقفه، وقال إن بحثه في مسألة الرموز إنما كان بقصد تبصير الناس بهذا العلم، لمعرفة حجم الهجمة الوثنية التي اجتاحت المجتمعات الإسلامية، سواء في الفن المعماري أو الملابس والإكسسوارات، في ظل العولمة واستقبال الحضارات المختلفة.

وأضاف بقنة أنه ومن خلال محاضرته التي كانت بشأن فكرة ومعنى تصميم مطار جدة الدولي الجديد، وإدراكه لطبيعة تصور عموم الناس لهذه الموضوعات الدينية الفلسفية، اضطره الأمر إلى شرح أربع مسائل مهمة في فهم فكرة تصميم المطار، استغرقت أكثر من 90 في المائة من وقت المحاضرة كما ذكر.

المسألة الأولى تحدث فيها عن الشكل الخماسي وما يمثله في ثقافة الغرب اليوم، وعلاقة البنتاغرام بالطقوس السحرية.. أما المسألة الثانية فكانت عما يمثله الشكل الخماسي في ما يسمى بالعلوم الغامضة وهو الجسم الإنساني.. ثم بين كيف يتحد المفهومان السابقان في معنى ورمز واحد.

وأضاف أن المسألة الثالثة كانت عن الاعتقادات الوثنية في ما يسمى بالخصوبة، خصوبة الأرض والإنسان، منوها خلالها بأن الاعتقادات الوثنية كانت ترى أن الأعضاء التناسلية للذكر والأنثى هي منبع الخصوبة والوفرة، ضاربا أمثلة على ذلك من الثقافات الشرقية والغربية، ليتطرق عقب ذلك لما يسمى بعبادة الأنثى في الحضارات القديمة، مبينا الرموز الدالة على مفهوم اتحاد رمزي الخصوبة من الواقع المعيش. وبخصوص المسألة الرابعة، فقد كانت لبحث علاقة فن العمارة بالفكر والاعتقاد، والتي أوضح خلالها أنها علاقة قديمة جدا، مع عرض أمثلة حية لهذه البنايات التي اعتمد المصمم فيها على فكرة دينية، في بلدان عدة.

وقال علي بقنة إنه وعقب هذه المقدمة الضرورية الطويلة، اضطر إلى الكشف عن مثل هذا الفن المعماري الآيديولوجي والذي وصل إلى بلاد الخليج، ومن ذلك تصميم مطار الملك عبد العزيز الجديد - وليس التصميم القديم للمطار كما روجت كثير من الصحف بحسب بقنة - حيث يقوم تصميم المطار الجديد على فكرة رموز الخصوبة البشرية، والأنثى المقدسة.

وأسف المحاضر بجامعة نجران لعدم اطلاع السواد الأعظم من الناس على المقدمات الضرورية لفهم التصميم، بل اكتفوا بمشاهدة الخاتمة، والتي شرحت فكرة تصميم مشروع مطار جدة الدولي الجديد، مما تسبب في إنكار الفكرة من أساسها، نتيجة لعدم قراءة الرسالة كاملة تبعا لصاحب النظرية، فكانوا أشبه بمن يقرأ فقط «ويل للمصلين».

وأكد أنه في القريب العاجل سيكون هناك توضيح أكثر لهذه المسألة ومسائل أخرى، مع طرح مشاريع وثنية أخرى في بلادنا العربية والإسلامية.

يأتي ذلك ردا من السعودي علي بقنة، بعد ما فجره من مفاجآت غير متوقعة، قائلا إن تصميم مطار الملك عبد العزيز في جدة يشبه العضو الذكري للرجل وفرج المرأة، وتم تصميمه بهذا الشكل بهدف «المس بهوية المملكة العربية السعودية». وأثار علي بقنة جدلا واسعا بين السعوديين إثر نشره سلسلة كشف الخداع عبر «يوتيوب». وأوضح بقنة أن الغرب ينطلق بمثل هذه التصاميم من وثنيات، وشهوات، ومما يسمونه تحرير المرأة حتى تصبح متمردة، وتساءل «هل يتحقق حلمهم في بناء آلهتهم في جزيرة الإسلام؟».

وكان علي بقنة قد حذر من أن المخطط المعماري للمطار إنما يهدف إلى تشويه صورة بلاد الحرمين الشريفين، ويكشف إلى أي مدى بلغ حقد أعداء الإسلام على المملكة العربية السعودية.

تجدر الإشارة إلى تكلفة مطار جدة غرب السعودية بلغت 27.11 مليار ريال سعودي، والطاقة الاستيعابية للمشروع هي 17 مليون مسافر في العام، علما بأن الدولار يساوي 3.75 ريال.