الفيصل يتفاجأ بعودة التعديات في بطون الأودية.. ويوجه بإزالتها «فورا»

هدد بشكل علني بسحب مشروع لـ«تطوير العشوائيات» من إحدى الشركات المنفذة

TT

تفاجأ الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، عند زيارته لمنطقة خليج سلمان في شرم أبحر الشمالي بمدينة جدة، لوضع حجر الأساس لمشروع الإسكان الميسر، بعودة التعديات في بطون الأودية ومن دون اعتبار لمجاري السيول وللعبارات المخصصة لتصريف مجاري السيول في شرق وغرب طريق الحرمين الذي يقطع مدينة جدة شرقا وغربا، ليوجه خلال المناسبة قيادات البلديات بإزالة التعديات من منازل شعبية وأحراش.

وقال الأمير خالد «لن تتكرر مأساة ضحايا السيول. هذا العهد هو عهد العمل وعهد الزهاء وعدم التخاذل والتسامح في غير محله».

وكان الفيصل قد قام بتدشين مشروع الضاحية السكنية بخليج سلمان، وهو أحد مشاريع الإسكان الميسر، إحدى ثمار أمانة محافظة جدة من خلال شركة «جدة للتنمية والتطوير العمراني».

وأشار الدكتور هاني أبو رأس، أمين محافظة جدة، إلى أن المشروع يتضمن إنشاء 1250 مبنى سكنيا، تحوي 25 ألف وحدة سكنية، وقد تم تخصيص 52 في المائة من مساحة الأرض للأراضي السكنية، وما نسبته 11 في المائة للمراكز التجارية والمرافق والخدمات العامة، وما نسبته 37 في المائة للطرق والمناطق المفتوحة والترفيهية والحدائق ومواقف السيارات.

وبدوره، كشف طارق تلمساني، الرئيس التنفيذي لشركة «جدة للتنمية والتطوير»، أن تكلفة المشروع الذي سيطلق على مراحل تبلغ 6 مليارات ريال، وقال خلال المؤتمر «وقعنا عقد تطوير الموقع والإشراف الهندسي، أما المباني فما زلنا في مرحلة المفاوضات، وسيتم تسليم المرحلة الأولى وهي عبارة عن 8000 آلاف وحدة سكنية في غضون 3 سنوات».

وحول أسعار تلك الوحدات وما إذا كانت ستصبح في متناول الجميع، قال «على سبيل المثال الشقة الصغيرة المكونة من غرفتي نوم، وصالون، وصالة طعام، وحمامين، ومطبخ، إلى جانب وجود موقف سيارات، سيكون ثمنها 200 ألف ريال، فيما الكبيرة ستناهز 400 ألف ريال».

ويعتبر المشروع حلما لأهالي المدينة، الذين طالما طالبوا بتنفيذ تلك المشروعات، خاصة أن تلك التكاليف لا تتوافر لهذه المميزات في مشروع سكني نموذجي.

وفي ختام المناسبة، قال الأمير خالد الفيصل عقب تدشينه حجر الأساس «هذا اليوم من الأيام السعيدة في مدينة جدة ولأحباب هذه المدينة الكريمة، لما تمثله هذه المشاريع من انعكاس لواقع الأحياء المتطورة، بتوفير مساكن تليق بمكانة الإنسان السعودي، وبمثل هذه المشاريع نفتخر بأننا انتقلنا من المخططات الارتجالية والأحياء العشوائية إلى مخططات مدروسة ومشاريع مدروسة ونوايا كبيرة على مستوى الوطن والمواطن في هذا العالم». وأضاف «في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ليس لنا عذر بالكامل، في حمل ما أوكلنا بالعمل عليه، فعقيدتنا تنشد الرقي والتقدم والارتقاء بمستوى المكان إلى تطلعات الإنسان».

وأشار الفيصل مخاطبا أعيان جدة «المدينة قادمة للأفضل، وهي تبرهن كل يوم على صدق هذه المقولة، وليس أدل من اهتمام المسؤولين، مثل اهتمام وزير الشؤون البلدية والقروية الأمير الدكتور منصور بن متعب بوقوفه في الميدان ومتابعة سير أعمال المشاريع». وتطرق الفيصل في حديثه إلى ما شاهده أثناء قدومه لمقر المناسبة، قائلا «وأنا أسير لهذا الموقع لاحظت كثيرا من الأسوار تقام شرق وغرب طريق المدينة، دون اعتبار لمجاري السيول والعبارات والكباري، وسأوجه لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات بإزالتها حتى لا تتكرر مأساة شرق جدة، التي بدأت بمثل هذه الأحراش.. وهذا الأمر لن يتكرر في عهد الإنجاز والعمل». وخاطب الفيصل في كلمته رؤساء شركة «جدة للتنمية والتطوير العمراني»، الشريك الخاص في تطوير الأحياء العشوائية، قائلا «المشروع السكني يخص العشوائيات، لذا أطلب من القائمين على الشركة الاهتمام بالعشوائيات، وأطلب منهم أيضا عدم التساهل مع الشركات، مثل شركة (خزام) المسؤولة عن تطوير مشروع عشوائية خزام، والتي لم تفعل شيئا، فإما أن تقوم بواجبها وإلا سنعمل على سحب المشروع منها».