كشفت دراسة حديثة صدرت بالعاصمة السعودية الرياض أن أكثر من 58 في المائة من الشباب السعوديين يفضلون قضاء عطلة نهاية الأسبوع داخل المناطق التي يقيمون فيها، كما كشفت نتائج الدراسة عن ارتفاع نسب من يفضلون قضاء إجازاتهم السنوية خارج المملكة، حيث بلغت النسبة 46 في المائة، بحسب تلك الدراسة.
وأكدت الدراسة على أهمية توفير وتنويع الفعاليات والنشاطات السياحية الموجهة لفئة الشباب داخل العديد من مناطق البلاد، التي ترى في بعضها شحا وندرة، وذهبت الدراسة التي أصدرها مركز «أسبار» للدراسات والبحوث والإعلام ومقره العاصمة الرياض بناء على طلب من الهيئة العليا للسياحة والآثار بالسعودية أن فئة الشباب السعودي التي تفضل قضاء عطلة نهاية الأسبوع خارج المملكة لا تزيد على 13 في المائة من إجمالي العينة المستهدفة بتلك الدراسة الميدانية، وأشارت الدراسة إلى أن دول الجوار للسعودية كالبحرين والكويت والإمارات والأردن هي وجهات مفضلة عن غيرها من الدول.
ولاحظت الدراسة ارتفاع نسب الذين يفضلون قضاء عطلة نهاية الأسبوع خارج المملكة للشباب الذين يقيمون في المناطق المجاورة كالمنطقة الشرقية والحدود الشمالية وتبوك، فيما ربطت نتائج الدراسة بين تلك النسبة وبين مستوى الدخل لأسر أولئك الشباب، معتبرة أنه ارتباط طردي حيث ترتفع النسب المئوية للذين يفضلون قضاء عطلة نهاية الأسبوع خارج المملكة لذوي المداخيل المرتفعة.
وجاءت الدراسة التي حملت عنوان «الأماكن السياحية المفضلة لدى الشباب السعودي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع والإجازات السنوية»، لتؤكد على أن ما يقارب 47 في المائة يفضلون قضاء إجازاتهم خارج المناطق التي يقيمون فيها، وتزيد هذه النسبة كثيرا عن نسبة الأفراد الذين يفضلون قضاء عطلة نهاية الأسبوع داخل المناطق التي يقيمون فيها، حيث قدرتها تلك الدراسة بأنها تقارب 28 في المائة.
وبينت الدراسة أنه في المرتبة الثانية تأتي نسبة من يفضلون قضاء إجازاتهم خارج المملكة بنسبة 27 في المائة، لتؤكد على أن غالبية الشباب لا يفضلون قضاء إجازاتهم السنوية داخل المناطق التي يقيمون فيها، مما يشير إلى أن فئة الشباب تفضل السياحة خارج مناطق إقامتهم وخارج المملكة أثناء الإجازات السنوية.
إلا أن الدراسة أظهرت أن العاصمة السعودية الرياض استثناء لهذه القاعدة حيث بلغت نسبة من يفضلون قضاء إجازاتهم السنوية خارج البلاد من شباب الرياض قد بلغت 34 في المائة، وعزت الدراسة ارتفاع تلك النسبة بين الشباب بالرياض كون المدينة تعتبر أكبر تجمع حضري بالبلاد، بالإضافة لكونها ذات ارتباطات وثيقة مع الدول الأخرى في المجالات الثقافية والاجتماعية والسياحية والرياضية، هذا بالإضافة لارتفاع مستويات الدخل ومستويات المعيشة لمعظم سكان منطقة الرياض.
أوضحت نتائج الدراسة أن الإناث أكثر ميلا لقضاء الإجازة السنوية خارج المناطق التي يقمن فيها وخارج المملكة مقارنة بالذكور، فيما أوضحت الدراسة أن سكان المناطق الريفية يفضلون قضاء إجازاتهم داخل المناطق التي يقيمون فيها وداخل المملكة مقارنة بنظرائهم سكان المراكز الحضرية البلاد.
كما اتضح من نتائج الدراسة أن العمل يرتبط ارتباطا طرديا بقضاء الإجازة خارج المملكة، حيث اتضح أن أفراد العينة العاملين يفضلون قضاء الإجازة خارج السعودية مقارنة بالذين لا يعملون.
ولمحت نتائج الدراسة إلى أن قضاء الإجازة خارج البلاد يرتبط ارتباطا طرديا مع المستوى التعليمي للشباب من جهة ومع دخل الأسرة من جهة أخرى، وذلك لأن أصحاب المستويات التعليمية العالية وأصحاب الدخول المرتفعة تتوافر لديهم المدخرات الكافية لتغطية نفقات السفر للخارج.
يشار أن دراسة مركز «أسبار» عن الأماكن السياحية المفضلة لدى الشباب السعودي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع والإجازات السنوية استغرقت ما يزيد على 8 أشهر، فيما شارك فيها 9 باحثين وخبراء محكمين وفنيين وإحصائيين، بالإضافة إلى أن الدراسة شكلت لها 13 مجموعة بحثية لتغطية المناطق الإدارية الـ13 للسعودية.