نصف مليون طلب يتلقاها الصندوق العقاري في أول أيام التقديم الإلكتروني

سترد عليها إدارة الصندوق خلال الـ48 ساعة المقبلة.. ومواطنون يصفون مآخذ النظام بـ«البسيطة»

لم تعد الأرض ضرورية للحصول على قرض سكني في السعودية (تصوير: خالد الخميس)
TT

كشفت لـ«الشرق الأوسط» مصادر مطلعة في صندوق التنمية العقارية عن تجاوز عدد طلبات القروض ضمن خدمة «ميسّر» حتى ظهر أمس، حاجز الـ400 ألف طلب، وذلك خلال أول أيام التقديم الرسمي الذي بدأ مع بداية ساعات دوام الدوائر الحكومية في الصباح الباكر.

ومع بدء التقديم الإلكتروني على طلب القروض من صندوق التنمية العقارية ضمن خدمة «ميسّر» التي انطلقت يوم أمس، برزت بعض المآخذ التي وصفها مواطنون متقدمون بـ«البسيطة»، والمتضمنة صعوبة الدخول إلى الموقع نتيجة الضغط الكبير الذي يواجهه، إلى جانب عدم تحديد موعد واضح لتسلمهم رد الصندوق على طلباتهم المقدمة.

في حين أكد مصدر مسؤول في صندوق التنمية العقارية على تحقيق خدمة «ميسّر» للتقديم الإلكتروني على طلب القرض من صندوق التنمية العقارية نجاحا كبيرا، من خلال استقبال الأعداد الكبيرة للطلبات المقدمة بكل يسر وسهولة (على حد قوله).

وأوضح المهندس يوسف بن عبد الله الزغيبي، مدير عام القروض في صندوق التنمية العقارية، أن البوابة الإلكترونية التي بدأت في استقبال طلبات المواطنين يوم أمس من دون شرط تملك الأرض تتميز بسعة كبيرة، لافتا إلى أن الصندوق تمكّن من استقبال جميع الطلبات دون أي عوائق فنية أو تقنية.

وأضاف: «إن الحملة الإعلانية التي قام بها صندوق التنمية العقارية وسبقت فتح باب قبول الطلبات لاقت تفاعلا كبيرا من قبل المواطنين، الأمر الذي مكّنهم من التقديم عبر الوسائل الثلاث، المتضمنة البوابة الإلكترونية والهواتف الذكية والرسائل النصية»، معتبرا خدمة «ميسّر» نموذجا رائعا للمشاريع الحكومية الإلكترونية.

أحمد علي، أحد المتقدمين بطلب قرض من صندوق التنمية العقارية، أفاد بأن الدخول إلى الموقع الإلكتروني لم يكن بالسهولة الكافية، إلا أن إجراءات التسجيل واضحة وغير معقدة.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تتمثل الإجراءات المطلوبة في تسجيل اسم المواطن ورقم سجله المدني وهاتفه الجوال، إلى جانب الإقرار بتعهد يتضمن التأكد من أن المتقدم لا يخالف الشروط الموضوعة من قبل صندوق التنمية العقارية».

ولكنه استدرك قائلا: «من أبرز الملاحظات التي ينبغي توضيحها وإيجاد حل لها هو عدم إبلاغ المتقدم بموعد محدد للرد على طلبه، حيث إنه تم إبلاغي عبر البوابة الإلكترونية بالرد على طلبي عن طريق رسالة نصية قصيرة إلى هاتفي الجوال، غير أنه لم يتم تحديد موعد لذلك»، مبينا أنه لم يتسلم أي رسالة نصية حتى الآن.

وبالعودة إلى المصادر المطلعة، فقد ذكرت أن الرد على المتقدمين عبر الرسائل النصية مرتبط بحجم الطلبات التي وصفتها بـ«المهولة»، غير أنها أفادت بأنه سيتم الرد على المواطنين المتقدمين خلال الـ48 ساعة المقبلة.

وأضافت المصادر: «لا يمكن إرسال الرد بشكل فوري، خصوصا أن كل الطلبات سيتم تمريرها على عدة شركات لإنشاء قاعدة بيانات كاملة، ومن ثم إلى دائرة الأحوال المدنية ووزارة الداخلية بهدف التأكد من البيانات الواردة في الطلبات من خلال أرقام السجل المدني للمتقدمين»، مشيرة إلى أن الرسائل النصية التي ستصل إلى المتقدمين تتضمن رقم طلباتهم.

ولفتت إلى أنه ليس من الضروري الموافقة على كل الطلبات، ولا سيما أن بعض المتقدمين قد يقومون بتزوير بعض التواريخ من أجل التحايل على الشروط الموضوعة من قبل صندوق التنمية العقارية، إلا أنه يتم الوصول إلى المعلومات الصحيحة من قبل وزارة الداخلية عبر السجل المدني لهؤلاء المتقدمين.

وفيما يتعلق بتسليم المبالغ، أبانت المصادر أنه لا يتم تسليم المبلغ كاملا للمتقدم، البالغ 500 ألف ريال، وإنما يُعطى بناء على الأرض التي يتملكها المتقدم ويرغب في بنائها، أو المنزل الذي يريد شراءه، والذي لا بد أن يكون مطابقا للمواصفات المطلوبة من الصندوق.

واستطردت في القول: «كلما كانت مواصفات المنزل الذي يرغب المتقدم في شرائه عالية الجودة، فإنه يُعطى الحد الأعلى من المبلغ، في حين يقل المبلغ إذا ما قلّت تلك المواصفات»، موضحة في الوقت نفسه أن مساحة المسطح السكني لا بد أن تصل إلى 390 مترا مربعا لأخذ المبلغ كاملا، بينما ينبغي على المتقدم رفع مواصفات البناء في حال قلّت المساحة، من أجل الاستفادة من كامل المبلغ.

وكان المهندس عمر بن عبد الله العبد الكريم، مدير عام صندوق التنمية العقارية المكلف، قد أشار في وقت سابق إلى أن التقديم على طلبات القروض الجديدة من دون شرط تملّك الأرض، من خلال خدمة «ميسّر»، سيكون على مدار الـ24 ساعة، مؤكدا أن هذا التوجه من قبل صندوق التنمية العقارية يأتي بعد أن عملت إدارة الصندوق طوال الفترة الماضية على بناء موقع ذي سعة عالية يمكن أن يستوعب الأعداد المتوقع أن تتقدم بطلباتها على الصندوق في وقت واحد.