أعلنت المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني عن إنشاء 40 معهدا تقنيا عاليا للفتيات في كل التخصصات بمختلف مناطق المملكة، تتوافق مخرجاتها مع متطلبات العمل، بما يتوافق مع ظروف العمل، لتوفير فرص وظيفية للفتيات السعوديات، وتمكينهن من خوض تجربة العمل بعد تدريبهن من قبل كفاءات متخصصة وخبراء عالميين.
وقدر الدكتور علي الغفيص، محافظ المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني، خلال حفل تخريج الدفعة الثامنة من طلاب المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات في جدة، تكاليف إنشاء المرحلة الأولى من هذه المعاهد، والمقدر عددها بنحو 20 معهدا، ومنها ما هو قيد الإنشاء حاليا في جميع مناطق المملكة، بنحو 2.5 مليار ريال.
وشدد على أن المعاهد التقنية العائدة للشركات الكبرى تمكن الفتيات السعوديات من خوض تجربة العمل بعد تدريب من قبل خبراء عالميين، مبينا أن المؤسسة تعمل على دعم الشباب والفتيات السعوديات لإقامة شركات سعودية تقنية تدار بأيد وطنية خالصة من خلال القروض التي تقدمها الدولة.
ووصف رئيس المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني تجربة المعهد السعودي الياباني في مجال تقنية وصيانة السيارات بأنها تجربة سعودية عالمية تدخل في نطاق الشراكات الاستراتيجية بين الدولة والقطاع الخاص، لإعداد كوادر من الشباب السعودي على مستوى عال من الكفاءة والتميز، مبينا أن المعهد حظي بتأييد ودعم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وانتقد الدكتور الغفيص ما هو ملحوظ حاليا من غزو العمالة الوافدة غير المدربة، والتي تعمل على المساس باقتصاديات الوطن والمواطن، مبينا أن وزارة العمل ضمن مسؤولياتها وخططها القادمة ستعمل من الحد من هذه العمالة عن طريق سن القوانين واللوائح التي من الممكن من خلالها القضاء عليها وإحلال الشباب السعودي المدرب مكانها.
وبلغ عدد خريجي الدفعة الثامنة نحو 231 خريجا في واحد من أهم المجالات التي تحتاجها سوق العمل، من تقنية وصيانة السيارات، وبذلك يكون عدد الخريجين من المعهد منذ إنشائه حتى الآن 1631 خريجا، في الوقت الذي يقدر فيه احتياج السوق السعودية من خريجي تقنية السيارات في الخطط القادمة بأكثر من 150 ألف متخصص. وأوضح سالم الأسمري، المدير التنفيذي للمعهد، أن المعهد يحتفل بتخريج الدفعة الثامنة من أبنائه الذين أمضوا سنتين من الدراسة والتدريب، وأصبحوا على استعداد وجاهزية للعمل في مراكز الصيانة وورش شركات موزعي السيارات اليابانية في المملكة المشاركين في المعهد.
ولفت إلى أن ملاك شركات موزعي السيارات اليابانية في المملكة المشاركين في المعهد أدركوا أهمية حمل هذا المشروع الوطني على عواتقهم، وبذل كل غال ونفيس من أجل أن يؤتي ثماره في أسرع وقت، وبأعلى كفاءة، ودون عبء مادي كبير على الشاب السعودي، فكان المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات أول معهد غير ربحي ينشأ في المملكة في هذا المجال.
وألقى الدكتور الغفيص خلال الحفل كلمة نيابة عن وزير العمل المهندس عادل بن محمد فقيه، قال فيها «إن هذا المعهد ضَرَب أصدق مثل للتدريب المتقن المبني على أسس من المعرفة والخبرة من منطلق أولوية التدريب العملي والتطبيق الميداني، وهو يعكس ما يبذله القائمون عليه والعاملون فيه، فهم بلا شك يبذلون جهودا مضاعفة ويسيرون وفق خطط محكمة من أجل الوصول بطلابهم إلى هذا المستوى من التدريب والإتقان، فعلينا جميعا أن نبارك هذه الجهود، ونشجعها وندعمها»، ولفت إلى أن هذا المعهد أصبح نموذجا لإنشاء وتشغيل معاهد تقنية لا تهدف إلى الربح.