في موقف إنساني مؤثر، تكاتف السعوديون بشكل لافت للتعاون في عمليات بحث للعثور على طفل في الرابعة من العمر فقد منذ سبعة أيام في مدينة الطائف جنوب غربي البلاد.
وتداول السعوديون الرسائل عبر الجوالات وموقع «فيس بوك» والإيميلات ومختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وتبرع بعضهم بمبالغ مالية لكل من يدلي بأي معلومات عن الطفل المفقود أحمد الغامدي، أو ما يشير إلى مكان وجوده.
وكانت شرطة الطائف قد تلقت بلاغا منذ أيام بفقدان طفل خرج من منزله متجها إلى والدته التي كانت في زيارة أسرة قريبة من منزلهم، ولم يعثر عليه من حينها. ومنذ ذلك الحين لم تهدأ مواقع الإنترنت والرسائل ووسائل البحث التي اتجهت تلبية لطلب المساعدة لأسرة الطائف المكلومة للبحث عن طفل لها لم تتجاوز سنه الرابعة من العمر، اختفى عن أعين أسرته، التي تقطن في محافظة الطائف منذ يوم الثلاثاء الماضي.
فلم تدمع عينا أم أحمد الغامدي ووالده فقط، بل تفاعل معهما جل المجتمع السعودي، وتسابق السعوديون أفرادا وجماعات، للبحث عن أحمد الغامدي المفقود، الذي قاد أميرة سعودية للتبرع بـ200 ألف ريال (53 ألف دولار) لمن يدلي بأي معلومة قد تقود للوصول إلى أحمد، الذي بات شغلا لبعض مرتادي تلك المواقع الاجتماعية.
ونشرت قصة اختفاء الطفل أحمد الغامدي وتفاصيلها وصوره عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الحديثة، ونشرت قصة اختفاء الطفل أحمد الغامدي على صدر صفحة أنشأها مواطنوه على «فيس بوك» للمساهمة في إيجاده.
والد الطفل المفقود تحدث لـ«الشرق الأوسط» ولم يخف انتظاره عودة ابنه إليه سالما، بل إنه ما زال ينتظر ما تسفر عنه التحقيقات التي فتحتها الجهات الأمنية بشأن اختفاء طفله.
الغامدي أبلغ «الشرق الأوسط» عن آخر تبليغ وصل إليه من شخص في الرياض، قال إنه شاهد أحمد في سيارة أجرة، وتابعها حتى عرف الحي الذي توجهت إليه، وقد سجل ذلك الشخص بلاغه للشرطة في الرياض، وهي حاليا تتابع البلاغ للتحقق من صحته، فيما لم يبد اشتباهه بأي أحد.
وأضاف «الخادمة التي تخضع للتحقيق والتي كانت بالمنزل وقت خروج زوجته إلى جارتها، طيبة المعاشرة، وبالذات مع الأطفال، ولم تعان من أي تقصير من حيث تسلم مستحقاتها المالية أولا بأول، لذلك أستبعد ضلوعها في اختفائه».
من جانبه، أكد الملازم سليم بن شرف الربيعي الناطق الأمني لشرطة الطائف، تقييد بلاغ رسمي لدى مركز شرطة الفيصلية بالطائف يوم الثلاثاء الماضي، يتمحور حول فقدان الطفل أحمد الغامدي. وأشار الربيعي إلى أن الجهات الأمنية منذ وقت البلاغ سارعت عبر أجهزتها المختصة بالبحث والتحري عن الطفل المفقود، وقد تم تعميم البحث وتكوين فريق عمل للتحقيق والبحث، ولا يزال البحث جاريا عن الطفل الغامدي الذي عممت صورته ومعلوماته على جميع النقاط والمراكز.