85% من الفنادق في المدن المقدسة تسكنها مجموعات قادمة من الخارج

مطالب بتهيئة المواقع الأثرية والمنشآت السياحية المهملة

TT

كشفت مصدر متخصص في القطاع الفندقي عن أن 85 في المائة من قطاع الإيواء في مكة المكرمة والمدينة المنورة تسكنها مجموعات قادمة من الخارج فيما يحتل النسبة المتبقية سياح الداخل.

ففي الوقت الذي طالب فيه عدد من المتخصصين في مجال السياحة والفندقة الجهات المعنية بتأهيل المنشآت السياحية المهملة الموجودة في عدد من المناطق السعودية، وتسويقها وسن رسوم لدخولها أسوة بمثيلاتها في الخارج، أوضح مهند نبيل خوقير مدير فندق «أنوار المدينة موفنبيك»، أن السعودية تحتكم على جملة من المواقع الأثرية التاريخية، تمثل مقصدا لكثير من السياح من الخارج والداخل، إضافة إلى تنظيم رحلات للحجاج والمعتمرين إلى تلك المواقع، التي تعد مصدر دخل كبير.

وقال لـ«الشرق الأوسط» إن ثقافة السياحة في السعودية تحتاج إلى تنشيط وتطوير وتأهيل الشباب مع تطوير الأماكن السياحية في السعودية، ودمج السياحة الدينية بسياحات أخرى، وفتح المجال في عمل كمجموعات سياحية لأماكن متعددة في السعودية ولكن بعد تهيئة المواقع السياحية، والخدمات التي تقدم حاليا في الفنادق لا تتجاوز الإعاشة أو تنظيم رحلات عشوائية من قبل أشخاص غير مؤهلين، مشيرا إلى أن قطاع السياحة والفندقة يحتاج إلى تنشيط وتكثيف الجهود ليرتقي إلى المستوى المأمول.

وأضاف أن معظم الدول المستقرة سياسيا استثمرت الوضع في الدول التي تشهد توترا وقامت بعمل عروض على رحلات الطيران أو الفنادق وكثفت أنشطتها السياحية لجذب أكبر عدد من السياح إليها.

وبين أن عدد المعتمرين هذا العام تجاوز أرقام الأعوام الماضية، مرجعا ذلك إلى فتح باب التأشيرات مرة أخرى، مبينا أن مصر تحاول تعويض ما فاتها خلال شهر يناير (كانون الثاني)، مشيرا إلى أن هناك توقعا بزيادة الطلب على النسبة المتوقعة بنحو 10 في المائة خلال هذا العام.

وتابع «ثقافة الحجوزات بدأت تظهر في السعودية، والترتيب والاستعداد قبل السفر بفترة زمنية كافية، وهناك من أجرى حجوزاته لشهر رمضان منذ الآن، ولكن هذا الأمر يحتاج إلى تشجيع وتطوير ثقافة الحجز المبكر، لأن كثيرا من السعوديين يقررون السفر في وقت قصير، دون أي ترتيبات مسبقة، وهذا يكلفه في معظم الأحيان مبالغ إضافية».

وأكمل «85 في المائة من الفنادق في مكة المكرمة والمدينة المنورة تسكنها مجموعات قادمة من خارج السعودية، مشيرا إلى أن الحجوزات على الموقع الإلكتروني ارتفعت عن العامين الماضيين بنسبة تزيد على 200 في المائة، وهي دلالة على أن المجتمع بدأ يتقبل ثقافة الحجوزات الإلكترونية».

ذكر خوقير أن كثيرا من الفنادق تتدنى خدماتها، وخاصة في فترة المواسم، بسبب غياب الاستعداد المبكر، وبعضها يواجه نقصا في العمالة، وقال «بعضها يواجه صعوبة في تغطية تأخر وصول العمالة، ويفاجأ بمغادرة العمال وهي محتاجة إليهم ولا تستطيع أن توفر البديل في فترة قصيرة».

وكشف عن أن نسبة الموظفين السعوديين في المناصب القيادية في القطاع السياحي لا تتعدى 1 في المائة، فيما لا تتجاوز نسبة السعودة في الوظائف الأخرى 20 في المائة، وأردف «السياحة في السعودية تعتبر جديدة وتحتاج إلى تطوير بشكل مستمر وسريع، وهو ما يلزم تهيئة وتدريب الشباب».

من جانبه، اعتبر خالد باوزير، وهو مسؤول في مكتب للسياحة، أن مكاتب السياحة وتنظيم الرحلات تحتاج إلى دعم داخلي للقيام بعملها مثل المكاتب المثيلة في الدول الأخرى، وتحتاج أيضا إلى وضع خطط وعروض سياحية داخلية، بعد الاهتمام بالمواقع الأثرية الموجودة في البلد.

وأكمل باوزير أن السعودية ينقصها كثير من الفنادق، وهناك مخاوف لكثير ممن هم يريدون قضاء إجازاتهم في المدينة المنورة أو جدة، حيث بادروا بالإسراع بالحجز الفندقي لتفادي ما جرى لهم أو لعائلاتهم في الإجازة الماضية، مشيرا إلى أن كثيرا من الأشخاص يترددون أو يتصلون يطلبون حجوزات لغرف أو أجنحة في شقق مفروشة بشكل يومي، ولكن للأسف لا يوجد لدينا حجز مسبق إلا قبل يوم أو يومين أو فترة بسيطة.

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن نظام الإيواء في بعض الفنادق لا يقبل الحجوزات قبل النزول إلى الفندق بفترة قصيرة، وأن كثيرا من دور الإيواء في السعودية لا يوجد لديها آلية حجز عبر موقعها الإلكتروني، والبعض ليس لديه موقع إلكتروني من الأساس، حيث استغلال أوقات الموسم ورفع الأسعار بسبب الإقبال الشديد على جميع دور الإيواء بالسعودية بشكل عام.

وأوضح أن دور الإيواء في السعودية قليلة وتحتاج إلى تكثيف وجلب استثمارات لتوسع دائرتها.