ألعاب نارية تضيء سماء السعودية مؤذنة بانطلاق مهرجانات سياحية غير مسبوقة

45 مهرجانا في المناطق المختلفة تشرف عليها هيئة السياحة والقطاعات المعنية

انطلاق المهرجانات صاحبته الكثير من الفعاليات والأضواء التي أنارت سماء المدن السعودية (تصوير: ثامر الفرج)
TT

دوت في المدن السعودية أصوات الألعاب النارية وموسيقى الأوبريتات الغنائية إيذانا بانطلاق الموسم السياحي، حيث تتجاوز فعاليات هذا العام 127 فعالية متنوعة، ضمن 45 مهرجانا في مختلف مناطق المملكة، وسط توقعات رسمية بارتفاع العائدات بما يزيد على 30 في المائة مقارنة بالعام الماضي، حيث بلغت 7.7 مليار ريال.

ففي جدة، تراقصت أمواج البحر فرحا أول من أمس، وتحول ليلها إلى نهار إعلانا بانطلاق موسمها السياحي «جدة غير» الـ32، والذي يستمر لـ70 يوما ويضم أكثر من 100 فعالية ترفيهية وفنية ورياضية وثقافية، في احتفالية كبرى شهدت إطلاق مئات الأطنان من الألعاب النارية، وأوبريتا غنائيا وطنيا شدا به عبادي الجوهر وعباس إبراهيم.

وكشف الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، عن مشروع كبير يجري الإعداد له بمشاركة رجال أعمال يهدف لتطوير الموقع الحالي للمهرجان لتحويله لمركز مميز لإقامة احتفالات جدة. وقال إن «جدة غير» يتميز كل عام عن الذي قبله، مشيرا إلى أن كل شيء قدم في هذا العام كان جميلا ورائعا، مضيفا «التنظيم كان رائعا، والأوبريت كان متميزا، والجمهور كان أجمل ما في هذه الليلة»، وهنأ القائمين على المهرجان والمشاركين فيه.

ووصف أمير المنطقة المهرجان بأنه في تألق وصعود ورقي، مطالبا الجميع في جدة بأن يتحملوا الصعاب في الشوارع والمرور والأماكن التي يصعب الوصول إليها خلال هذا العام والأعوام المقبلة، لأن جدة أصبحت ورشة عمل، قائلا «كل هذا إن شاء الله لإعداد جدة لتكون العروس التي نقدمها كل عام لخطابها من المصطافين».

ومن جهته، قال الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز، محافظ جدة، في كلمته التي ألقاها الأمير عبد الله بن سعود، رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان، إنه روعي في نسخة هذا العام التنويع في المحتوى وطرق تقديم الفعاليات ليحظى زوار ومرتادو محافظة جدة بمنتج سياحي وترفيهي يعزز مكانة صناعة السياحة بالسعودية، ويدلل على مكانة جدة وموقعها السياحي الراقي بين منظومة مدن المملكة، وذلك خلال فترة الصيف التي تحظى بأمسيات رمضانية وبرامج مختلفة أيام العيد. فيما انطلقت في أبها أمس أنغام العرضة، وهي تطلق مهرجانها السياحي «أبها يجمعنا» الذي يحل عليه ضيفا هذا العام الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة. وامتدح الأمير فيصل بن خالد، أمير منطقة عسير، الجهود المبذولة من كل الجهات الحكومية لإنجاح المهرجان الذي يعد الأبرز والأضخم محليا، ويتوزع في كل محافظات المنطقة، ويحظى بإقبال كبير من السياح من داخل المنطقة وخارجها. وتضمن الاحتفال كلمة لأمير منطقة عسير، وأوبريتا بعنوان «ضيف صيف» من كلمات الشاعر عبد الله الشريف، وألحان الفنان صالح خيري، بمشاركة الفنانين نايف البدر وعبد الله القرني وأنس النهاري وخالد خيري، فيما تشارك الفرق الشعبية بأداء عدد من الألوان الشعبية التي تزخر بها المنطقة، يشمل ست لوحات غنائية تحمل في معانيها الوفاء والتكريم لضيف المنطقة بمشاركة 500 شخص يمثلون الفرق الشعبية، فيما يختتم الحفل بإطلاق الألعاب النارية والتي تغطي سماء المدينة.

ونيابة عن الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، دشن الأمير جلوي بن عبد العزيز بن مساعد، نائب أمير المنطقة، انطلاق مهرجان صيف الشرقية 32، المقام تحت عنوان «فكر بالسعودية والوجهة شرقية»، وذلك في متنزه الملك عبد الله بالواجهة البحرية بمدينة الدمام.

وتحدث المهندس ضيف الله العتيبي، أمين المنطقة الشرقية، حول الاستعدادات الكبيرة التي اتخذتها الأمانة لتوفير أفضل الخدمات التي تقدم لزوار المنطقة في جميع الأماكن السياحية البالغ عددها أكثر من 500 موقع. فيما افتتح الأمير بدر بن محمد بن جلوي، محافظ الأحساء، الأسبوع الماضي مهرجانها الصيفي السادس «حسانا فله» بمتنزه الملك عبد الله بالطريق الدائري الغربي لمدينة الهفوف.

وأوضح المهندس فهد بن محمد الجبير، أمين الأحساء، أهمية المهرجان في عامه السادس وأهمية وجوده في متنزه الملك عبد الله وما يحويه كالنافورة المائية والحارة الأحسائية والقرية التراثية، مؤكدا أن ذلك سيسهم في الارتقاء بالمهرجان هذا العام.

وفي حائل، انطلقت فعاليات مهرجان صيف حائل 32 «حائل عزوتي»، التي ينظمها كل من أمانة منطقة حائل والهيئة العليا للسياحة والآثار، برعاية عدد من المؤسسات الوطنية. وأوضح مدير مهرجان صيف حائل علي الفايز أن اليوم الأول للفعاليات شهد عروضا مسرحية وترفيهية وثقافية تحدثت عن القيم والمبادئ الإسلامية التي تعنى بالمحافظة على القيم الدينية والعادات والتقاليد، كما شهدت الفعاليات ألعابا ترفيهية منوعة للكبار والصغار، وزعت على أثرها جوائز على المشاركين خلال الفعالية. وانطلقت أمس أيضا في الطائف برعاية أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل وحضور فهد بن عبد العزيز بن معمر محافظ الطائف، فعاليات مهرجان صيف الطائف الـ32 (تحت شعار «الطائف أحلى وأحلى»)، وذلك في مدينة الملك فهد الرياضية بالحوية. وأكد محمد بن سعد الثبيتي، رئيس اللجنة الإعلامية في المحافظة ونائب لجنة التنشيط السياحي، أن برنامج حفل الافتتاح يتضمن كلمات وقصائد شعرية وعرضا للفنون الشعبية وأوبريتا تحت عنوان «مدينة الورد الطائف»، وتزين الألعاب النارية سماء المدينة الرياضية معلنة بذلك بداية مهرجان الطائف للصيف (الـ32).

وكانت المدينة المنورة سباقة في مهرجانها الذي دشنه الأمير عبد العزيز بن فهد الأسبوع الفائت على أرضية حديقة الملك فهد، والذي يحتوي على الكثير من الفعاليات الخاصة بالعوائل، وكذلك فعاليات خاصة بالنساء فقط، ويضمن الكثير من الفعاليات الموجهة للأسرة والطفل والمرأة والشباب. وأوضح المدير التنفيذي لجهاز تنمية السياحة والآثار بمنطقة المدينة المنورة، الدكتور يوسف حمزة المزيني، أن مهرجان هذا العام يتضمن عددا من الفعاليات الأسبوعية واليومية للأطفال والعائلات في كل من حديقة الملك فهد ومركز الدخيل، إضافة إلى الخيمة الشعبية والفعاليات المصاحبة لها.

أما في تبوك، فتنطلق اليوم فعاليات مهرجان «حقلنا وناسة»، برعاية الهيئة العامة للسياحة والآثار، ضمن مهرجانات الصيف لهذا العام بمنطقة تبوك، بحضور محافظ حقل سعد بن نايف السديري. وتحفل فعاليات المهرجان بأنشطة متنوعة حيث تجوب شواطئ حقل ضمن مراسم الافتتاح مجموعة من الهجانة في استعراض تراثي، وفي المساء يقام الحفل الثقافي معلنا انطلاق فعاليات المهرجان في نسخته الجديدة. ويشتمل المهرجان على فعاليات شعبية وثقافية وتراثية ومسابقات استعراضيه وبحرية وألعاب شعبية ومنتجات يدوية.

وتبدأ الاثنين المقبل فعاليات مهرجان صيف جازان الذي ترعاه الهيئة العامة للسياحة والآثار، وذلك بمقر القرية التراثية في كورنيش جازان الجنوبي. وأوضح المهندس رستم بن مقبول الكبيسي، المدير التنفيذي للهيئة في منطقة جازان، أن المهرجان يستهدف مختلف الشرائح الاجتماعية عبر تنوع البرامج والفعاليات، مؤكدا أن الهيئة العامة للسياحة والآثار وبالتعاون مع شركائها تسعى لتطوير الفعاليات على الصعيد الفني والإداري والمالي بما يضمن استدامة الفعاليات.