هيئة الخبراء في مجلس الوزراء السعودي.. مطبخ الأنظمة والأوامر والمراسيم الملكية منذ 6 عقود

انطلقت قبل 60 عاما باسم شعبة الخبراء الفنيين ودشنت مؤخرا بيئة تقنية عصرية للعمل

عصام بن سعيد الرئيس الحالي للهيئة
TT

دخلت هيئة الخبراء بمجلس الوزراء السعودي مؤخرا، عالم التكنولوجيا الإلكترونية، لتواكب الجهات الرسمية والحكومية، في خطوةٍ لتطوير عملها بما يواكب العصر الحديث.

ودشنت الهيئة مؤخرا المرحلة الأولى من بوابتها الإلكترونية، للوصول إلى صورة نموذجية لتحقيق آمال وطموحات الهيئة انطلاقا من أهمية الدور الذي تعلبه تقنية المعلومات في خدمة الوطن والمواطن، وتوفير بيئة تقنية عصرية للعمل.

وفي هذا الصدد أكد رئيس هيئة الخبراء بمجلس الوزراء الدكتور عصام بن سعد بن سعيد اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بتفعيل دور شبكة الإنترنت في خدمة الوطن والمواطن، وتطوير بوابة إلكترونية لتعريف المواطن بخدمات مؤسسات الدولة عبر أحدث الطرق وبمواصفات عالمية ومميزة من جميع النواحي؛ وذلك لتسهيل الأعمال وتحقيق سرعة التواصل مع باقي مؤسسات الدولة. واعتبر هذه المشاريع التقنية أمرا يعكس جهود حكومة المملكة، للاستفادة من شبكة الإنترنت في الرقي بمؤسسات الدولة؛ لكي تؤدي دورها في خدمة الوطن والمواطن بشكل سلس وفعال يحقق الاستفادة القصوى من هذه التقنيات الحديثة.

وبين أن «المرحلة الثانية» من المشروع تمت مباشرتها عقب تدشين المرحلة الأولى، لكي تكون جاهزة للتدشين مع إطلالة العام الهجري المقبل، حيث ستكون حلقة وصل بين الهيئة والجهات الأخرى ذات العلاقة بعمل الهيئة في جانب حيوي ومهم بالنسبة للهيئة، من ناحية إعداد الدراسات المشتركة، حيث تستغرق الطريقة التقليدية المتبعة حاليًّا الكثير من الوقت والجهد والاجتماعات واللقاءات المباشرة، في حين أن تطبيق النظام المرتقب سيوفر الكثير على الهيئة والجهات التي تشترك معها في إجراء الدراسات، وسيزيد من سرعة الإنجاز.

وشدد المشرف العام على بوابة هيئة الخبراء مساعد رئيس الهيئة الأمير عبد الرحمن بن محمد بن عياف آل مقرن بالقول: «تمكنّا خلال فترة وجيزة من الاقتراب من تحقيق بدايات مقبولة لبوابة إلكترونية لهيئة الخبراء ستخدم - بعد اكتمال جميع مراحلها - نطاقًا واسعًا من مؤسسات الدولة من خلال تطبيقات متقدمة، بالإضافة إلى الثروة القانونية في مجموعة الأنظمة السعودية التي تتاح لأول مرة بصورة رقمية، حيث أصبحت في هيئة نصوص إلكترونية يمكن البحث فيها والوصول إلى أي معلومة تشتمل عليها هذه المجموعة في ثوان معدودة بأكثر من طريقة، فيما يتيح الموقع إمكانية الاطلاع على صور الوثائق الأصلية في مكان واحد لأغراض المقارنة أو التحقق أو غيرها، كما أن موقع شعبة الترجمة الرسمية يوفر العديد من الأنظمة المترجمة باللغة الإنجليزية، وستكون هناك في المستقبل القريب ترجمات بلغات أخرى، والمزيد من الأنظمة المترجمة».

ومن جانبه بين رئيس فريق متابعة تطوير البوابة في هيئة الخبراء المستشار عبد العزيز بن سليمان المشعل أن ما تم إنجازه في المرحلة الأولى من مشروع البوابة، كان من أهم غاياته تطوير بوابة رقمية عصرية تستفيد من جميع التقنيات الحديثة في مجال رقمنة المعلومات للإسهام في تحقيق مهمات هيئة الخبراء على الوجه السليم، ومن ذلك توفير بيئة تقنية عصرية للعمل، مشيرا إلى أن بوابة هيئة الخبراء تشتمل على جميع الخدمات التقنية المتقدمة التي يفترض أن تشتمل عليها أي بوابة نموذجية، وأن عدد الخدمات في ازدياد مستمر مع تقدم العمل في المرحلة الثانية من المشروع، والتي يتوقع أن تكتمل مع بدايات العام المقبل.

وأكد المشعل على أن بوابة هيئة الخبراء على شبكة الإنترنت ستساهم في تعزيز المعرفة القانونية لدى الباحثين والمهتمين، كما أن تحويل مجموعة الأنظمة السعودية إلى صورة رقمية سلسة يسهل البحث فيها بالعديد من الطرق، سواء بالبحث الحر عن الكلمات أو الجمل من خلال محرك بحث يعتمد على محلل صرفي عربي لأول مرة يستخدم في مواقع عربية ذات محتوى قانوني، أو عن طريق العديد من الكشافات والفهارس المتخصصة، لا سيما أن هذا المحتوى الكبير سيكون في شكل رقمي متاح للمهتمين به بوجه عام، والإدارات في الأجهزة والمؤسسات الحكومية بوجه خاص.

وفي ذات السياق أوضح رئيس مجلس إدارة شركة «الدار العربية لتقنية المعلومات» الدكتور سليمان بن عبد الله الميمان أن العمل الأضخم والأكثر تعقيدًا في هذه المرحلة من المشروع، كان خدمة مجموعة الأنظمة السعودية؛ حيث شروط التزام الدقة المفروضة من الهيئة في المقابلة المتكررة لنصوص مجموعة الأنظمة السعودية، وقد خصصت الشركة فريقًا متخصصًا من باحثيها اللغويين والقانونيين، لإدخال الأنظمة وتحويلها لصيغة رقمية، ثم إعداد الفهارس والكشَّافات المتخصِّصة لإبراز الكنوز الدفينة في هذه الثروة القانونية الضخمة.

وحول التقنيات المستخدمة في البوابة وتطويرها أوضح الدكتور الميمان أن الشركة استخدمت أساليب تقنية متطورة من تطبيقات الويب 2.0 ومن بينها أجاكس AJAX، وذلك لعرض صفحات مجموعة الأنظمة السعودية وغيرها في البوابة بصورة ديناميكية بالاعتماد على قواعد البيانات، وميزة هذه التقنية أنها تسمح للمتصفح بالاتصال بالسيرفر في الخلفية دون أن يشعر المستخدم بهذا الاتصال.

ومن ناحية المرحلة الثانية للبوابة، وما سيتم تقديمه من خدمات تقنية، أفاد الدكتور الميمان أن المرحلة الثانية ستكون ثرية بالخدمات والتقنيات المتقدمة والاستفادة بشكل فعال من شبكات التواصل الاجتماعي في التواصل مع زوار البوابة.

وأعادت مناسبة تدشين هيئة الخبراء في مجلس الوزراء السعودي، قبل أسابيع، المرحلة الأولى من بوابة الهيئة على شبكة الإنترنت الدولية، الحديث عن هذا الجهاز ومهماته والتطورات التي شهدها خلال انطلاقته قبل ستة عقود وإلى اليوم، والإنجازات التي حققها طوال الستين عاما الماضية، وآلية عمل الهيئة وما يدور في أروقتها منذ أن صدر مرسوم ملكي في الثاني عشر من رجب من عام 1373هـ بالموافقة على نظام مجلس الوزراء وشعبه ومن ضمنها شعبة الخبراء الفنيين التي تحولت بعد 41 عاما من إقرارها إلى اسم هيئة الخبراء وباشرت بنجاح مهمتها، ومنها بحث المعاملات التي يحيلها إليها رئيس مجلس الوزراء ونائباه ومجلس الوزراء ولجانه المتفرعة ودراستها، وتحضير مشروعات الأنظمة، وإعداد الدراسات اللازمة لها بالاشتراك مع الجهة التي رفعتها، ودراسة الاتفاقيات والمعاملات التي تتضمن وضع قواعد عامة أو التي تتطلب إصدار مراسيم ملكية أو التي تهم أكثر من جهة حكومية، ووضع الصيغ المناسبة لبعض الأوامر السامية والمراسيم الملكية وقرارات مجلس الوزراء، ومشاركة الأجهزة الحكومية في دراسة الموضوعات التي تحال إلى الهيئة من المقام السامي أو من مجلس الوزراء أو المجالس العليا.

وقد تعاقب على رئاسة هيئة الخبراء كل من: الشيخ صالح بن عبد الرحمن الحصين من 23/10/1394 إلى 14/10/1395، والدكتور مطلب بن عبد الله النفيسة من 14/10/1395 إلى 06/03/1416، وناصر بن صالح السميري (تكليفا) من 20/03/1416 إلى 02/03/1420، والدكتور محمد بن حسن الجبر (رحمه الله) من 03/03/1420 إلى 04/08/1427، وعصام بن سعد بن سعيد من 15/12/1428 ولا يزال.